العمليات الفدائية تشعل صراعاً بين الأحزاب الإسرائيلية وتبرز ضرورات التسوية السياسية

قالت وسائل إعلام عبرية، إن العمليات الفلسطينية الأخيرة تلقي بظلالها على الخارطة الحزبية الإسرائيلية، وسط صدور حالة من تبادل الاتهامات حول المسؤولية عنها.
ونقلت صحيفة معاريف عن آفي غاباي زعيم حزب المعسكر الإسرائيلي، أن الخضوع الإسرائيلي لحماس في غزة أسفر عن إشعال النار في الضفة الغربية، وقد علمت حماس أنها إن فعّلت استخدام القوة ضدنا فإننا سنكون مردوعين، ومن الواضح أننا أمام حكومة ليس لديها سياسة طوال السنوات الماضية، ولا تتخذ قرارات، لذلك نشأ لدينا أمر واقع نضحي فيه بأغلى ما نملك.
وأوضح أنه من الغريب أن جهاز الأمن العام الشاباك أعلن إحباط 500 عملية خلال السنة الجارية، لكن خمسة منهم نجحوا في تنفيذها، مع العلم أن لدينا قوات أمن تعمل على مدار الساعة للتصدي لهذه الموجة من العمليات.
وختم بالقول: “وظيفة المستوى السياسي أن يمنح المؤسسة الأمنية المجال للعمل دون إزعاج، لأن خلية واحدة في رام الله نفذت عمليات قاسية، وهي ما زالت خلية واحدة”.
بدوره قال ايهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي السابق، لصحيفة معاريف، إن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يبدو كمن يتعاون مع حماس، مع أن استمرار الوضع القائم في الضفة الغربية يمهد الطريق أمام حماس للسيطرة عليها، دماؤنا كلها تغلي، ونتنياهو وحكومته مسؤولون عن غياب استراتيجية مواجهة التوتر الأمني في الضفة الغربية”.
وأضاف: “الشاباك والجيش يقولان إن أبو مازن أفضل كثيرا لنا من حماس، لكن نتنياهو ينقل لحماس الأموال القطرية، ويخضع أمامها تحت النار، وحماس في المقابل تقوم بإشعال الضفة الغربية، وزعزعة استقرار السلطة الفلسطينية”.
وبين باراك أن سياسة هدم منازل منفذي الهجمات الفلسطينية ليست مجدية، بل إنها تشجع على تنفيذ المزيد من الهجمات، ولا تضعفها، كل طاقم أمني إسرائيلي قام بفحص هذه المسألة ووصل إلى هذه القناعة.
واعتبر عضو الكنيست الإسرائيلي ميراف ميخائيلي في حديثه للقناة السابعة العبرية، إن الطريق لمواجهة العمليات الفلسطينية تكمن في التوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، لأنه بدون عملية سلام لن ننجح بالتصدي لهذه الموجة من الهجمات.
وأضافت: “الحكومة الإسرائيلية الحالية تشجع المتطرفين الفلسطينيين، لأن الشعور بموافقتها على تسلم حماس أموالا في غزة، في حين تستخدمها الحركة لتنفيذ هجمات في الضفة شعور محبط وقاس، وقد آن الأوان للعمل مع المعتدلين الفلسطينيين، في مواجهة العمليات المسلحة، بحيث لا يجب الحديث عن ائتلاف ومعارضة، بل يجب معرفة أن هذه المواجهة لن تنجح بدون عملية سلام”.
أما يائير لابيد زعيم حزب هناك مستقبل المعارض فقال إن في حديثه لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن “الشاباك والجيش حذرا في مداولات أمنية أن الميدان في الضفة على وشك الانفجار، وبدلا من استغلال ذلك في إطلاق عملية سياسية مع الفلسطينيين، واستغلال التنسيق الأمني لقمع هذه العمليات، فإن نتنياهو لا يفعل شيئا، ووزراؤه مشغولون بالتسريبات”.
بدوره أكد وزير الزراعة أوري أريئيل أنه “لا يوجد إسرائيلي واحد يوافق على حدوث عمليات مسلحة في غزة أو الضفة أو الشمال، كلنا نطلب الأمن، ويجب أن نمنح الجيش فرصة تحقيق الانتصار، وهو يعرف كيف يحقق ذلك في الجبهات الثلاث”.
وقال يوسي دغان رئيس المجلس الاستيطاني شومرون، إنه “آن الأوان لتنفيذ نسخة جديدة من عملية السور الواقي في الضفة الغربية، لا يجب أن نتخفى وراء المكعبات الإسمنتية المنتشرة على الحواجز العسكرية، ويجب إعادة الحواجز الأمنية، ونطالب بأن تصدر الحكومة تعليماتها للجيش بتنفيذ جملة إجراءات ضد من يقف وراء هذه الهجمات من أجل إعادة الأمن”.