البشر على موعد مع القوة الخارقة من خلال الهندسة الوراثية

يريد باحث سابق في وكالة الفضاء الاميركية مساعدة البشر على تعديل أنفسهم وراثيا لخلق سلالة جديدة من “البشر الخارقين”.

وكان الدكتور جوسيا زاينر (36 عاما) قد تصدر عناوين الصحف الرئيسية في شهر كانون الاول عندما أصبح أول شخص يعدل الحمض النووي الخاص به.

وعالم الكيمياء الحيوية هذا لا يتوانى عن وصف نفسه بـ”الرجل الخارق”، منذ إجرائه لهذه التجربة “الثورية” في هذا المجال العلمي، على نفسه شخصيا.

وقام جوسيا زاينر بإجراء تقنية جديدة يطلق عليها “المقصات الجزيئية” وهدفها تعديل مهام الجينات من خلال تبديل قسم من الحمض النووي لنفس الجسم بقسم آخر، وهي تقنية مستلهمة من ظاهرة طبيعية معروفة لدى العلماء، حيث إنها مستعملة لدى بعض أنواع البكتيريا التي تقوم بمحاربة الفيروسات.

ويقول هذا العالم بحسب ما جاء في مجلة “توب سونتي” إنه قد تمكن بفضل تطبيق هذه التقنية، من إزالة جينة “ميوستاتين” من ساعده، وهو بروتين يكبح نمو العضلات، وذلك بعد أن حقن نفسه بجرعة من محلول يقوم بإبدال جينات “ميوستاتين” من خلال تقنية ” المقصات الجزيئية”. وأكد زاينر، أنه وبعد تعديل هذه الخلايا العضلية، فإنه من المنتظر أن تتضخم يداه ما يمنحه قوة استثنائية، وبالمحصلة سيجعله هذا “إنسانا خارقا”.

وقال زاينر في فيديو يظهره وهو يحقن نفسه من محلول العينة التي توصل إليها، ونشره على حسابه الرسمي في يوتيوب في شهر تشرين الاول: “إنها المرة الأولى في التاريخ التي لن نكون فيها عبيدا لجيناتنا”، على حد وصفه.

وذهب هذا العالم الشاب بعيدا في مشروعه، حيث أكد أنه قادر على تعديل كل شيء في حمضه النووي وجيناته، حتى أنه أسس شركته الخاصة لبيع المواد المعدلة للحمض النووي تكون في متناول جميع الأشخاص، وتسمح لهم بإجراء هذه التحويرات في جسمهم في المنزل وبأنفسهم بكل بساطة، ومن دون أي دعم طبي.

وفي مقابلة جديدة يقول الدكتور زاينر إننا “كالعبيد للجينوم الخاص بنا”، ويعتقد أن البشرية ستتطور إلى سلالة جديدة من “البشر الخارقين”، بفضل الهندسة الوراثية “دي آي واي” واسعة النطاق.

وقال زاينر موضحا: “أتصور أن الناس سيذهبون إلى مكان ما مثل صالون الوشم، ولكن بدلا من الحصول على وشم، سيختارون حمضا نوويا يجعلهم أقوى، أو يغير لون شعرهم أو عيونهم”.

ويتحفظ المجتمع العلمي على تشجيع تجربة جوسيا زاينر، محذرا من المخاطر التي قد يترتب عنها الحقن بالمواد التي يسوق لها زاينر.

في موضوع متصل، قالت وكالة أسوشيتد برس، إن علماء قد نجحوا في إدخال تعديلات على الحمض النووي لأحد المرضى (44 عاما) يعاني من متلازمة “هتنر” وهو اضطراب جيني نادر يحدث عندما يكون إنزيم الجسم مفقودا أو به خلل ما.

وقام فريق طبي من مستشفى “أوكلاند” في كاليفورنيا، بحقن المريض بمليارات العينات التي تعود إلى جينات “مصححة” و”مقصات جزيئية” قادرة على قطع الحمض النووي وإقحام الجينة المحقونة في مكان حدد بدقة. لكن، يبقى على العلماء الانتظار نحو ثلاثة أشهر، إلى حين التأكد من نجاح تلك العملية بشكل كامل.

ولا يخلو هذا النوع من العمليات من مخاطر، فيما ينتظر المجتمع الطبي والعلمي عموما، التوصل إلى نتائج دقيقة ونهائية لفتح صفحة جديدة في هذا الحقل الهام، أو طمر مغامرة لا تتعدى أحلام طفولة مرتبطة بأفلام الخيال العلمي الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى