أبادة مسلمي “الروهينجا” فى ماينمار جريمة الأمبريالية والصهيونية
بقلم : المحامي محمود كامل الكومي/مصر
لا يمكن السكوت على ما جرى , وما يجرى , السكوت عن ما فات عار والسكوت على ما يجرى الى الآن مؤامرة .
أى أنسانية هذه – من يتشدقون بحقوق الأنسان وبالحريات وحرية العقيدة بالذات هم ” تجار” , بدت تجارتهم بالاِنسان منذ حقبة الأستعمار المباشر , حين أحتلوا بلدان العالم النامى والفقير , وأستنزفوا ثرواتها , ومنها اقاموا نظامهم الرأسمالى الأمبريالى – الى حقبة الأستعمار غير المباشر والأقتصادى وفيه كبلوا شعوب العالم الفقيرة بشروطهم التى جعلت الرأسمالية مافيا تصنع قنابل موقوتة تفجر كل شعب يحاول الفكاك والأستقلال فى القرار , وشق طريقه الى الأنتاج لمنعه من الأكتفاء ذاتياً حتى تظل بلدان العالم النامى سوق رائج لمنتجات الرأسمالية العالمية والصهيونية العنصرية .
فى شرعة الأمبريالية ومافيا الرأسمالية , الحرية هى حرية مافيا التجارة وصناع الفساد ومصاصى دماء الشعوب وماعدا ذلك هراء.
شعاراتهم مرفوعة عن الحرية والاِخاء والمساواه من أجل بلدانهم وشعوبهم , أما شعوب المستعمرات فلا يجب أن تتمتع بما لهم من آيات , وأنما عليهم الأقتتال فيما بينهم , وليتفرج العالم عليهم وهم يغرقون فى بركة من الدماء , ساديتهم ما بعدها سادية حتى فى عالم الغابات .
بعد أندثار الشيوعية , كان الهدف الأسلام ,لابد أن ينتهى , وحرية الدين والعقيدة لغير المسلمين تمام , وللمسلمين صنعوا داعش والنصرة وغيرهما من منظمات الأرهاب , وأتُمِر حكام السعودية والخليج وتركيا بتمويل الأرهاب ضد بلدان العرب والأسلام , وبدى حكام العرب وتركيا يتشدقون بالأسلام وعلى أرض الواقع أهانوا الأسلام , بتخليهم عن الأقصى قبلة المسلمين الأولى , لعبث مستوطنى اليهود , حين بدت أسرائيل لهم صديق فباعوا فلسطين .
خارج العالمين الأسلامى والعربى , تعرضت الجاليات والأقليات الأسلامية للأضطهاد , فالمؤامرة بدت حين صنعت الصهيونية وأمريكا الحركات الجهادية المسماه بالأسلامية وأمرت دولا أسلامية ( السعودية ودول الخليج وتركيا) بتمويلها وتدريبها , فغدت مبرراً لأضطهاد المسلمين فى الغرب وأمريكا وكل مكان .
على صعيد المؤامرة الآن يقف العالم يتفرج على مسرح الأحداث الذى أعدته الموساد وال C I A فى ماينمار , حين أغدقوا على ” سوتشى” رئيسة وزراء ماينمار الآن بجائزة نوبل للسلام , فكان ذلك اِيذاناً, بحربها على مسلمى الروهينجا فى ماينمار ,ووسط فرجة العالم وسكونه ايذاء دراما الأحداث ومأساويتها , تشجعت حكومة ماينمار وتمادت , وصعَدت حربها الى أبادة بشرية مسلمى الروهينجا , وصار قتلهم كل يوم بالآلاف , وهُجِر منهم مئات الألوف الى بنجلاديش , والأدهى تم تلغيم الحدود مع بنجلاديش بالألغام , حتى لايفكر أى من المهجرين فى العودة من جديد الى موطنه “ماينمار”.
ضاقت الأرض بما رحبت به أمام أهلنا من مسلمى الروهينجا فى ماينمار , بعد أن تعرضوا لكل صنوف العذاب والقتل والحرق وتدمير المساكن والملاجىء والأبادة البشرية , فتمنوا القيامة قبل موعدها ولقاء الرب فجنته خير ملاذ من جحيم أهل الأرض , هؤلاء الذئاب البشرية والمجتمع الدولى العار على الأنسانية وهو يشاهد أحداث أبادة مسلمى ماينمار ولايحرك ساكناً بل يُمعن فى الفرجة , ويعزف الحان الحريات وحقوق الأنسان ويصدح بها فى عالم الغابة لتنتشى الذئاب وتصير أشد شراسة لعبق دماء مسلمى الروهينجا فى ماينمار.
من يتصارعون على خلافة العالم الأسلامى فى تركيا والسعودية هم أس البلاء , بعد أن مولوا الحروب الداخلية فى بلدان العرب والمسلمين , فأعطوا المبرر لحكام البلدان التى بها أقليات أسلامية أن تُبِيد تلك الأقليات وتُنهى وجودهم وأسلامهم , والحجة جاهزة دائما “الأرهاب ” المُصنع أمريكيا وصهيونيا والمُلصق بالأسلام زوراً وبهتاناً , من أجل هدفهم الذى تجلى بعد القضاء على الشيوعية , وهو القضاء على الأسلام .
حينما ينعدم ضمير الحكام وقد صاروا ذئاب , لا يبقى اِلا الشعوب , والشعوب هى الأنسان ,وللأنسانية معان سماوية , ومن هنا فالخطاب واجب الآن الى شعوب العالم الحر فى كل مكان بما تحمل من صفات أنسانية مجرده بعيدأ عن كونها مسلمة أو غير ذلك من الديانات , أن تتصدى للهجمة الشرسة التى يشنها مافيا الأمبريالية والصهيونية وعملائهم من الحكام والتى تحاول أن تقطع مايربطنا بالأنسان وأن تجعل منا شارة عار فى عنق السجان , وأن تجعلنا أمثولة هذا الصمت الأسود تجاه أبادة مسلمى الروهينجا فى ماينمار- فالدم المراق فى ماينمار لايوقفه اِلا أنسانيتكم , بمهاجمة كل سفارات نظام ماينمار -الدموى والذى يشن حرب أبادة على من يشاركوكم الأنسانية من مسلمى ماينمار – فى كل بقاع الأرض ومحاصرته فى كل مكان , وتخطى الحدود للوصول الى هناك , لتعيدوا لأنسان الروهينجا الأمل فى الحياة , وذلك أضعف الأيمان – وبغير ذلك سارت الشعوب قطعان ماشية وسط الذئاب من حكام العالم الأمبريالى الصهيونى .