الجالسون على رصيف الوطن.. وهم كثر

بقلم : د. زيد احمد المحيسن

الوطن الذي اتحدث عنه هو قطعة من جسدي وروحي وعقلي ونفسي،   والجالسون على رصيفه هم خيرة الخيرة الذين ساهموا – بقدر من الجهد والعرق والعمر- في بناء مداميكه الاولى .. شاهدوه وهو يكبر رويدا رويدا واستظلوا جميعا تحت سارية علمه،  وزادوا العلم قوة الى قوته في الحركة و الخفقان.

 كفاءات وقامات كبيرة وفي كل المجالات قصفت اعمار بعضها ظلما اوحسدا اوغيرة او مزاجا وهي في اوج سلم عطائها، فهولاء لم ينافقوا للمسؤول ولم يوافقوا على طلبات بعضهم فاثروا ان يفارقوا الموقع على مضض.. بعضهم هاجر الى الخارج تحت ضغوط الحاجة ومتطلبات الاسرة الكبيرة، وبعضهم آثر البقاء والصمود والجلوس على رصيف الوطن ينتظر ساعة الفرج ليعود الحق لاصحابه، ولكن … هيهات هيهات ان يأتي فرج الارض لكنهم لم يقنطوا من فرج السماء وروح الله
 الجالسون على رصيف الوطن كثر  وهم صادقو الولاء والانتماء ، جربوا في عهود سابقه فابدعوا وانجزوا الكثير، ولكن عندما هبط الينا والى الوظيفة العامة رجال الاعمال (رجال البزنس) واصحاب الاجندات الخاصة اكتمل مشروع الخراب ،  وكبرنا على الوظيفة العامة اربع تكبيرات.
هولاء جاءوا تحت شعار الاصلاح الاداري والمالي وليتهم لم يأتوا، لقد اصلحوا فقط جيوبهم وجيوب المعارف والخلان فافسدوا الحرث والنسل، ولم نر لهم من انجاز يذكر الا – زيادة المديونية – على كاهل الوطن والمواطن – وانتشار الفساد المالي والاداري والخدمي – وعاثوا بنظرياتهم العقيمة و الخاطئة دواوين الادارة العامة، وادخلوا مصطلحات ومفاهيم لم نسمع بها في عهود ماضية الا في عهودهم المشؤومة – المال العام حلال مد اليد اليه – الرشوة هدية – السمسرة هي عمولة – واختلاس ونهب المال العام فرصة و شطارة وفرصة العمر جاءت اليك فعليك اغتنامها.
 لقد ترهلت الادارة العامة وشاخت مبكرا في عهدهم وها نحن نئن ألما من وطأتها علينا جميعا افرادا ومؤسسات، فالمديونية كبيرة تضيق بها مقدرات الوطن ومصادر ثروته الوطنيه.
  الجالسون على الرصيف من شرفاء الامة يترحمون على الماضي التليد.. إنهم يبكون على الواقع ولكن دموعهم هذه المره ليست من ماء بل من دم، لان الآية انعكست في هذا الزمن الاغبر – زمن القلة والذلة والكحل الاسود – حيث اصبح للبشر سلطة على القانون بدل ان يكون للقانون سلطة على البشر، وعندما ينتهي دور القانون يبدا عصر الفساد والطغيان، وهذا مايجري في ديارنا مع الاسف الشديد بالتمام والكمال.
 شرفاء الوطن مازالوا جالسين على رصيف الوطن … ينتظرون ساعة الفرج .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى