عمرو خالد يخلط الدين مع الدجاج وينتقل من داعية الى دعائي

اضطرت فضائية المحور المصرية إلى إيقاف برنامج عمرو خالد خلال شهر رمضان بعد اجتياح هاشتاغ لموقع تويتر بسبب ظهور الداعية المصري في مقطع مصور أثار سخرية واسعة.

وتضمن الإعلان، الذي اضطرت شركة “وطنية” إلى وقف عرضه على صفحتها الرسمية بعد الهجوم الكبير وقام الداعية بحذفه من صفحته على فيسبوك، حوارا للداعية مع خبيرة الغذاء آسيا عثمان قال فيه إن منتجات الشركة صحية وسليمة ومفيدة.

وأطلق الكاتب والأديب خالد منتصر على تويتر هاشتاغا لإيقاف برنامج عمرو خالد ومقاطعة الشركات التي تستخدم الدين والمشاعر الإنسانية في ترويج بضاعتها، فيما صمم شباب من دول عربية مختلفة مقاطع فيديو ساخرة من الداعية المصري، أبرزها فيديو نشره جزائريون بعنوان “عمرو خالد من الداعية إلى الدعاية”.

وعلى مدى يومين متتاليين توالت التغريدات والتعليقات الساخرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ردا على الإعلان. واعتبر كثيرون ما فعله خالد، تجارة واضحة بالدين باستخدام كلمات ومشاعر دينية، طالما اعتاد الجمهور سماعها منه في ترويج لمنتج معين.

وكتب مغرد على لسان عمرو خالد نفسه “للصائم فرختان، واحدة مسلوقة والأخرى مشوية، المهم تكون من وطنية”.

وتوالت التعليقات الساخرة من نوعية “لا بد من فصل الدين عن كنتاكي” و”الارتقاء الإيماني على أجنحة الفراخ” و”عمرو تحدث عن الفراخ بنفس حماسه عند الحديث عن غزوة بدر”.

وسخر المغرد عمار “عمرو خالد أنتج برنامجا للطبخ.. وسما المصري أنتجت برنامجا دينيا”. وغرد حساب أبلة فاهيتا على تويتر “دواجن الوطنية.. طيران على الجنة. #معروفة”. ونشر مغرد باسم ناشط مش سياسي “يا رب من يأكل فراخ الوطنية يخش (يدخل) الجنة #عمرو_خالد”.

ونشر خالد اعتذارا على صفحته على فيسبوك، قال فيه إن “التعبير خانه ويتحمل المسؤولية كاملة ويعتذر لكل من أساء فهمه”. لكن سرعان ما أعاد نشطاء نشر مقطع قديم للداعية ذاته يتحدث فيه عن إحدى الشركات الخليجية المختصة في صناعة العطور، قال فيه “منتجات الشركة تتفق مع قيم الإسلام في الجمال”.

وكان عمرو خالد يحظى بحالة من الإعجاب والقبول بين فئات كثيرة من بينها الشباب لأسلوبه الجذاب في الدعوة، قبل أن يصبح موضع جدل. واللافت في واقعة خالد أنه خسر تأييد قطاع كبير من مؤيديه من الشباب المتدين، حتى أن أحدهم ويدعى حسام مصطفى إبراهيم كتب معلقا “لم أضحك على إعلان عمرو خالد. أنا أراه مرعبا. لما ربنا يسحب بساط ستره عليك لتنهشك الألسن. لما يحرمك البصيرة والوعي بالزمان والمكان ويسلط عليك نفسك. لما يُبدلك بعد الشهرة والصيت والنفوذ، حماقة وضيق أفق ورعونة وشهوة للشهرة تخليك أضحوكة بعد أن كنت فينا مرجوا”.

وقالت مغردة “أنا أريد اعتذارا من عمرو خالد لأنه جعلني أصدقه في يوم من الأيام، واعتذارا مني لنفسي لأني كنت أذهب إليه إلى آخر الدنيا لحضور دروسه وتصوير برامجه وكنت أصدقه جدا”.

وقالت معلقة أخرى “تحجبت لما عمرو خالد أقنعنا بالحجاب منذ 15 سنة من خلال الدروس.. الآن هل من المفروض أن أشيله.. لأني كفرت بهذه الأسماء.. ولم يعد لدي يقين بأي كلمة قالوها!”.

وكتب الباحث الإسلامي نبيل العيسوي على حسابه على فيسبوك “لا يمكن مرور إعلان عمرو خالد عن الدجاج وإقحامه للدين فيه دون وقفة. الرجل يريد أن يتربّح بما يقول فيستخدم نفس اللهجة الإيمانية التي اعتاد على استخدامها هو وغيره من نفس المدرسة التي فرضها علينا الإعلام ووجدت كل تافه يتعلق بها”.

وذاع صيت عمرو خالد مع بداية الألفية الجديدة، بعدما قدم نموذجا جديدا للداعية المعاصر القادر على تقديم محتوى ديني بشكل شبابي بسيط. واستطاع وقتها جذب الملايين من الشباب من خلال برامجه الدينية المختلفة.

لكنّ الكثيرين رأوا أنه لم يكن صادقا، وأن قناع التدين سقط بسبب هفوات ظهرت مؤخرا. وتعرض الداعية لحملة ساخرة العام الماضي عندما قام بتصوير أدائه للحج ونشره لدعاء يسأل فيه الله أن يغفر ويرحم الذين يتابعون صفحته على فيسبوك.

وحاول الانخراط في العمل السياسي في ظل سيطرة جماعة الإخوان على السلطة في مصر، وأسس عام 2012 حزب “مصر المستقبل”، غير أنه قام بحلّه بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في 30 حزيران عام 2013. وسعى إلى البقاء في دائرة الضوء عندما أصدر رواية أدبية باسم “رافي بركات” اعتبرها الأدباء والنقاد ركيكة وسطحية وفاشلة فنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى