المثقف والسلطة ..!!؟

تشهد علاقة المثقف مع السلطة مدا وجزرا دائمين، ينظر كل طرف من طرفيها للآخر بريبة وعدم ثقة، وهي في أحد أبعادها تجسيدا للعلاقة بين طوح المثقف ومصالح السلطة؛ ذلك أن من مصلحة السلطة احتواء المثقفين وضمهم إلى صفوفها. فيما يطالب المثقف بالسماح له بإبداء رأيه وليس بالضرورة قبوله والعمل به.

إن دور المثقف فى كل مجتمع، يشير إلى المعاني المرتبطة بمفهوم الفعل الثقافي العام. ان المثقف الحقيقي لديه رؤية نقدية للمجتمع الذي ينتمي إليه، وللمجتمع الإنساني الأوسع، بحيث لا ينغلق عن العالم، ويأخذ من التجارب المتنوعة بلا عقد ولا حساسيات، فإذا تباينت المصالح بين الحاكم والمحكوم، فإن قيمة المثقف في ابتعاده عن السلطة الحاكمة بقدر اقترابه من مواطنيه المحكومين، فالمثقف قائد للجماعة، وهو من يسعى إلى التغيير في الجماعة التي يقودها بأفكاره. إنه يوجه وينصح ويحذر، ويقدر وعي مواطنيه، ثم تأتي استجاباتهم لأقواله. بينما الحاكمُ شخصٌ استجاب لشهوة الاستعلاء على الناس، وأحبَّ أن يُدير أمورهم حسبما يرى هو، وهو يسعى دوماً لضبط حركة المجتمع، لضمان استقرار حكمه….!!!

وتظل علاقة المثقف بالسلطة في بلادنا؛ هي علاقة ملتبسة؛ علاقة نشأت في ظروف غير سوية، ونحن نعلم أن السلطات السياسية في مجملها هي سلطات قامعة. وهي سلطات نتاج تركة تاريخية طويلة من القهر وعدم قبول الاختلاف وعدم احترام الرأي الآخر. والمثقف الذي تعامل مع سلطات من هذا النوع وقع دوما تحت تأثيرها سواء بالترغيب أو بالترهيب ناهيك على أن هذه السلطات دأبت على تهميش الثقافة ودور المثقف، فالمثقف في بلادنا؛ هو بدون حماية أو غطاء من أحزاب سياسية قوية معارضة ، فهو لا يستطيع أن يؤدي دوره. ربما هذه هي الإشكالية، فالعلاقة بين المثقف والسلطة السياسية يجب أن نفتش عليها في طيات غياب المعارضة السياسية القوية”.

*دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى