طوبى “للمجد” في حلتها الالكترونية
بقلم: عبدالهادي الراجح
بادئ ذي بدء أهنيء نفسي وأسرة موقع “المجد” الالكترونية وكل المؤمنين بوحدة الأمة ووجودها ورسالتها الخالدة على انطلاق موقع جريدة المجد الالكترونية بعد أن حتمت الظروف وخذلان الاصدقاء معا على توقف جريدة المجد الورقية.
ولأن الطبيعة, كما هو معروف, لا تقبل الفراغ وليس لمثل القطب الناصري البارز فهد الريماوي “أبو المظفر” أن يقبل الانكفاء والاستسلام للأمر الواقع مهما كانت الظروف والمعطيات، فقد ارتأى وهو المتابع الجيد للأحداث والمستجدات أن ثورة التقدم التكنولوجي قد أضعفت ولو مؤقتا الصحافة الورقية, وأن هذا العصر هو عصر الكلمة السريعة والمقال المختصر في عصر الالكترونيات, وليس المقال المستطرد الشامل، وانه لن يخضع لقوانين الطبيعة بالتقاعد السياسي كما يريد له أصحاب النوايا اياهم.
اتجه فارسنا “أبو المظفر” لخوض الميدان الالكتروني في وقت كثرت فيه المواقع الالكترونية, كما كانت كثرت الصحف الورقية في وقت صدور “المجد” التي لا زالت وستبقى محل حنين واستذكار كل مؤمن بصفاء المبادئ وبحرية الكلمة وقدسيتها التي هي المقدمة الأولى للديمقراطية, كما قال القائد المعلم جمال عبد الناصر.
ولا شك أن موقع المجد الالكتروني وتحديثه سيكون اضافة جديدة لعالم الصحافة الالكترونية الملتزمة.. اضافة بالكيف وليس بالكم، فالمجد الجريدة أو موقع وجدت لتكون طليعة الاعلام المتقدم, وليشكل إصدارها جزءاً من ثقافة المقاومة التي هي روح الأمة, والدعوة للعمل الوحدوي وهو مصدر قوتها ورسالتها الناصرية الكاملة.
موقع “المجد” سيكون في مقدمة الصحافة الالكترونية الجادة, كما سيكون مثالا لحرية الكلمة وقدسيتها ومصداقيتها ، وكم نحن بحاجة كأمة عربية للصحافة الجادة الملتزمة بعد تقاعد احزابنا سياسيا في كل أقطارنا العربية التي لا تتفق أنظمتها إلا على شيء واحد, هو المحافظة على وجودها ولتذهب الأمة للجحيم، فقد قرأت تلك الأنظمة “كتاب الأمير” وأتقنت سياسة الغاية تبرر الوسيلة (جوهر ذلك الكتاب) كما أتقنت دور الأخ الأكبر بل وتفوقت على ابداع وخيال جورج اوريل ورائعته السابقة لعصرها رواية (1984).
نتابع نحن الموجعين بالهم القومي موقع المجد الالكتروني, ونتمنى له التقدم والازدهار ولأسرته وكتابه التوفيق والنجاح، وأن يكون موقع المجد كما يتمناه كل محبيه.. فقد جاء هذا الموقع بمثابة صرخة عروبية ناصرية في زمن وعصر الاقزام من الأنظمة والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية الضيقة، وكم هو جميل وممتع أن نرى في هذا التصحر القاحل تغريدة عروبية تعيدنا الى انفسنا وتشعرنا أن الأمة العربية والأمل في وحدتها حقائق لن تموت.. خصوصا وان الدولة القطرية المأزومة لم تفرز إلا ما نراه من واقع مؤلم وعجز حتى عن حماية ذاتها، وهذا ما قاله الزعيم جمال عبد الناصر في بداية ثورة 23 يوليو المجيدة.
مرة أخرى نبارك للمجد وأسرة تحريرها ومحبيها وقرائها, انطلاقة موقعها الالكتروني ، وسيبقى يحدونا الأمل أن تعود جريدة المجد الورقية اسبوعيا لجانب الموقع الالكتروني لمواصلة حمل رسالة قومية عربية ناصرية من الأردن.. والى المزيد من التقدم والازدهار، وقلوبنا معكم، وكان الله بالعون .