وزير الخارجية البريطاني يرفض الحديث بالامور الاستخبارية وينكر علمه بترتيبات اغتيال خاشقجي

 

قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، امس الثلاثاء، إنه لم يكن لديه علم مسبق بـ”مؤامرة” سعودية ضد الصحافي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول.

ورفض هانت التعليق على ما أوردته صحيفة بريطانية مؤخرا بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت تعلم أن هناك “مؤامرة” لاختطاف خاشقجي، قائلا: “لن نتحدث عن مسائل استخباراتية”.

ومع ذلك أوضح أنه لم يكن على علم بمثل هذه المؤامرة.

وأضاف، في حديث له أمام جلسة استجواب بمجلس العموم البريطاني، أن “المملكة العربية السعودية هي دولة تمثل مصدر قلق لوزارة الخارجية فيما يتعلق بحقوق الإنسان… ونحن نجري مناقشات منتظمة معهم حول مخاوفنا”.

وتابع قائلا “لقد تحدثت بشكل أوضح من أي وزير خارجية غربي آخر، أنه إذا تبين أن القصص التي تتردد بشأن خاشقجي صحيحة، فإن ذلك لا يتماشى مع قيمنا”.

وتعليقا على ما تردد بشأن معرفة مسبقة لدى الاستخبارات البريطانية بشأن المؤامرة ضد خاشقجي قال: “ليس بإمكان وزير خارجية أو أي وزير آخر أن يعلق على شؤون استخباراتية، لأسباب واضحة للغاية”.

وأضاف “لكني لم أكن على علم بهذا الهجوم.. لقد صُدمنا كغيرنا بسبب ما حدث”.

وكانت صحيفة “صنداي إكسبريس” البريطانية قالت إن مصدرا استخباراتيًا بريطانيًا أبلغها بأن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت تدرك في البداية أنه يتم التدبير لشيء ما، وذلك في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/أيلول، أي قبل ثلاثة أسابيع من وصول خاشقجي إلى القنصلية في 2 أكتوبر/تشرين الأول.

وذكرت الصحيفة أن التفاصيل الاستخباراتية، كشفت عن أن معلومات “من بينها أوامر أولية لاعتقال خاشقجي وإعادته إلى السعودية لاستجوابه”.

وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الظل، إميلي ثورنبيري خلال جلسة مجلس العموم، “إذا صحت الادعاءات التي ترددت هذا الأسبوع، فسيكون ذلك أمرًا خطيرًا للغاية”.

وأضافت “وزير خارجيتنا يقول حاليا إنه لا يعلم بتلك المؤامرة، فهل كانت أجهزة الاستخبارات على علم بها؟”.

وكانت السعودية قد اقرت، بعد صمت دام 18 يوما، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، فيما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن “فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم”.

وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت “معلومات” من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي “بنية مسبقة”.

وتتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي، والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى