نكاية بتركيا وايران.. إسرائيل تحرك اذرعها اليهودية بالكونغرس الامريكي لانقاذ السعودية من ورطة اغتيال خاشقجي

كشف النائب السابق لمستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس المساعد لـ”مركز يروشليم للدراسات الإستراتيجية” عيران ليرمان، أن منظمات يهودية ستتحرك داخل الكونغرس الأميركي لانقاذ السعودية من ورطة قتل الصحافي والمعارض جمال خاشقجي.
ونقل موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” عن ليرمان قوله، إن “أي تطور يفضي إلى المس بمكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن، لا يخدم المصالح الإستراتيجية لإسرائيل لأنه سيحرم تل أبيب من الاستفادة من التأثير السعودي على الإدارة الأميركية، والذي كان يوظف على نطاق واسع في تحقيق مصالح مشتركة للجانبين”.
وأعرب عن “خيبة أمله لتعاظم المؤشرات في تورط بن سلمان بعملية إخفاء أو اغتيال خاشقجي”، مشيراً إلى أن مكانة ولي العهد السعودي تتهاوى ويخفت “بريقه في الولايات المتحدة كمصلح”.
وأشار ليرمان إلى أن “التساؤلات داخل الولايات المتحدة حول مدى صلاحية بن سلمان كزعيم للسعودية وكشريك “مريح” للولايات المتحدة، تفجرت في واشنطن قبل قضية خاشقجي”، لافتاً إلى أن “العقوبات التي فرضها بن سلمان على كندا في أعقاب انتقاد وزيرة خارجيتها واقع سِجل حقوق الإنسان في المملكة، أدت إلى تعاظم الدعوات داخل واشنطن لإعادة النظر في العلاقة مع الرياض، وقد تعززت هذه المطالب داخل أروقة صنع القرار الأميركية، مع الأنباء عن إخفاء أو اغتيال خاشقجي”.
ولفت إلى أن “تراجع مكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن سيمس بالجهود الإسرائيلية الهادفة إلى تسليط الأضواء على المشروع النووي الإيراني والتهديدات الأخرى التي تشكلها طهران”، منوهاً إلى أن التحول الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة إزاء إيران جاء، بشكل خاص، نتاج التحركات الدبلوماسية التي قامت بها السعودية، وليس فقط نتاج الجهود الإسرائيلية.
كما لفت إلى أنه على الرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قاد التحرك العلني الذي انتهى بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، إلا أن السعودية لعبت دوراً رئيساً من وراء الكواليس في تحقيق هذه النتيجة، مشيراً إلى أن السعودية عملت مع لوبيات داخل الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
ولم يستبعد ليرمان أن تتحرك المنظمات اليهودية التي تعمل لصالح إسرائيل في الولايات المتحدة داخل الكونغرس لمحاولة مساعدة السعودية في الخروج من هذه الورطة، موضحاً أنه وصل إلى هذا الاستنتاج من خلال عمله سابقاً كمسؤول فرع “اللجنة الأميركية اليهودية” في إسرائيل.
ومن جهته حذر دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية ومندوب كيان الاحتلال الدائم في الأمم المتحدة السابق، من أن مصالح الكيان الصهيوني ستتعرض الى الخطر بسبب قضية اختفاء الصحافي والمعارض السعودي جمال خاشقجي.
وقال غولد في تصريحات “جيروزاليم بوست” العبرية، إن “إسرائيل ستتعرض للخطر بسبب قضية خاشقجي على اعتبار أن هذا التطور الرياض سيمس بالتوازن الإستراتيجي القائم في المنطقة.
وتوقع غولد، الذي يرأس حالياً “المركز الأورشاليمي لدراسات المجتمع والدولة” أن تفضي قضية إخفاء خاشقجي إلى إضعاف نظام الحكم الذي يقوده بن سلمان ويعزز في المقابل مكانة إيران، علاوة على أنه سيمنح طهران القدرة على “دق أسفين بين السعودية والغرب”.
ولفت غولد إلى أن “ما يفاقم الأمور تعقيداً بالنسبة لإسرائيل، أن اختفاء خاشقجي أدى إلى تعزيز مكانة تركيا من خلال احتكارها السيطرة على مجريات التحقيق في القضية”، منوها إلى أنه سبق لنظام الحكم السعودي أن عمل على المس بمصالح تركيا الإستراتيجية، من خلال دعم التطلعات القومية للانفصاليين الأكراد، لأن الرياض ترى في أنقرة “قوة إقليمية تهدد أمنها القومي”.
يشار إلى أن غولد مرتبط بعلاقات وثيقة بعدد من كبار القيادات السعودية، حيث سبق أن التقى بكل من وزير المخابرات السعودي الأسبق تركي الفيصل واللواء أنور عشقي، علاوة على أنه كشف في مناسبات أنه زار دولة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
اما صحيفة “يديعوت أحرنوت” الاسرائيلية فقد قالت إن “السعوديين لم يتعلموا منا كيف ينفذون الاغتيالات”، وذلك في معرض تعليقها على اختفاء الكاتب جمال خاشقجي.
ونقل موقع “المصدر” الاسرائيلي، عن “يديعوت” قولها إن “إسرائيل تتابع بترقب التطورات في قضية اختفاء خاشقجي، ولكنها لا تتطرق إلى الموضوع علنا”.
وذكرت الصحيفة أن “هناك تعاونا بين الاستخبارات الإسرائيلية والسعودية في عدد من المجالات المشتركة… وإذا كانت التقارير الواردة من إسطنبول صحيحة، فهي تشهد على أن هناك مجالا واحدا على الأقل لم تنقل فيه إسرائيل خبراتها إلى السعودية، وهو (كيف يمكن تنفيذ الاغتيالات)”.
وبحسب موقع “المصدر” فإن محلل الشؤون الاستخباراتية في “يديعوت”، رونين برغمان، رأى أنه “إذا كانت الاستخبارات السعودية هي المسؤولة عن اغتيال جمال خاشقجي والتخلص من جثمانه، فمن الصعب أن نصدق أنه تمت عملية لا تستند إلى الخبرة”.