لا للمصالحة، لا للانتخابات؟ الشعب الفلسطيني يحترق، والخلافات على المناصب والمكاسب مستمرة!

بقلم : د. كاظم ناصر

من المؤسف جدا القول ان النخب السياسية الفلسطينية منشغلة بخلافاتها وتنافسها على المكاسب والمناصب، وفشلت في العمل معا للتصدي للاحتلال والتغوّل الإسرائيلي الذي يهدف إلى اقتلاعنا من جذورنا وطردنا من وطننا. كل فصيل من فصائلنا، وكل حزب من أحزابنا سواء كان دينياّ، أو علمانيّا، أو بلا هويّة مكشوفة يدّعي بأنه الأكثر وفاء لفلسطين، والأكثر قدرة على تحريرها، وينسى أنّه لم يحرّر شبرا واحدا من أرضها المحتلة!

بعد مرور ما يزيد على إحدى عشر عاما على الانقسام، وإثنا عشر عاما على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وثمانية أعوام على انتهاء مدة الرئيس والمجلس التشريعي، ما زلنا ندور في حلقة مفرغة، ونناور ونراوغ دفاعا عن أحزابنا، ونكذب على شعبنا الذي سئم من خلافاتنا وأكاذيبنا عن حرصنا على الوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال.

إجراء الانتخابات التشريعية في أسرع وقت ممكن ضرورة ملحّة، ومطلب شعبي فلسطيني لأن الشعب يعتقد أن الذهاب الى صناديق الاقتراع هو الإجراء الوحيد الذي سينهي الانقسام؛ حماس وفصائل وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية رفضت قرار المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس التشريعي واجراء انتخابات نيابية خلال ستة أشهر، وقالت إنها لا تعترف أصلا بشرعية المحكمة التي شكلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2016 ، وان قرارها لا أساس له في القانون الأساسي الذي لا يجيز حل المجلس التشريعي، ويشكل انتهاكا للمبادئ والقيم الدستورية.

المجلس التشريعي الفلسطيني لم يجتمع ولم ينجح في اصدار قرار تشريعي واحد منذ سيطرة حماس على قطاع غزّة، أي إنه لم يقم بدوره التشريعي، وتمترس أعضاؤه دفاعا عن فصائلهم! فلماذا لا نتفق على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وجهوية تنهي الانقسام وتفتح آفاقا جديدة للمستقبل؟ والى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي؟ وكم سنة أخرى يجب علينا أن ننتظر لتقبل حماس وغيرها بإجراء الانتخابات؟ ولمصلحة من تبقى مؤسساتنا معطلة؟ ولماذا ترفض حماس وغيرها من الفصائل والأحزاب الذهاب لصناديق الاقتراع إذا كانت واثقة من التفاف الجماهير حولها كما تدّعي؟

إن أعضاء المجلس التشريعي وقادة الفصائل والأخزب الذين يرفضون إجراء الانتخابات، يفعلون ذلك دفاعا عن فصائلهم واحزابهم وامتيازاتهم؛ أي ان الخلاف بينهم على المناصب والمكاسب، وليس على خدمة الشعب الفلسطيني ودفاعا عن قضيته كما يزعمون!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى