صواريخ الحوثيين ترعب حكام السعودية بعدما فشل “الباتريوت” في التصدي لها والحيلولة دون بلوغ اهدافها
وجهت المملكة العربية السعودية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الصواريخ الباليستية لجماعة “أنصار الله”، قبل يوم من لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ووفقًا لصحيفة “سبق” السعودية، فقد تسلم الرسالة، الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن من مندوب المملكة الدائم في الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي، وطالبت السعودية، في رسالتها، “مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين وضرورة محاسبة إيران لتزويدها ميليشيا الحوثيين بالصواريخ الباليستية”.
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية أعلن أنه سيؤكد بالأدلة “تهريب إيران صواريخ لليمن”. وعرض المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي بقايا صواريخ يزعم أنها إيرانية أطلقتها جماعة “أنصار الله” على السعودية.
وكانت القوة الصاروخية في اليمن أعلنت إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى من نوع “بركان H-2” على مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وصاروخ بالستي متوسط المدى نوع “قاهر M-2” على مطار أبها الإقليمي في عسير جنوبي السعودية.
وفي اول رد فعل على هذه الصواريخ، تراجع المؤشر العام السعودي في البورصة 0.5 بالمئة عند الفتح يوم امس، مما أثار مخاوف المستثمرين.
وبحسب بيانات وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، فقد انخفض مؤشر البورصة السعودية بنسبة 0.36% أو 28.14 نقطة، إلى 7814.49 نقطة، بحلول الساعة 07:28 بتوقيت غرينيتش.
هذا وقد وصفت تقارير صحفية عالمية عديدة، محاولات منظومة الدفاع الجوي السعودية التصدي لصواريخ الحوثيين مساء امس بـ “الفشل الذريع”.
ورغم أن قيادة التحالف العربي، أعلنت أن منظومة “باترويت” للدفاع الجوي السعودية، تصدت للصواريخ الباليستية السبعة المطلقة من قبل “أنصار الله”. إلا أن مجلة “نيوزيك” الأمريكية قالت إن مقاطع الفيديو “الفضائحية” أظهرت أن اثنين من صواريخ الباتريوت، أمريكية الصنع، فشلا في الجو، ولم ينجحا في التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية، كما أن واحدا آخرا ظهر وكأنه منزلق في الاتجاه المعاكس ليسقط على الأرض بصورة مفاجئة.
وأشارت المجلة إلى أن فشل “الباترويت” يمكن أن يكون بمثابة إغراء لجماعة “أنصار الله” لتوجيه مزيد من الضربات، التي يمكن أن تهدد أمن السعودية.
ونقلت المجلة الأمريكية عن جيفري لويس، مدير برنامج منع انتشار الأسلحة في شرق آسيا في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، قوله: “رغم إدعاءات السعوديين بنجاح المنظومة السعودية، إلا أنه يبدو أن هناك صاروخان فشلا بشكل كارثي”.
وتابع “إحدى تلك القذائف بدت وكأنها فشلت في الجو وانفجرت دون إسقاط هدفها، فيما يبدو أن الصاروخ الثاني استدار سريعا بصورة كارثية نحو الأرض”.
ومضى قائلا : “يمكن أن تدفعنا تلك المقاطع الى القول أن الإصابات أو الخسائر في الأرواح الناجمة ربما يكون السبب فيها هو الاعتراضات السعودية الفاشلة، أكثر من الصواريخ الحوثية”.
ولكنه استطرد قائلا “حتى نتأكد من تلك الأمور، يستلزم علينا جمع المزيد من المعلومات حول مكان سقوط الحطام، ونقاط التصادم، حيث قتل وأصيب الأشخاص، قبل أن يتم استخلاص النتائج النهائية”.
يذكر أن لويس سبق ونشر تحليلا مفصلا على صحيفة “نيويورك تايمز” في 4 كانون الأول 2017، يكشف فيه عدم صحة الرواية السعودية، حول اعتراض منظومة “باتريوت”، التي وصفها بـ”الفاشلة”، صاروخا باليستيا فوق الرياض في تشرين الثاني 2017.
وأشار تحليل لويس وزملائه إلى أن رأس الصاروخ الباليستي مرت من الدفاعات السعودية وكادت تصل إلى هدفها، وانفجرت بالقرب من أحدى صالات مطار الملك خالد، حتى أن المسافرين قفزوا من على مقاعدهم من هول المشهد.
وتشرح المجلة الأمريكية، العملية، في أنه الصاروخ الباليستي عندما يقترب من هدفه يبدأ في الانفصال بصورة تدريجية، بحيث تسير رأس الصاروخ إلى هدفها ويسقط جسم الصاروخ.
وأشارت إلى أن حطام الصاروخ الذي يستشهد به المسؤولون السعوديون أنه دليلا على الاعتراض الناجح للصاروخ، ليس إلا حطام لجسم الصاروخ المنفصل عن الرأس، أي أن الرأس يمكن أن يكون سار في طريقه ووصل إلى هدفه.
وقالت “نيوزويك” إن هناك افتقارا لإمكانية الوصول إلى “حطام الرؤوس الحربية”، كما تشير أصوات الانفجارات والدخان إلى وصول الصاروخ إلى هدفه.
وكان قد تم رصد ما مجمله 7 صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون ليل الأحد الإثنين فوق السعودية، بحسب ما أعلن التحالف العسكري بقيادة الرياض.
وأوضح الدفاع المدني في منطقة الرياض بحسب ما نقلت عنه (واس) أن “سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني تسبب باستشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية”.
وصرح المتحدث باسم التحالف العسكري العقيد تركي المالكي أن ثلاثة من هذه الصواريخ كانت موجهة إلى الرياض “وواحد باتجاه خميس مشيط وواحد باتجاه نجران واثنان باتجاه جازان”.
وتابع المالكي إن “ما تقوم به المليشيا الحوثية يعد تطوراً خطيراً في حرب المنظمات الإرهابية ومن يقف خلفهم من الدول الراعية للإرهاب كنظام إيران”، مشيراً إلى أن هذا الهجوم الصاروخي يهدف إلى “تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي”.
ومنذ تشرين الثاني أطلق الحوثيون صواريخ عديدة على السعودية، أكدت الرياض أن دفاعاتها الجوية اعترضتها كلها، إلا أنها المرة الأولى التي يشير فيها التحالف إلى إطلاق هذا العدد من الصواريخ البالستية خلال يوم واحد على السعودية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون إن القوة الصاروخية للجماعة استهدفت مطار الملك خالد الدولي بالرياض “بصاروخ بركان تو إتش”.
وأضافت الوكالة أن الجماعة أطلقت أيضاً أنواعاً أخرى من الصواريخ على مطارات في مدن أبها وجازان ونجران بجنوب السعودية.