افتحوا الحدود
بقلم : د. زيد احمد المحيسن

معروف على مدى سني عمر الشعب العربي الاردني انه لا ينحاز الا لعروبته وقضايا امته ، فهو كالشجرة التي لا تحجب ظلها حتى على الحطاب ، لهذا فابواب الاردنيين لم تغلق ولن تغلق في وجه عربي طلب اللجوء اليه من مصائب وعثرات الزمان – فنحن في الاردن لم نكتب على بوابات الحدود شعارات براقه ولم نلق خُطبا رنانه عن العمل الوحدوي والعروبي بل رضعنا الوحدة من حليب النشميات ، وطبقنا العروبة سلوكا وفعلا واقعيا وحضاريا ، وعندما كانت تحل المصائب بالامة والتي – ليس لنا ناقة او جمل فيها – كنا نهب و كنا اول من يقف مع ابناء الضاد ، فعند الشدائد يعرف الاخوان وخير الموازين ومحك الامم هو وقت المصائب فتعرف من هم الرجال ومن هم الذكور .
لهذا فنحن نقول افتحوا الحدود امام الطفل الرضيع والمراة الحامل والشيخ العاجز والمسن – فهولاء لاحول لهم ولا قوة – افتحوا الحدود فهولاء اعراضنا واطفالنا وشيوخنا ، انهم بحاجة الى نعمة الامن قبل رغيف الخبز .
افتحوا الحدود فابواب الاردنيين لم تغلق في يوم من الايام امام شريد او طريد او دخيل او عابر سبيل ، فبيوتنا شيدت لحماية الملهوف وايواء المكروب والسائل والمحروم – افتحوا الحدود فالرزق على رب العباد فهذا هو ايماننا وعقيدتنا وسلوكنا وتقاليدنا العربية الاصيله – وصدق القائل : فما اكثر الاخوان حين تعدهم… ولكنهم في النائبات قليل .