غوتيريش يحذر من تفاقم الوضع الإنساني بغزة واسرائيل تعتبره “قنبلة موقوتة”
قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، امس الإثنين، إن الحالة الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة ما زالت في غاية السوء، مؤكد أن التقديرات الأممية تشير إلى أن قطاع غزة سيصبح غير قابل للحياة بحلول العام 2020.
جاء ذلك في إفادة قدمها خلال اجتماع عقدته امس، لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وأضاف غوتيريش : “ما تزال غزة تعاني من إغلاقات المعابر ومن حالة طوارئ إنسانية متواصلة حيث يعيش 2 مليون فلسطيني كل يوم وسط انهيار البنية التحتية، وأزمة كهرباء، ونقص في الخدمات الأساسية، واقتصاد مشلول. كل هذا يحدث وسط كارثة بيئية تتكشف يوما بعد يوم”.
كما أعرب عن “القلق العميق إزاء العجز في تمويل أونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأمر الذي سيضعف بشكل خطير قدرة الوكالة على تنفيذ ولايتها والحفاظ على الخدمات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين”.
وجمدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، 65 مليون دولار، من أصل 125 مليون دولار تقدمها سنويا لوكالة الـ “أونروا”، بدعوى “رغبة واشنطن في إعادة النظر في هذه المساعدات”.
وتقدم “أونروا” خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، والأردن ولبنان وسورية. وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 5.9 ملايين لاجئ، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، بينهم حوالي 5.3 ملايين لاجئ مسجلون لدى الوكالة الأممية.
وعلي صعيد متصل تصاعدت في الآونة الأخيرة مخاوف الاحتلال الإسرائيلي جراء تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، لما للأمر من انعكاسات سلبية على أمنه القومي، وفق ما جاء على لسان عدد من المسؤولين الإسرائيليين.
ووفق مقابلات أجرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، فإن “حماس” ليس في مصلحتها الدخول في مواجهة جديدة، لكن إذا خرج مئات الآلاف من سكان غزة إلى الشوارع احتجاجا على الأزمة، فإن حماس ستكون قادرة على خلق مواجهة مع إسرائيل من أجل تحويل المسؤولية عن كاهلها وتعبئة السكان ضده إسرائيل بدلا عنها.
ونقل الموقع عن وزراء اسرائيليين تقديرهم أنه “إذا ما شعرت حماس بأنها في خطر وجودي وأن هناك احتجاجا غير متحكم فيه فان الطريق الوحيد للخروج من ذلك، باطلاق النار علينا”.
وأشاروا في هذا الصدد أنه رغم أن الاحتجاجات في غزة لم تتوسع حتى الان، ألا أن هناك زيادة في محاولات التسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية من قبل الفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن وزير التعاون الاقليمي الإسرائيلي تساحي هنيغبي قوله: “بما أن الأزمة يمكن أن تخلق تصعيدا، من شأنه أن يدفع الناس إلى الإرهاب، فان إسرائيل على استعداد لتوفير كل قدراتها التكنولوجية والبنية التحتية من أجل منع الدمار المدني لغزة، مضيفا نحن نعرف أن ما نقوم به لا يساعد على تقوية حماس.
وكان وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس انتقد امس الاثنين، وزير الجيش أفيغدور ليبرمان على خلفية معارضته للاقتراح الذي قدمه بشأن إقامة جزيرة اصطناعية لصالح قطاع غزة.
واعتبر كاتس في تصريحات أوردها موقع صحيفة معاريف، أن ليبرمان يتحمل المسؤولية عن تفاقم الأزمة الإنسانية الحالية في قطاع غزة بسبب رفضه الاقتراح الذي وافق عليه كبار قادة الجيش الإسرائيلي ورفضه ليبرمان لوحده.
وحذر كاتس من خطورة الوضع الإنساني بغزة وأن القطاع على شفا الانهيار، محذرا من أن ذلك سيجعل القطاع يتحول إلى قنبلة موقوتة.
وشدد على ضرورة التصرف بمسؤولية ومنع حدوث أزمة إنسانية وتحديد ما يمكن فعله. معربا عن رفضه لأي حلول تهدف لإدخال عمال من غزة لإسرائيل، مشددا على ضرورة الذهاب إلى فصل غزة وتغيير السياسة تجاهها.
وتفرض “إسرائيل” على قطاع غزة حصارًا مشددًا منذ 11 عامًا، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.
وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت، قد حذر من اندلاع حرب جديدة مع قطاع غزة خلال هذا العام بسبب تدهور الأوضاع المعيشية التي يعاني منها القطاع.
ونقلت صحيفة “هارتس” العبرية، في عددها الصادر امس الاثنين، عن ايزنكوت، قوله إن تجميد الادارة الامريكية لمساعدات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “اونروا”، بالإضافة إلى تردي أوضاع الكهرباء والماء ونقص المواد الغذائية، سيؤدي الى تفاقم الأوضاع بالقطاع.