تصريحات غير مسبوقة لمحمّد بن سلمان حول تطبيع العلاقات مع اسرائيل

في تصريحاتٍ غير مسبوقةٍ لمسؤولٍ سعوديٍّ عن إسرائيل، تحدّث وليُّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان إلى مجلّةِ “ذا أتلانتيك” الأمريكيّة، إذ قال “أعتقدُ أنَّ الفلسطينيّينَ والإسرائيليّينَ لهم الحقُّ في امتلاكِ أرضهم الخاصّة, لكن يجبُ أنْ يكونَ لدينا اتّفاقُ سلامٍ عادلٍ ومُنصفٍ لضمانِ الاستقرارِ للجميع, ولإقامةِ علاقاتٍ طبيعيّةٍ بين الشعوب”, وقال ابن سلمان أيضا “لعلَّ هناك الكثير من المصالح الاقتصاديّة المُحتمَلة التي قد نتشاركها مع إسرائيل، متى كانَ هناك سلامٌ مُنصِف”, موقع «غلوبس»، قال إنَّها «المرّةُ الأُولى التي يُطلِق فيها مسؤولٌ سعوديٌّ تصريحاً كهذا».
اللواء الدكتور “أنور عشقي”، رئيسُ مركزِ الشّرق الأوسط للدراسات الإستراتيجيّة والقانونيّة، في حديثهِ لوكالةِ أنباءٍ أجنبيَّة قال: “إنَّ تصريحاتِ وليّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان الأخيرة لا تحملُ أيّ تغييرٍ في مواقفِ المملكة، لكنّها جاءت لتوضيح وتأكيد مواقف الرياض”.
الخلاصةُ أنَّ ابن سلمان لا يضعُ أيّ شرطٍ للعلاقة مع مُغتصبي فلسطين.
وقد رصدَ “مركزُ أبحاث الأمن القوميّ” الإسرائيليّ، “مُؤشّرات” فشلِ وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، في إدارة الشأنِ الداخليّ وعجزهِ عن مواجهة التهديدات الخارجيّة، مُحذِّراً من التهديداتِ الكبيرة التي ستتعرّض لها مصالحُ إسرائيل نتيجة ذلك.
وأشارَ المركزُ إلى سوء إدارة السعوديّين لملفِّ اغتيال الخاشقجي.
وتوقّع المركزُ البحثيُّ أنْ يتهاوى استقرار نظام الحكم في الرياض جرّاء فشلِ ابن سلمان في تطبيقِ برنامجه الاقتصاديّ الاجتماعيّ “رؤية 2030م”، ولعدم تمكّنه من احتواء مفاعيل الغضب داخلَ العائلة المالكة على إجراءاته الأخيرة، وإمكانيّة أنْ تندلعَ هبّة جماهيريّة مدنيّة، احتجاجاً على تدهور الأوضاعِ الاقتصاديَّةِ في المملكة، بخاصّةٍ بعد الحملةِ الدوليّة على وليِّ العهد الذي يتحمّل شخصيّاً مسؤوليّة قتل خاشقجي أحد كبار عملاء الـCIa
وأشارت الدراسةُ، التي أعدَّها كلٌّ من مديرِ المركز، والرئيسِ الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكريّة أمان “عاموس يادلين”، ومديرُ وحدة دراسات الخليج في المركز، “يوئيل جوزينسكي”، إلى أنَّ ما يُعزّز فُرص المسِّ باستقرار نظام الحُكمِ في الرياض، يتمثَّل في حقيقة أنَّ مظاهرَ فشل ابن سلمان على الصعيد الداخلي، تتزامنُ مع عجزهِ عن مواجهةِ التوسُّعِ الإيراني، وعدم قدرتهِ على حسمِ الحرب المُتواصِلةِ في اليمن، التي باتت تُهدِّد العُمقَ السعوديّ، ناهيكَ عن المسِّ بمكانةِ السعوديَّة، جرّاء فشلِ الحملةِ على قطر.
كلُّ هذا دفعَ الجانبَ الإسرائيليَّ إلى الاهتمامِ بدعم ابن سلمان, على اعتبار أنَّه المُخلّص والمساعدَ الوحيد للسعوديَّة في ظلِّ أزمتها الراهنة, على مستوى المنطقة وعلى مستوى الدّاخلِ السعوديّ, فهناك العديدُ من المؤشّراتِ التي تدلُّ على علاقةٍ وثيقةٍ نشأت وتتطوّر بين ابن سلمان وإسرائيل, إذ أشارَ “مركزُ أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ” إلى دعوة إسرائيل الغرب لمؤازرةِ محمد بن سلمان, وأشار المركزُ أنَّ فشلَ محمد بن سلمان في السياسة الداخليَّة والخارجيَّة يُهدّد سقوط السعودية، ودعا الدولَ الغربيّة للتدخّل لحماية المملكة خوفاً على مصالح كيان الاحتلال, بما فيها الاتّصالات والتواصل الأمنيّ والعسكريّ والاستخباريّ.
ويأتي هذا الحديثُ، استمراراً لاحتفاء وسائل الإعلام الإسرائيليّة بتصريحاتِ ابن سلمان، للدرجةِ التي دفعت إحداها للقولِ: “إنَّهُ ورئيسُ الوزراءِ الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو يُعدّان وجهين لعملةٍ واحدة”, “صحيفةُ سي إن بي سي” تحدّثت عن توسيع نطاقِ الاتّصالات السرّيّةِ بين المملكةِ العربيَّة السعوديَّة وإسرائيل, وتحدّثَ الخبيرُ في الشرق الأوسط “مارك ويلسون” عن التقاريرِ في العلاقاتِ المُتنامِية بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة في السنوات الأخيرة.
والآن ينظرُ الطرفان إلى مزيدٍ من التقارب، على الأقلِّ خلفَ الأبوابِ المُغلقة، مع تصاعدِ التوتّراتِ في الشرق الأوسط, وبالتالي المصالح بين هذين اللاعبين الإقليميّين ستخلقُ تحالفاتٍ جيواستراتيجيّة جديدة.
فـ”ديفيد أوتاواي” زميل الشّرق الأوسط في مركز ويلسون بواشنطن العاصمة قال: “من غيرِ المُرجّح أنْ يكونَ التعاونُ بين السعوديّة وإسرائيل مستبعداً، لكن من المُرجّح بدرجةٍ كبيرةٍ توسيعُ الاتّصالاتِ السرّيّةِ والتخطيط”.
أمَّا وزيرُ الطاقة الإسرائيليّ “يوفال شتاينيتز” أشارَ إلى أنَّ اتّصالاتٍ بين حكومته والمملكة العربيَّة السعوديَّة، لكنَّه أشارَ إلى رغبةِ الرياض في إبقائها سراً, حتّى أنَّه في حزيران الماضي 2018م, دعا وزيرُ الاستخبارات الإسرائيليّ “يسرائيل كاتس” العاهلَ السعوديّ الملك سلمان للسماح بعلاقاتٍ دبلوماسيّة كاملة.