نتنياهو يهدد بالتصعيد ويبلغ بوتين ان اسرائيل لن تسكت عن توسع النفوذ العسكري الايراني في سوريا ولبنان 

ذكر موقع “المصدر” الاسرائيلي ان الوجود العسكري الإيراني في سوريا ولبنان قد شكل محور اللقاء الذي جرى أمس الإثنين بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلي.

ونقل “المصدر” عن نتنياهو قوله للصحفيين بعد هذا اللقاء، “تعارض إسرائيل وجود الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله في لبنان وستعمل ضدها إذا قضت الحاجة”. كما تطرق نتنياهو إلى الوجود الإيراني في سوريا قائلا: “نحن نواجه نقطة حاسمة: هل ستتمركز إيران في سوريا أم لا. لقد أخبرت بوتين أنه في حال عدم عرقلة هذا التمركز سنعمل على كبحه، بل لقد بدأنا العمل في الواقع”.

وكانت مصادر استخباراتية إسرائيلية، قد ذكرت أن إيران تقيم مصانع صواريخ دقيقة في لبنان، وأن إقامة هذه المصانع تمثل تجاوزا للخطوط الحمراء يتعين على إسرائيل ان تعمل ضدها. حيث سبق ان قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان: “هناك محاولات إيرانية للتضييق على دولة إسرائيل”.

وقد تطرق نتنياهو أيضا إلى الخبر الذي ورد فيه أن سوريّا تهدد بمهاجمة مطار بن غوريون ردا على النشاطات الإسرائيلية في أراضيها فقال: “ان إيران تحاول تغيير الوضع الراهن في سوريا ولبنان، وبما يؤدي الى اشعال الحلبة “.

كما تطرق اللقاء بين بوتين ونتنياهو، إلى الاتّفاق النوويّ مع إيران، بسبب تهديدات الرئيس ترامب بالتراجع عنه في حال عدم تعديله حيث قال نتنياهو للصحفيين : “طرحت أمام بوتين تحفظاتنا التي تتماشى إلى حد معين مع تحفظات ترامب. من الصعب أن ألتزم بموقف روسيا حول الموضوع، ولكنها فهمت ماذا سيحدث في حال عدم إدخال التعديلات”.

وعلى صعيد متصل شرع الجيش الإسرائيلي في إقامة سياج ذكي، أي مزوّد بتقنيات إلكترونية وكاميرات مراقبة متطورة، جنوب الجولان المحتل قرب الحدود مع الأردن، على الرغم من وجود سياجين هناك واحد إسرائيلي والثاني أردني.

وكشفت المصادر ذاتها أن سبب بناء هذا السياج يعود إلى تنامي القلق من وجود قوي لتنظيم داعش في المنطقة المحاذية للحدود مع جنوب الجولان المحتل.

يذكر أن وجود داعش في تلك المنطقة ليس حديث العهد، بل عمره سنوات، ولم يحدث أن استهدف مقاتلو التنظيم أهدافا إسرائيلية، لكن ما قد يقلق إسرائيل حالياً، هو تغيير المعادلة الميدانية في سوريا لصالح الجيش العربي السوري ومن يقاتلون معه.

وكانت إسرائيل، بفعل التغييرات الدراماتيكية في الوضع الميداني على جبهة الجولان، أقامت سياجا ذكيا جديدا في الجولان المحتل، علما أن الحدود مع سوريا تمتد إلى 92 كيلومترا.

ولم تخف إسرائيل استياءها من اتفاق خفض التصعيد في جنوب سوريا، بعد أن فشلت في إقناع الروس بمنع أي تواجد لقوات النظام و حزب الله بعمق 40 كيلومتراً من الجولان المحتل.

وتحاول أن تفرض حزاماً أمنياً عازلاً بمدى النيران، بمعنى أنها تستهدف أي محاولة لدخول المنطقة منزوعة السلاح على خط وقف إطلاق النار من قبل الجيش السوري أو حزب الله، وهي منطقة تضيق خاصرتها إلى 2 كيلومتر في شمال الجولان وتتسع إلى نحو 20 كيلومتراً في جنوبه.

وتتهم إسرائيل إيران بمحاولة تفعيل جبهة قتالية نشطة في الجولان السوري وإقامة حزب الله بطبعة سورية هناك، وسبق أن نشرت لوائح إسمنتية على طول مقاطع في شمال الجولان المحتل، لخشيتها من استهداف آليات عسكرية بصواريخ كورنيت التي يصل مداها إلى خمسة كيلومترات ويمتلكها حزب الله.

وفي الأيام الأخيرة نقلت قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان رسالة قلق إلى السفيرين الأميركي والبريطاني لدى إسرائيل، مفادها أن حزب الله يحتج على بناء إسرائيل سياج أمني في مناطق تنتهك السيادة اللبنانية.

في المقابل، ردت إسرائيل بأن البناء يتم على الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة وأن هذا البناء لن يتوقف وحذرت حزب الله من أن أي استهداف للعاملين على بناء السياج سيلقى ردا عسكرياً قوياً.

وقد ركزت إسرائيل مؤخرا على محاولة إيران بناء مصانع صواريخ دقيقة في لبنان وسوريا، لتطوير ترسانة حزب الله والجيش السوري التي تشمل نحو 200 ألف صاروخ لتصبح صواريخ ذكية موجهة عالية الدقة في إصابة الأهداف.

وقد أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل لن تسمح بحدوث ذلك ما قد يعني شن غارات جديدة لاستهداف هذه المواقع في سوريا ولبنان، وقد تقرب ساعة الصفر لحرب مقبلة تفضل إسرائيل حدوثها قبل تغيير الموازين الاستراتيجية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى