أهلاً وسهلا ً “بالصديق نتنياهو ” في سلطنة عمان!

بقلم : د. كاظم ناصر

وأخيرا وليس آخرا دنّست أقدام بنيامين نتنياهو أرض عمان الطيّبة، كما دنّست أقدامه وأقدام غيره من قادة الصهاينة معظم العواصم العربية، وستدنّس ما تبقى منها خلال الشهور أو السنوات القليلة القادمة؛ الحكّام العرب الذين انتقلوا من التطبيع السري إلى الانبطاح والتآمر العلني مع إسرائيل، أوصلوا الأمة إلى هذا الواقع المأساوي المخزي بعد أن فقدوا الإحساس بالكرامة والحياء، واستسلموا لإرادة إسرائيل واعتبروها حليفا جديدا، وصديقا وفيّا سيحميهم من  شعوبهم ومن ” إيران وحزب الله والمقاومة”، ويحفظ لهم عروشهم، ويديم أنظمتهم القمعية!

زيارة العنصري المتطرف نتنياهو الذي لا يخفي عداءه الشديد واحتقاره للعرب شعوبا وحكاما لسلطنة عمان، واستقباله كصديق وبحفاوة في قصر السلطان قابوس، وزيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف المعروفة بعدائها الشديد وكرهها للفلسطينيين والعرب والمسلمين للإمارات العربية المتحدة، واستماعها إلى النشيد الوطني الإسرائيلي وهو يعزف لأول مرّة في دولة الإمارات العربية، وبكائها من شدة فرحها وشعورها بالنشوة والانتصار، ليست إلا أدلّة قاطعة على إفلاس الدول العربية واستسلامها للإرادة الصهيونية ومخططاتها الرامية إلى شرذمة المنطقة والتحكم بها وبمقدراتها.

نحن ندرك أن دول الاستبداد والطغيان العربيّة سحقت إرادة شعوبها، وأذلّتها وأثقلتها بالهزائم والجراح، وحاولت إلزامها بقبول إسرائيل؛ لكن الانسان العربي ما زال وسيظل يؤمن بأن فلسطين جزءا من وطنه، والقدس مدينة عربيّة إسلاميّة مسيحيّة لا تسمح له أصالته وقيمه الدينيّة والأخلاقيّة أن يتنازل أبدا عن حقّه فيها.

الشعب العربي مع السلام العادل المشرّف الذي يعيد للفلسطينيين حقوقهم، ويرفض الاستسلام والتطبيع والصلح مع الصهاينة الذين يخطّطون لإذلاله والسيطرة على وطنه! لقد أسقط مشاريع الهلال الخصيب، وحلف بغداد، وغيرهما، وأفشل العدوان الثلاثي على مصر، وحقق انتصارا مهما عام 1973، وأجبر إسرائيل على الانسحاب من لبنان، وسقى أرض فلسطين ولبنان والأردن ومصر وسوريا بدماء رجاله ونسائه الذين هبّوا لنجدة فلسطين والدفاع عن مقدسات وكرامة الأمة.

هذا الشعب العربي العظيم سيسقط مشاريع نتنياهو وترامب، ومن لفّ لفيفهما من القادة العرب، ولن يسامح أولئك الذين وقعوا اتفاقيات سلام مع الصهاينة ويستقبلونهم في عواصمهم ويتحالفون ويتآمرون معهم، وسيعاقبهم على تلك الجرائم التي ارتكبوها بحق وطنهم وأمتهم العربية بإرسالهم إلى مزابل التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى