في مؤشر واضح على الهزيمة السياسية والافلاس المالي ..استقالات بالجملة بين قيادات “الائتلاف السوري” المعارض

أعلنت مواقع تنسيقيات المسلحين السوريين امس الجمعة على الأنترنت استقالة 3 من أعضاء “الائتلاف الوطني” وهم، بدر جاموس، وهادي البحره، ويحيى مكتبي، لأسباب لم تعرف بعد.

وقد سبق هذا إلاعلان، بيان استقالة كل من ،جورج صبرا، وسهير الأتاسي، وخالد خوجة، يوم الأربعاء الماضي من عضوية الائتلاف ، وذلك احتجاجاً على ما وصفوه بـ “خروج الائتلاف عن مساره الثوري” و”فرض الحل بسوريا على الطريقة الروسية”.

إلا أن أمينة سر مؤتمر سوتشي ميس كريدي قالت في تصريحات صحفية امس الاول الخميس ان السبب الرئيسي لاستقالة بعض أعضاء “الائتلاف السوري” هو “انحسار الدعم المادي الخارجي وأشارت إلى أن الائتلاف الذي يُعتبر المرجعية لهيئة المفاوضات “انتهى ولم يعد للهيئة التي شكلوها في الرياض أي شيء على الأرض”.

انحسار الدعم المادي وذوبان الائتلاف السوري بدأ حقيقة في صيف العام الماضي بعد أن أفادت مصادر مطلعة لموقع “زمان الوصل” المعارض أن تركيا أوقفت الدعم المالي للائتلاف السوري المعارض بشكل كامل .

وذكر الموقع المعارض حينها أن الائتلاف يمر بموقف مادي محرج للغاية، وان تركيا أبلغت الائتلاف أنها لن تقدم الدعم المالي المعروف والذي يزيد على 320 ألف دولار شهريا.

ما يعرف بـ”الحكومة المؤقتة”، التابعة للائتلاف السوري المعارض وبعد انتشار خبر إيقاف الدعم المالي التركي أعلنت إيقاف رواتب العاملين فيها ليبدأ مسلسل الانشقاقات ،إذ أعلن بسام الملك استقالته من الائتلاف ونيته العودة إلى العاصمة السورية دمشق.

بالطبع إيقاف الدعم المالي ،وإبقاء الائتلاف ينتظر رصاصة الرحمة ليس ناجما عن أزمة اقتصادية تمر في تركيا أو السعودية مثلا لكن ما لم يُقله السعوديون والفرنسيون صراحة منذ أن قررت باريس اغلاق مكتب الائتلاف في باريس قالته هذه الدول بعد مدة قصيرة في تصريحات واضحة تعكس رغبة هذه الدول بإنهاء هذا التشكل.

الالتفاف بدا من تركيا والتي كانت أولى الدول التي بدأت بتغيير مسارها السوري وذلك منذ العام الماضي حين التقى الرئيس الروسي بنظيره التركي في مدينة سان بطرسبرغ، فمنذ ذلك الوقت بدأت بوادر ومؤشرات تشير إلى بداية الاستدارة التركية وانخراط تركيا مع الداعمين الأساسيين لحكومة دمشق “إيران وروسيا” في صفة دولة ضامنة في اجتماعات استانا.

على الجهة الاخرى السعودية وعلى الرغم من أنها ما زالت تدعم فصائل مسلحة في سوريا ماليا وعسكريا، إلا أن تعير ملحوظ طرأ على موقف الرياض بعد أن صرح وزير الخارجية السعودية في شهر آب العام الماضي لبعض المعارضين أن الأسد باق وعلى المعارضة تغيير موقفها والتفتيش عن حلول جديدة وفقا للواقع الجديد.

ولا يغيب عن الموقف الصراع الدائر بين قطر وتركيا من جهة والسعودية والإمارات من جهة اخرى ،والذي عبر عنه صراحة حينها أمين عام حزب التضامن السوري المعارض ،عماد الدين خطيب، حين قال أن المسألة أكبر مما تبدو عليه، وان هناك خلافا بين الدول الراعية للمعارضة، وقد تبلورت حالة من المواجهة بين دول كقطر وتركيا في مواجهة السعودية وحلفائها.

يضاف إلى ما ذكر الوضع الميداني فمعقل المعارضة المسلحة (الغوطة الشرقية) أخلي قبل مدة لصالح القوات الحكومية السورية وحلفائها.

وبخصوص قرار كل من جورج صبرا وسهير الأتاسي وخالد خوجة مغادرة قيادة الائتلاف، فقد أوضح صبرا على حسابه في “فيسبوك” أن سبب قرار الاستقالة من منصب رئيس “المجلس الوطني السوري” في “الائتلاف” والانسحاب منه يرجع إلى أن هذا التنظيم لم يعد ائتلافا تأسس في عام  2012 .

وكتب “لأن الائتلاف لم يعد ائتلافنا الذي ولد في 11 / 11 / 2012 ، وحمل أمانة الإخلاص لمبادىء الثورة وأهداف الشعب.. ولأن طرائق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات ، ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة .

وبسبب التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه . . أعلن انسحابي من الائتلاف ، والتخلي عن عضويتي في هيئته العامة . متمنياً لكم التوفيق “.

ومن جانبها، علّقت الأتاسي، على حسابها في “تويتر”، حول انسحابها بالقول إن هذا القرار جاء بسبب خسارة قوى الائتلاف “التحدي الذي فرضه عليها المجتمع الدولي”، مضيفة أنها لم تعد ترى من الممكن العمل ضمنه.

بدوره، أعرب خوجة في بيان له عن تضامنه مع الأتاسي وصبرا في الأسباب التي دفعتهما إلى ترك الائتلاف.

وقالت المعارضة السورية سهير الأتاسي في حديث لوكالة “شام” إن تقديم الاستقالة لم يكن مصادفة، بل إن هناك اتفاقا وتحضيرا ضمن فريق عمل مستقل ومتكامل يمثله عدد من الشخصيات الوطنية السورية، ولم يكن موقفهم ضد أجسام رسمية بل ضد مسار سياسي يراه الفريق مختلفاً عن المسار الوطني لمؤسسات الثورة.. معتبرة أن الأعضاء المستقيلين كانوا قد جمدوا نشاطهم في الائتلاف منذ أشهر عدة عقب التحالف مع منصة موسكو.

ورأت الأتاسي أن الاستقالة جاءت “مساندة للثورة وتمسكاً بها وليس العكس، وأنها جاءت في وقت يتبلور هناك تيار جارف يروج لهزيمة الثورة، وإدارة عملية الاستسلام”.

ونفت الأتاسي أن يكون سبب الاستقالة لعدم انخراطهم ورفض ترشيحهم في الانتخابات الجديدة لمجلس المعارضة. وقالت الاتاسي أن “القضاء على الهيئة العليا للمفاوضات كان بسبب رفضها التحالف مع منصة موسكو وأن تغدو تلك المنصة حليفاً أصيلاً للمعارضة وقوى الثورة، وأن الحل السياسي المطروح دولياً لم يعد يتحدث عن انتقال سياسي، وبالتالي كان الموقف السياسي الواضح سبباً في الاستقالات السابقة والحالية”.

ويواجه الإئتلاف السوري العديد من الانتقادات واُتهم بأنه لم يعد الإئتلاف الذي ولد في 11 تشرين ثاني 2012 وحمل أمانة الإخلاص لمبادىء الثورة وأهداف الشعب.

ويضم الإئتلاف السوري الذي تشكل عام 2012 معظم أطياف المعارضة السورية و يُذكر أنّه تم في اذار الماضي تكليف عبد الرحمن مصطفى برئاسة الائتلاف مؤقتاً حتى موعد الانتخابات في أيار المقبل عقب استقالة رئيسه رياض سيف “لأسباب صحية” كما زعم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى