سقوط الاخوان في الانتخابات التكميلية الكويتية يؤشر على انتهاء عصرهم
تراجع نفوذ الإخوان والسلفيين في مجلس الأمة الكويتي بعد فشل مرشحين في الفوز بمقاعد بديلة وصعود مرشحين مستقلين في الانتخابات التكميلية التي جرت، امس الاول السبت، لشغل مقعدي النائبين السابقين جمعان الحربش من الإخوان ووليد الطبطبائي السلفي المقرب من الإخوان.
وقد أبطلت المحكمة الدستورية الكويتية، في يناير/كانون الثاني الماضي، عضوية النائبين بسبب اتهامهما في “قضية اقتحام مجلس الأمة” والمتهم فيها 70 مواطنا، بينهم نواب سابقون وحاليون.
وفاز في الانتخابات التي أعلنت نتائجها رسميا، فجر امس الأحد، في الدائرة الثانية بدر الملا بحصوله على 4657 صوتا، بفارق بسيط عن مرشح الإخوان المسلمين حمد المطر الذي حصل على 4616 صوتا.
وفاز في الدائرة الثالثة في المركز الأول عبدالله الكندري بـ6705 أصوات متقدما بفارق كبير على المرشح السلفي عمار العجمي الذي حصل على 5173 صوتا.
ورغم هزيمة المرشحين الإسلاميين، إلا أنه من المبكر شطب تأثير الإخوان في المشهد السياسي الكويتي، ويتساءل المراقبون عما إذا كانت نتائج هذه الانتخابات التكميلية تعني تغيّر المدّ في الكويت نحو روح وطنية أم إخفاقة مؤقتة للإسلاميين.
واختصر مصدر سياسي كويتي نتائج الانتخابات التكميلية في أنها أفضت إلى سقوط الإخوان والسلفيين، وتثبيت الدور القبلي المهم. وأودى الصراع بين مرشحيْ السلفيين إلى خسارتهما. فيما منع انقسام الشيعة من فوز احد مرشحيهم.
وترشح في الدائرة الثانية مكان الحربش “إخواني” آخر هو حمد المطر، وأعطيت التعليمات للماكينة الانتخابية للإخوان بدعمه. لكن الفوز كان من نصيب الأكاديمي الليبرالي المحافظ بدر الملا الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون ولا يملك حزبا أو ماكينة انتخابية حزبية داعمة، ولم يسبق له أن خاض غمار العمل السياسي بمفهومه الكويتي الواسع.
وترشح في الدائرة الثالثة سلفيان لوراثة مقعد الطبطبائي هما عمار العجمي وهو كابتن طيار يحظى بقبول لدى أهل الدائرة وكان من الممكن أن يفوز، إلا أن إصرار أنور، شقيق وليد الطبطبائي، على الترشح قسم أصوات السلفيين وبالتالي فاز المستقل عبدالله الكندري “عضو مجلس بلدي ويحظى بدعم الكنادرة وغيرهم من أبناء الدائرة الذين قدم لهم خدمات كثيرة بحكم موقعه”.
واعتبر مصدر سياسي كويتي أن الانتخابات التكميلية طوت أي جدل حول قانونية شطب عضوية النائبين السابقين جمعان الحربش ووليد الطبطبائي، لأن من اعترض على الشطب يفترض ألا يشارك في الانتخابات لكن الذي حصل هو العكس.
وقال المصدر في تصريحات صحفية، في الانتخابات التكميلية “لا يكون التصويت كثيفا في العادة، الأمر الذي يفترض أنه يرجح كفة المتحزبين لأنهم أقدر على التعبئة والتحشيد، لكن النسبة كانت كافية لفوز الملا والكندري وسقوط الإسلاميين، وهو ما يعكس رغبة شعبية في التغيير”.
وأكدت طبيعة النتائج أن القبلية أثبتت أنها ما زالت تلعب دورا كبيرا ومحرّكا في الانتخابات، فجمعان الحربش المنتمي إلى قبيلة عنزة، كان يحصد أصوات الإخوان في الدائرة وأصوات بعض أبناء القبيلة أيضا بينما مرشح الإخوان في “التكميلية” حمد المطر حضري، ولذلك ذهبت الآلاف من الأصوات في الدائرة لمرشح مستقل اسمه خالد عايد العنزي غالبيتها من أبناء القبيلة.
وساهم تعدد المرشحين الشيعة في انقسام الأصوات بين مؤيد للشيرازيين وللتحالف الإسلامي الوطني الـ”قريبين من حزب الله وإيران” وبين المستقلين الشيعة، رغم الأرقام الكبيرة التي حصل عليها البعض وخصوصا هشام الصالح (شيرازي) في الدائرة الثالثة.
وبوصول مرشحين مستقلين لمجلس الأمة، يتراجع نفوذ المعارضة التي لا يزيد نوابها عن 15 من أصل 50 نائبا منتخبا و16 وزيرا، الأعضاء في البرلمان طبقا للدستور، لتتراجع قدرتها على إجازة التشريعات التي تتبناها.
وأثر انقسام المعارضة حول المشاركة في انتخابات البرلمان الحالي بشكل كبير على حظوظها بالفوز بأغلبية مقاعد البرلمان، لتأتي هذه الانتخابات التكميلية وسط انقسام أكبر حول جدوى المشاركة.
وتنافس على المقعد الشاغر في الدائرة الثانية 18 مرشحا بينهم مرشحة واحدة للحصول على أصوات الناخبين في الدائرة والمقدر عددهم بـ62547 ناخبا. أما الدائرة الثالثة فتنافس فيها 29 مرشحا بينهم أربع سيدات للفوز بأصوات 96528 ناخبا.