دور الثقافة الوطنية في تعزيز السلوك المدني

بقلم : د. زيد احمد المحيسن

تعتبر الثقافة الوطنية بفضائها الواسع ومفرداتها المتعددة الاشكال اداة من ادوات نشر الوعي المجتمعي واشاعة التقدم الحضاري, وسبيلا من السبل الرئيسة في بناء الوجدان الفكري الانساني ونشر القيم والمفاهيم النبيلة لدى الافراد التي تعمل على تعزيز وجودهم الاجتماعي والحضاري والمدني.

ولكي يكون للثقافة الوطنية دور ايجابيا داخل المجتمعات الانسانية يجب ان تساهم في تنمية النواحي الفكرية والروحية والعقائدية, وقبل هذا وذلك في الممارسات السلوكية المدنية داخل المجتمعات وتحصين الافراد والجماعات والمؤسسات ضد الممارسات المجتمعية التي تتنافى مع القيم المدنية الاصيلة و الاخلاق النبيلة.. فالتطرف والطائفية والتعصب والمذهبية والعرقية مهما كانت مرجعياتها هي سلوكيات غير ايجابية في مجتمع ينشد الديمقراطية والتحضر والانسانية, لهذا فالثقافة الوطنية يقع على كاهلها التصدي لهذه المفاهيم ومحاربتها من اجل خدمة الهوية الوطنية الجامعة للدولة, وهي اول تطبيق عملي لها من اجل تعزيز ثقافة السلوك المدني, كذلك التركيز على تعزيز الهوية المتسامحة كخيار اخلاقي, وسيادة القانون كأهم مظهر من مظاهر سيادة الدولة العصرية التي تعزز مفاهيم التحضر والتقدم.

ان توظيف مفردات العملية الثقافية من المقالة الادبية الهادفة ومن الشعر ومن النصوص المسرحية لقضايا السلوك المدني تساعد في تصليب الجبهة الداخلية, وتمتين النسيج الوطني, وتحصين المجتمع من هذه الفيروسات والافات الاجتماعية التي تعمل على نخر المجتمع وتدمير منظومة القيم والاخلاق والمبادئ النبيلة السامية.

فالثقافة الوطنية تعمل على تعزيز الوئام الاجتماعي والسلم المدني وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية الخلاقة التي تعزز قيم ومفاهيم الهوية الوطنية الجامعة ودولة القانون والنزاهة والمساءلة واشراك المواطن في صياغة القرارات التي تهم حياته ومستقبل ابنائه, وتنبذ كل سلوكيات ومفاهيم تساعد على اضعاف دعائم المجتمع.. فالثقافة هي نتاج ثمرة المعايشة للحياة الانسانية والتمرس فيها والتفاعل مع ايجابياتها ومراحلها الزمنية والتراكمية المختلفة, فهي معين لا ينضب من العطاء المتواصل واداة فاعلة ومؤثرة في السلوك الفردي تعمل على تعزيزه ايجابيا او سلبيا, لهذا علينا تكريس وتعزيز الثقافة الوطنية لأبنائنا منذ الولادة حتى نتمكن من تحصينهم من الافات الاجتماعية التي تحيط بهم من كل حدب وصوب, والعمل على توجيه مسار الثقافة الوطنية التوجيه الصحيح الذي يعمل في المحصلة على خدمة الوطن والمواطن في ان واحد.. وصدق القائل (الامة هوية والهوية ثقافة والثقافة دين ولسان ووجدان).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى