ممارسات أمريكا ترامب اللا أخلاقية.. جريمة مقتل خاشقجي مثالا

بقلم : د. كاظم ناصر

سيذكر التاريخ أن انهيار الإمبراطورية الأمريكية بدأ عندما دخل دونالد ترامب البيت الأبيض؛ فمنذ أن تولى هذا الملياردير المتصهين الرئاسة وهو يعمل على إعادة التفرقة العنصرية للمجتمع الأمريكي، ويتصرف كزعيم عصابة، ويناقض نفسه، ويصطدم بغباء مع حلفاء أمريكا الأوروبيين وزعماء العالم الحر، ويدافع عن دكتاتوريات بقصد ابتزازها، ويسيء لشخصيات سياسية وإعلامية أمريكية مرموقة، ويكذب على الشعب الأمريكي عن إنجازاته وفضائحه وسرقاته وتحايله على نظام الضرائب.
الرجل لا يفهم تعقيدات السياسة الدولية، وجمع حوله أكثر الشخصيّات الأمريكية تطرفا، وفقد مصداقيته واحترامه كرئيس أقوى دولة في العالم؛ والدليل على ضحالة أخلاقه وقصر نظره هو موقفه من قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. فقد كانت مواقفه متحيزة ومتقلبة منذ البداية. فبعدما ندد بالجريمة ووصفها بأنها ” إحدى أسوا عمليات التستر في التاريخ”، شدد على أهمية الشراكة السعودية الأمريكية، وبذل جهده لتبرئة الأمير محمد بن سلمان الذي يتهمه العالم بارتكابها، وقال الأسبوع الماضي إن محمد بن سلمان قال له خمس مرات ان لا علاقة له بها.
ويوم الثلاثاء الموافق 20- 11- 2018، كرّر ترامب تناقضه بالقول ” هناك احتمال كبير أن يكون ولي العهد السعودي على علم بهذا الحادث المأساوي، ربما كان يعلم، وربما لم يكن يعلم.” وقال أيضا ” قد يكون من الوارد جدا أن ولي العهد السعودي كان لديه علم بهذا الحادث.” لكنه أكد عزمه على مواصلة الشراكة مع المملكة العربية السعودية ” لحماية مصالح بلاده وإسرائيل” وذكر ان السعودية وافقت على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار وهو مبلغ ضخم سيخلق مئات آلاف الوظائف للأمريكيين.
ترامب يحاول حماية الأمير محمد بن سلمان لقناعته بأن سياساته وتوجهاته تحمي المصالح الاقتصادية الأمريكية ولا تتعارض مع الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية في المنطقة، ويمكن الاستمرار في ابتزازه وإرغامه على دفع مئات المليارات ثمنا لمساعدة ترامب له في الخروج من هذا المأزق وبقائه وليا للعهد ووريثا للعرش.
هذه هي أخلاقيات ترامب وسياسته خاصة مع الدول العربية: إنه يقول لقادة العرب اقتلوا واظلموا واضطهدوا شعوبكم كما تشاؤون ولا تخافوا من ردة فعلنا؛ نحن لا تمهنا شعوبكم ومصالحكم؛ ما يهمنا هو نهب نفطكم وثرواتكم ومصالحنا الاستراتيجية، وحماية وتقوية حليفتنا إسرائيل!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى