“العودة الى مكة” كتاب جديد لمؤرخ يهودي

لا تقفُ الأطماع والمخططات الصهيونية التوسعية عند القدس او كامل فلسطين، بل تتعدّى ذلك الى جزيرة العرب وقبلة المسلمين، والأرض المقدسة في مكّة المكرمة، حسبما يكشف المؤرخ الصهيوني “آفي ليبكن” في كتابه “العودة إلى مكة.”

هذا الكتاب يرسم حدودًا جديدة للدولة اليهودية وفق “ليبكن”، انطلاقًا من مبدأ “استعادة أرض بني اسرائيل الذين يعتبرون انفسهم السكان الاصليين لجزيرة العرب”، فتصبح بزعمه “العودة إلى مكة، أرض الميعاد”، حقًا لهم.

ويبيّن ضابط الاستخبارات في كتابه “حدود الدولة اليهودية” المزعومة التي لا تمثّل فلسطين سوى الجزء الشمالي منها، في حين أن حدودها تمتد من لبنان إلى الصحراء أي السعودية، ومن البحر المتوسط إلى الفرات. وبذلك يدعو “ليبكن”، معتمدًا على نُبوءات “الكتاب المقدس”، المسيحيين واليهود للتوحد من أجل استعادة مكة، التي تعد أرضًا مقدسة للديانتين معًا.

ويعتبر “ليبكن” أنّ التحركات المعارضة داخل السعودية تعدّ من الأمور التي على “اسرائيل” استغلالها في سبيل تحقيق هدفها. ويوضّح كلامه في أكثر من مقابلة، إذ يؤكد أن الربيع العربي لا بدّ أن يصل إلى السعودية التي ستطلب الحماية من الولايات المتحدة و”اسرائيل”، ما يقدم لليهود فرصة للسيطرة على مكة. في حين يظهر الكيان نفسه بصورة البطل الذي أنقذ آل سعود. ويبدو أنّ ما يطرحه “ليبكن” ليس مستبعدًا، في ظلّ التحركات المعارضة التي ظهرت في السعودية مؤخرًا.

في هذا السياق يعلّق الكاتب والمعارض السعودي الدكتور فؤاد ابراهيم في حديث صحفي على طروحات “ليبكن”، معتبرًا أنّ “هذه الادعاءات ليست مستبعدة على الكيان الصهيوني ذي النزعة الاستعمارية”، ويتابع “الجدال الذي لا يتخطى التجاذبات الكلامية التي تُثار بسبب الطمع بثروات العالم العربي من آثار يهودية واسلامية موجودة فيه أو ثروات نفطية وغيرها يبقى محمولًا، لكن اذا تحولت هذه التجاذبات إلى مشروع يجب أن تُدق أجراس الخطر في كل البلدان الاسلامية.”

ويرى ابراهيم أنّ “التطبيع والجو الاعلامي الذي تصطنعه بعض وسائل الاعلام خاصة تلك الخليجية تساعد على هذا النوع من الأفكار الاستعمارية”، ويصف هذا المؤشر “بالخطير”، في حين أن “السعودية نفسها ودول الخليج تساعد “اسرائيل” وتقدم لهذا الكيان ما يريد على طبق من فضّة، فتسمح له بإعادة التموضع كما يشاء في الشرق الأوسط”.

ويستدرك ابراهيم كلامه فيرى أنّه “في حال بدأت “اسرائيل” بالتحرك لتحقيق هذا المشروع بشكل واضح وفعلي “فالسيطرة على مكة المكرمة لا تقبل الجدل أو المساومة” بالنسبة له “فلا تسامح حين المساس بالبقعة المقدسة، حيث ستندلع حرب كونية وسيقوم مليار مسلم للدفاع عنها والتضحية من أجل بيت الله”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى