فشل مشروع القرار الأمريكي بإدانة حماس يعتبر صفعة لنيكي هيلي ورئيسها ترامب
بقلم : د. كاظم ناصر
أخفقت الولايات المتحدة بتمرير قرارها الذي يدين حماس ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، وحصل مشروع القرار، رغم التعديل الذي أجري عليه لإقناع دول الاتحاد الأوروبي ودول العالم الأخرى لدعمه، على تأييد 87 دولة، ومعارضة 57، فيما امتنعت 33 دولة عن التصويت، ولكن لأن اعتماده جاء بموجب مبدأ التصويت بأغلبية الثلثين، أي ثلثي أعضاء الدول المصوتة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلم يحصل على الأغلبية المطلوبة وتم رفضه.
كان الهدف من مشروع القرار الأمريكي الذي تقدّمت به المندوبة الأمريكية المتصهينة نيكي هيلي هو خلط الأوراق وصرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ومحاولة إجهاض الدعم والمكاسب السياسية التي حقّقها الفلسطينيون في أروقة الأمم المتحدة وعلى الصعيد الدولي، وإدانة نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال من خلال مطالبة حركات حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى بوقف جميع أشكال المقاومة بما في ذلك استخدام الصواريخ والأجهزة الحارقة المحمولة جوا، ووقف مسيرات العودة، وعدم التصدي لنهب الأراضي والتوسع الاستيطاني.
ولهذا فإن مشروع القرار الأمريكي الذي أرادت هيلي، الداعمة المتحمّسة لسياسات إسرائيل العدوانية، أن تقدّم من خلاله خدمة كبيرة لإسرائيل قبل أن تترك منصبها كممثلة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في بداية العام القادم لم يذكر كلمة ” فلسطين “، أو دولة فلسطين، أو السلام العادل، أو حل الدولتين، أو مشكلة اللاجئين، أو الاحتلال ونظام الفصل العنصري الذي تطبقه إسرائيل، ولم يستنكر قتل الفلسطينيين وحصار وتجويع غزة.
لقد كان مشروع القرار الأمريكي عنصريا بغيضا يمثّل حلقة جديدة من حلقات التآمر الأمريكي – الإسرائيلي المشترك ضدّ الشعب الفلسطيني؛ ولهذا فإن رفضه يعتبر صفعة لها ولرئيسها دونالد ترامب، ويدلّ على تراجع الهيمنة الأمريكية على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى رفض معظم دول العالم للدعم الأمريكي المتحيز لإسرائيل، ولممارسات الدولة الصهيونية التوسعيّة العنصريّة، ويشير إلى ازدياد الدعم الدولي لشعب فلسطين وحقّه في تقرير مصيره.