عباس يهدد “بتحرير” غزة من “حماس”, وليس القدس من اسرائيل

غزة - قدس برس

شددت حركة “حماس” على أن لغة التهديد الصادرة من قبل بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية تجاه قطاع غزة “أسلوب فاشل وعنوان للإفلاس السياسي”.

وقال القيادي في حماس، شاكر عمارة، إن تلك التهديدات “لن تزيد غزة إلا صمودًا وثباتًا”، مؤكدًا أن “لغة التهديد والوعيد المتصاعدة تجاه قطاع غزة المحاصر، والاستهداف المتعمد له؛ تأتي استجابة للاحتلال وسياسته تجاه المحاصرين هناك”.

وأشار عمارة في تصريح صحفي صدر عنه امس السبت، إلى أن الحل الوحيد لمعالجة القضايا كافة يتم من خلال طاولة الحوار والمكاشفة والمسؤولية، “لأن سياسة التهديد والوعيد مرفوضة”.

ووصف عمارة لغة مسؤولي السلطة تجاه غزة بـ “الطائشة”، لافتًا إلى أنها “تعيدنا إلى الوراء ولا تخدم سوى الاحتلال وأعوانه فقط، (…)، وسيكون لها انعكاس سلبي على شعبنا في الضفة والشتات والداخل المحتل”.

 

وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن الضائقة التي يعاني منها سكان القطاع؛ “لا سيما تقليص الرواتب وقطع الكهرباء”، وما تنوي رام الله من اتخاذه كمنع المعونات الطبية وغيرها سيتم تنفيسه باتجاه الحدود الإسرائيلية.

ورجح أبو شمالة في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” امس، أن ترفض “إسرائيل” التضييق الحالي على غزة “كونها حريصة على الهدوء، ولن تسمح لرئيس السلطة أو غيره بإفساده أي كان مبرره”.

ولفت النظر إلى أن “المقاومة هي نقطة الخلاف المركزية بين رئيس السلطة وفصائل المقاومة، وليس أي تفاصيل أخرى”.

وأردف المحلل السياسي: “الرئيس عباس يعلن ذلك (معارضته للمقاومة المسلحة) صراحة، بل وبتفاخر بذلك أنه ضد المقاومة وأنه لن يسمح بأي انتفاضة فلسطينية طالما كان على قيد الحياة”.

وكان الناطق باسم حركة “حماس” في قطاع غزة، فوزي برهوم، قد صرّح بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “يقود حربًا رابعة على قطاع غزة بالوكالة بعد أن شن العدو الإسرائيلي عدة حروب عليها، ولَم يحقق أيًا من أهدافه”.

وأضاف برهوم في تصريح صحفي مكتوب له امس، أن “محمود عباس بحصاره لغزة ومعاقبة كل من فيها وعزلهم ومنع الكهرباء والماء والدواء والعلاج عنهم (…)، يعني أن رئيس السلطة يقود بالوكالة عدوان رابع على غزة”.

ومن الجدير بالذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد هدد قبل أيام باتخاذ “خطوات حاسمة غير مسبوقة” خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن الانقسام الفلسطيني.

وقال عباس خلال مؤتمر لسفراء السلطة بالدول العربية والإسلامية الذي انعقد بالبحرين “هذه الأيام نحن بوضع خطير وصعب جدًا ويحتاج إلى خطوات حاسمة ونحن بصدد أن نأخذ الخطوات الحاسمة”.

وأضاف “بعد 10 سنوات انقسام تحملناها وقدمنا كل الدعم لأهلنا بغزة، وهذا حقهم علينا، ثم نُفاجأ بهذه الخطوة غير المسبوقة (تشكيل لجنة إدارية بغزة)، لذلك سنأخذ خطوات غير مسبوقة بشأن موضوع الانقسام في الأيام القليلة القادمة”.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أنه تم المُصادقة على اللجنة الإدارية الخاصة بإدارة شؤون قطاع غزة، وفق رؤية قانونية.

وأفادت المصادر، (فضلت عدم الكشف عن هويتها)، في حديث لـ “قدس برس”، بأن “المجلس التشريعي الفلسطيني صادق على عمل وأعضاء اللجنة الإدارية”، مشيرة إلى أنها (اللجنة) ستتكون من شرائح مختلفة.

وأوضحت أن اللجنة الإدارية الخاصة بإدارة شؤون القطاع ستضم 9 قطاعات وسيكون لهم بإدارة الشأن الحكومي في قطاع غزة، وستأخذ صلاحياتها من المجلس التشريعي “في ظل تنكر حكومة الوفد لمسؤولياتها”، وفق المصادر.

وكانت وسائل إعلام عدة، قد نقلت عن القيادي في حركة “حماس”، صلاح البردويل، قوله إن المجلس التشريعي يبحث صيغة قانونية لإدارة العمل الحكومي بغزة في ظل تخلي حكومة الحمد الله عن مهامها تجاه القطاع.

وبدأت حالة الانقسام في 14 حزيران 2007، وترتب عليها نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين في الضفة الغربية المحتلة تحت سيطرة حركة “فتح”، وأخرى في قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات، تحت سيطرة حركة “حماس”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى