الريماوي يعرب عن قلقه من تدني الحريات الاعلامية بالاراضي الفلسطينية

رام الله/غزة - قدس برس

وثّقت “نقابة الصحفيين الفلسطينيين” 66 انتهاكا إسرائيليا جديدا بحق الحريات الإعلامية في الأراضي المحتلة، خلال الربع الأول من العام الجاري.

وقالت النقابة في بيان صدر عنها، امس الأربعاء، الذي يُصادف “اليوم العالمي لحرية الصحافة”، إن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال 28 صحفيًا في سجونها؛ من بينهم ستة معتقلين إداريا (دون تهمة أو محاكمة).

وبيّنت أن الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين تنوعت بين؛ إطلاق الرصاص وقنابل الغاز، والاعتداء بالضرب، والمنع من التغطية الصحفية وتقييد حرية الحركة والتنقل، من قبيل منع دخول القدس والسفر للخارج.

ودعا البيان، الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، وكافة مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، لإسناد جهودها، والضغط على سلطات الاحتلال لكف يدها عن الصحفيين، وإلزامها بتنفيذ القرارات الدولية.

وفي السياق ذاته، أشارت النقابة إلى ممارسات نفذتها جهات فلسطينية بحق الحريات الإعلامية في الضفة الغربية، وبلغ عددها خلال الربع الأول من العام 31 انتهاكًا.

من جانبه، رأى عمر نزال, عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين،  أن انتهاكات واعتداءات الاحتلال تهدف لـ “إسكات الصوت الفلسطيني وإجهاض جهود الصحفيين في تعرية وفضح ممارساته”.

وأشار نزال إلى أن نقابة الصحفيين تجري اتصالات دولية لتجنيد الرأي العام العالمي وإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الصحفيين الأسرى، والتوقف عن الانتهاكات بحقهم.

من جهته، رأى موسى الريماوي، المنسق العام للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية “مدى”، أن حرية التعبير في فلسطين تعاني من “وضع مقلق”، في ظل الحالة السياسية المركبة بوجود انتهاكات إسرائيلية وفلسطينية داخلية تهدّد هذا الحق.

وذكر الريماوي خلال حديث مع “قدس برس”، أن الاحتلال يواصل ارتكاب أشد الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين وغيرهم من العاملين على الأرض، حيث قُتل 40 صحفيا منذ العام 2000؛ بينهم ثلاثة صحفيين أجانب.

وشدد على أن الاحتلال يتصرف كدولة فوق القانون، تتمتع بالحماية، الأمر الذي يشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات، بهدف وقف نقل وحجب ما يجري من جرائم يومية على أيدي قواتها للعالم.

وفيما يتعلق بالانتهاكات الداخلية التي يتعرض لها الصحفيون؛ أكّد الريماوي، أن العام الماضي قد شهد 383 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية؛ من بينها 35 في المائة ارتكبت من قبل قوات الأمن الفلسطيني في الضفة وغزة.

وأشار الحقوقي الفلسطيني إلى تواصل الحوارات فيما يتعلق بتحرّكات إقرار قانون “الحصول على المعلومات”؛ خاصة للصحفيين؛ حيث أُرجئت المصادقة عليه نهاية العام الماضي.

وقال الريماوي: “ان هناك مماطلة من قبل الحكومة في إقرار القوانين الخاصة بالإعلام”، مشددا على ضرورة إنجاز هذه القوانين.

اما في غزة فقد شارك امس الأربعاء، العشرات من الصحفيين الفلسطينيين، في سلسلة من الفعاليات إحياءً لليوم العالمي لحرية الصحافة، تخللها وقفات تضامنية مع إضراب الأسرى الذي دخله يومه 18على التوالي.

ونظم “منتدى الإعلاميين الفلسطينيين” وقفة أمام مقر المفوض السامي لحقوق الانسان غرب مدينة غزة، وذلك بمشاركة عدد من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين وقادة الفصائل الفلسطينية.

ورفع المشاركون لافتات تُطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية لهم، كُتب على بعضها “لا لاعتقال الصحفيين”، و”لا لمنع حرية الصحافة”.

من جهته، طالب شادي أبو صبحة مدير العلاقات العامة والإعلام في “منتدى الإعلاميين الفلسطينيين”، والذي شارك في الوقفة، بضرورة وقف الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين وضمان حرية الوصول للمعلومة حسب ما تنص عليه المواثيق الدولية.

وأشار أبو صبحة خلال حديثه لـ “قدس برس” أن مؤسسته رصدت خلال شهر نيسان الماضي العشرات من الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين تمثلت في الاعتقالات ومنع للتغطية والسفر والاعتداء بالضرب ومصادرة المعدات.

وأفاد أنه تم رصد 89 انتهاكا خلال الشهر الماضي منها 76 انتهاكا إسرائيليا و13 انتهاكا من قبل أجهزة امن السلطة في الضفة الغربية أسفرت عن إصابة 27 صحفيا بجروح مختلفة للحد من نشاطهم الصحفي.

واعتبر أبو صبحة أن قوات الاحتلال تقوم بتنفيذ هذه الاعتداءات بشكل ممنهج لمنع وصول الرواية الفلسطينية للعالم واحتكار روايتها فقط.

كما نظمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في خيمة التضامن مع الأسرى في ساحة السرايا غرب مدينة غزة مؤتمرا صحفيا شارك فيه العشرات من الإعلاميين الذين تناولوا “الماء والملح” على هامش المؤتمر للتعبير عن تضامنهم مع الأسرى في سجون الاحتلال.

من جهته، أكد تحسين الأسطل،نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين, استمرار الاحتلال الاسرائيلي باعتداءاته على الصحفيين ووسائل الاعلام الفلسطينية والتي بلغت 66 اعتداءً خلال الربع الأول من العام الجاري.

وقال الأسطل خلال حديثه لـ “قدس برس”، “إن نقابة الصحفيين تركز جهودها في هذا اليوم، مدعومة بقرار الاتحاد الدولي للصحفيين الذي صدر من موسكو قبل عدة أيام، على مواصلة حملتها لإسناد الأسرى الصحفيين ورفع الصوت عالياً مطالبة بإطلاق سراحهم فوراً، وكف يد الاحتلال عن الصحفيين ووسائل الاعلام الفلسطينية”.

وطالب الأسطل الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، وكافة مؤسسات حقوق الإنسان الدولية إلى اسناد جهودها، والضغط على سلطات الاحتلال لكف يدها عن الصحفيين، وإلزامها بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة قرار مجلس رقم 2222، والقرار الخاص بمنع المعتدين على حرية الصحافة من الإفلات من العقاب.

من جهته شدد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، على ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات ضد الصحفيين من خلال التدخل العاجل لكافة المؤسسات والمنظمات المعنية، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين للقيام بواجبهم تجاه توفير الحماية للصحفيين ووقف ملاحقة وسائل الاعلام.

وقال معروف لـ “قدس برس”: “نحي هذا اليوم في ظل تزايد الاعتداءات الإسرائيلية كالاعتقال والضرب والمنع من التغطية والسفر، وإغلاق المؤسسات الإعلامية ومصادرة المعدات ووقف البث، حيث بلغت هذه الاعتداءات قرابة 300 اعتداءً منذ بداية العام، ضمن سياسة الاحتلال الممنهجة لتغييب الرواية الفلسطينية وإسكات الصوت والصورة الداعمة لها”.

وأضاف: “كما يتزامن هذا اليوم مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، من بينهم 28  صحفيا فلسطينيا”.

ودعا معروف المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية للوقوف عند مسئولياتها ضد سياسة الاعتقالات بحق الصحفيين، والسعي الجاد لإطلاق سراح 28 صحفياً معتقلا، ومواصلة السعي لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمات، وتجديد المطالبة بطرد دولة الاحتلال من كافة المحافل الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير.

ويحيي الصحفيون حول العالم في  الثالث من أيار من كل عام “اليوم العالمي لحرية الصحافة” والذي أقرته الأمم المتحدة عام 1991، وأسنده مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 2222 الصادر في أيار عام 2015 في تأكيد على التزام دول العالم بحرية العمل الصحفي وتوفير الحماية والبيئة اللازمة للصحفيين لأداء مهامهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى