نفاق الدول العربية والسلطة الفلسطينية في التصويت الأممي لإدانة حماس
بقلم : راني ناصر/ فلسطين

القرار الاممي بإدانة حماس لقصفها إسرائيل لا يخص صواريخ المقاومة فحسب؛ بل إنه يخص عدالة القضية الفلسطينية وأحقيّة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ضدّ من اغتصب أرضه، وهجّر شعبه، وقتل الآلاف منه. نتيجة التصويت كانت صادمة على الرغم من فشل القرار؛ 87 دولة صوتت لسلب الشرعية من الشعب الفلسطيني في الدفاع عن وجوده مما يخالف جميع المعايير التاريخية والدولية والانسانية؛ و 33 دولة قرّرت الصمت والتستر على جرائم وبطش إسرائيل بالفلسطينيين وحقّها في مصادرة أراضيه، مما أثلج صدر نتنياهو كما أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بقولها “أغلب دول العالم صوت لإدانة حماس.”
57 دولة صوتت لأحقيّة وعدالة القضية الفلسطينية بينها دول عربية صوتت رياء. فقوافل الحجيج الإسرائيلية التي زارت علنا وسرا دولا مثل الامارات، وعمان، والبحرين، وقطر، والمغرب، والسعودية، والسودان، ودول عربية أخرى تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل كمصر والأردن صوتت نفاقا ضد القرار الأممي، وهذا التصويت نتيجة لخوفهم من الشارع العربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته وجزء من هويته العربية. كان خيرا للأنظمة العربية وهي التي تعمل المستحيل لتجنيد جحافل إعلامية ودينية لتجميل وشرعنه إسرائيل، والتنسيق معها امنيا لضرب المقاومة الفلسطينية الباسلة وشيطنتها ووضعها على قائمة الإرهاب العالمي، أن تصوت مع القرار بدل من التصويت الفاضح والكاذب ضدّه. فدول الخليج وحدها تنفق مئات المليارات على الاسلحة الفاسدة والفتات للفلسطينيين.
السلطة الفلسطينية كان وقوفها مع حماس ضدّ القرار الاممي نفاقا. فنقلا عن صحيفة “هآرتس” العبرية ” ان السلطة الفلسطينية كانت تريد إضافة تعديل على القرار الاممي في ادانة السياسة الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وغزة لتقبل به”.
تصويت أغلب الدول لصالح القرار الاممي عبر عن فشل السلطة الفلسطينية في تسويق قضية شعبها في المحافل الدولية، خصوصا عندما تنسق مع إسرائيل أمنيا لإجهاض أي مقاومة لشعبها ضدّ المحتل، وتتحالف مع أنظمة عربية معادية للقضية الفلسطينية لشيطنة حماس من أجل اعادة سيطرتها على قطاع غزة.
يجب على الفلسطينيين ان لا ينخدعوا بعبارات النصر فيما يخص القرار الأممي، فإسرائيل حقّقت نجاحا مهما في تضليل المجتمع الدولي الذي لم يعد يميّز بين الظالم والمظلوم في هذا الصراع، ونجحت بإزالة قناع العروبة المطرّز بعبارات وشعارات فضفاضة عن الأنظمة العربية التي تهرول للتطبيع معها.
على الفلسطينيين ان يجدوا قيادة قادرة على التصدي للاحتلال والتضليل الإسرائيلي في المحافل الدولية، ومواجهة الأنظمة العربية التي تنسق مع أمريكا وإسرائيل لتجريد القضية من بعدها العربي والقومي، واعتبارها قضية قطرية تخص الفلسطينيين وحدهم، ولا تشكل خطرا على الأمة العربية!