موجة من افلاس المطاعم البريطانية واغلاق ابوابها عشية الانفصال عن اوروبا

كشفت مؤسسة مور ستيفنز للمحاسبات أمس أن أكثر من ألف مطعم في بريطانيا أعلنت إفلاسها خلال عام واحد يمتد حتى نهاية سبتمبر/ ايلول الماضي في ظل تراجع إنفاق المستهلكين مع تزايد غموض مستقبل بريطانيا بسبب احتدام أزمة انفصالها عن الاتحاد الاوروبي.
وأشارت المؤسسة إلى أن حالات الإفلاس تلك تمثل زيادة نسبتها 24 بالمئة مقارنة بفترة الاثني عشر شهرا السابقة، وأنها جزء من ظاهرة تشمل جميع أنواع المتاجر.
وقال جيريمي ويلمونت رئيس إعادة الهيكلة والإفلاس في مؤسسة مور ستيفنز في بيان إن “إغلاق قطاع المطاعم أصبح متفشيا الآن وأن التأثير واضح في كل الشوارع الرئيسية تقريبا سواء في البلدات الصغيرة أو المدن الرئيسية”.
وأضاف إنه يبدو أن “المستهلكين يشدون أحزمة التقشف بسبب الغموض المتعلق بمستقبل عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي وتزايد احتمالات زيادة أسعار الفائدة”.
وذكرت مؤسسة مور ستيفنز أن 1219 مطعما أغلق في شتى أنحاء بريطانيا فيما بين نهاية سبتمبر 2017 ونهاية سبتمبر الماضي بزيادة 985 مطعما عن حالات الإغلاق المسجلة في الاثني عشر شهرا التي سبقتها.
وأكد ويلمونت أن عمليات الإغلاق في قطاع المطاعم وصلت إلى مستويات “وبائية” وأن ترشيد الإنفاق على الترفيه هو أول ما يذهب إليه المستهلكون في مثل الأوقات التي تشهدها بريطانيا حاليا.
ويرى محللون أن حالات إفلاس المطاعم ناتجة أيضا عن تدفق استثمارات كبيرة إلى قطاع المطاعم في السنوات الماضية بسبب اعتقاد المستثمرين أن هذا القطاع يحافظ على نشاطه في الأوقات الاقتصادية الصعبة، وهو ما أدى إلى افتتاح الكثير من المطاعم.
ويقول سانتو ريميديو الذي يملك ويدير مطعم إديسون دياز فيونتس وهو مطعم مكسيكي مستقل، إن نشاطه لا يزال مزدهرا، لكنه يقول إن افتتاح مطعم ليس أمرا سهلا.
ويقول إن غموض مستقبل البريكست يمثل أكبر التحديات وأدى إلى نقص العاملين، الذين يفكر الكثير منهم بمغادرة بريطانيا بسبب حالة عدم اليقين، إضافة إلى ضريبة القيمة المضافة التي تفرض ارتفاع الأسعار.
وأخذت تنتشر ظاهرة افتتاح الأكشاك في الشوارع بهدف خفض التكاليف التشغيلية وتفادي ارتفاع أسعار الإيجارات من أجل توفير الوجبات بأسعار مقبولة من المستهلكين.
وتقل ظاهرة الإغلاقات نسبيا في مطاعم الوجبات السريعة وتتركز في مطاعم السهر وما يطلق عليه البريطانيون “دايننغ” أي الجلسات الطويلة لتناول الطعام.