مسيرة الإصلاح والانفتاح انطلقت فعلا في السعودية ولم يعد من الممكن وقفها وعرقلتها من قبل الدوائر والمؤسسات المحافظة التي سيتعيّن على القائمين عليها مراجعة أفكارهم وتطوير مناهج عملهم بما يتوافق مع روح التطوّر الآخذة في الانتشار والتوسّع داخل مجتمع غالبيته العظمى من الشباب، تدفعها إرادة سياسية مقتنعة بحتمية التغيير وعاملة على إنجازه بشكل طوعي وهادئ.
قال محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي ان بلاده قد فتحت أبواب الإصلاح على أكثر من واجهة وبشكل متسارع، وذلك لتأكيد ساعيها للانفتاح على مقومات التطور في مجال الموسيقى والسينما والترفيه التي حرم منها السعوديون لعدة عقود تحت ضغط جهات متشدّدة دينياً.
وقد اتّجهت جهود ابن سلمان مباشرة صوب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتشددة التي أصبحت في منظور الجيل السعودي الجديد رمزا للانغلاق وممانعة التطوّر.
وقد طلب الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، من الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف عقد مؤتمر لها تحت عنوان “منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودور المملكة العربية السعودية في تعزيزه”.
ويأتي هذا المؤتمر في زمن مغاير بعد أن تم تحجيم دور الهيئة من جهاز تنفيذي إلى جهاز استشاري، وهي المؤسسة الدينية التي طالما شكا السعوديون من نفوذها الواسع، وسيطرتها على حياتهم الخاصة، وأنها كانت أداة بيد الجماعات المتشددة وكان يتم توظيفها للإساءة إلى المملكة وإعطاء مسوغات إضافية لمنتقديها في مجال حقوق الإنسان.
ويعتقد مراقبون أن السعودية تحتاج إلى وقت كي تتمكن من تفكيك مراكز نفوذ المتشددين سواء المنتمون إلى جماعات مصنفة إرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة، أو أولئك الذين يظهرون ولاءهم للدولة وللمؤسسة الملكية، لكنهم يعملون ضد أهدافها الاستراتيجية.
ويبدو هدف مراجعة الفكر ومنهج العمل أساسيا في المؤتمر، حيث قالت الهيئة عبر موقعها على الإنترنت “إن المؤتمر يهدف إلى إبراز منهج السلف الصالح القويم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعناية الشريعة بإقامته وفق المنهج الشرعي الصحيح بعيدا عن الغلو والجفاء والتطرف والمناهج والمسالك المخالفة لمنهج السلف الصالح في ذلك”.
وكانت السعودية قد اعلنت امس الاول الخميس أنها ستستثمر نحو 64 مليار دولار في قطاع الترفيه خلال السنوات العشر المقبلة، على أن يتم جمع هذه الأموال من الحكومة والقطاع الخاص.
وقال أحمد بن عقيل الخطيب رئيس الهيئة العامة للترفيه الحكومية في مؤتمر صحافي في الرياض إن من بين المشاريع المرتبطة بقطاع الترفيه بناء دار للأوبرا.
وأضاف “بدأنا فعلا في بناء البنية التحتية هذه وإن شاء الله ترون التغيير بدءا من 2020”.
والمملكة التي تعد 32.5 مليون نسمة وظلت مغلقة فترة طويلة، ستبدأ بمنح تأشيرات سياحية في مسعى إلى اجتذاب 30 مليون سائح سنويا بحلول سنة 2030، أي قرابة ضعفي العدد الحالي.
وقال الخطيب إن جدول الفعاليات الترفيهية للعام 2018 وحده يشمل نحو خمسة آلاف فعالية. وعرضت على شاشة كبيرة في قاعة المؤتمر بعض التظاهرات التي تخطط المملكة لاستضافتها، وأيضا مقتطفات من حفلات لفنانين عالميين، بينهم الكندي برايز أدامز، وفرقة مارون 5 الأميركية.