مارلين مونرو رحلت منذ عقود ولكن القها مازال حاضراً

مارلين مونرو-الجلسة الأخيرة.. عنوان معرض لصور الممثلة الأميركية الشهيرة مارلين مونرو (1926-1962) في واحدة من اشهر صالات العرض بباريس.

هذا المعرض يضم أشهر أعمال المصور الأميركي الراحل بيرت ستيرن، الذي بدأ مسيرته كمصور محترف منذ خمسينات القرن الماضي، ووقف أمام عدسته أشهر نجوم السينما والفن في العالم، كإليزابيث تايلور ومادونا وليندزي لوهان، لكن ستيرن عمل كمصور في اليابان مع الجيش الأميركيّ، وذلك قبل أن يصبح مصور موضة ومشاهير في أكبر المجلات العالميّة.

الجلسة الأخيرة تعتبر من أهمّ أعمال ستيرن، ونالت شهرة عالميّة كونها أيقونات فنيّة، فهي تحوي مارلين مونرو، إلى جانب العوامل الجمالية التي تحويها كلّ صورة، وقد نشرت الصور بأكملها للمرة الأولى ضمن كتاب عام 1982 يحمل ذات عنوان المعرض.

ما حدث أن مجلة فوغ الشهيرة طلبت من ستيرن تصوير مونرو، ولمدة ثلاثة أيام عام 1962 في لوس أنجلوس، التقط ستيرن ما يفوق الـ2500 صورة فوتوغرافية لها بمختلف الوضعيات، لكن لم ينشر منها في فوغ إلا القليل، لكننا نرى في الجلسة الأخيرة مونرو مع الشامبانيا والغواية والعريّ، تقف أمام العدسة بابتسامتها التي مازالت ساحرة حتى هذه اللحظة، لكن للأسف، بعد ستة أسابيع من الجلسة، فارقت الحياة، لتكون هذه الصور هي الأخيرة لها رسميا.

نشاهد في المعرض بعض الصور التي شطبت عليها مارلين بعلامة أكس، كونها رفضت أن تُنشر، وأشهرها تلك التي يظهر بها جسدها عاريا وراء قماش شفاف، ويقول ستيرن إن رفضها للنشر لم يكن بسبب نوعية الصور أو العريّ الذي فيها، لكنها لم ترد لها أن تنشر في المجلة.

جسد مونرو ليس ملكا لها، هو مستلب إلى صناعة جماهيريّة تعيد تشكيله بما يخدم رغبات المتلقين، وليصبح ملكا للآخرين خلال عقد الخمسينات في أميركا والعالم، والتي جعلت من المرأة عنصرا فعّالا للبيع وللتبادل.

مونرو تحضر أمام الكاميرات دوما، كل ظهور لها خاضع للإخراج حتى ذاك العفوي واللاإرادي، هي أداة بيد صناعة الهيمنة المرتبطة بالصورة، وتكثيف صناعي ومصطنع لما نريده، حتى وإن رفضت ذلك، هي وليدة رغبات رجال الإعلان ومنتجي السينما، جسدها ليس من أعراض صناعة الاستهلاك فقط، بل هو النموذج والمعيار الذي على أساسه يقاس الباقي، أما هي فمتورطة وخاضعة حتى لو لم تدرك، كل ما تفعله “جذّاب” فقط لأنها مونرو، أمام العدسة، جسدها وأداؤه هما أداة للتصوّر المثالي الذكوريّ، ودمغة الاستهلاك لا يمكن أن تمحى منهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى