نتنياهو يشيد بالعلاقات مع الاردن ويعتبرها استراتيجية
أثنى رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على العلاقات القائمة بين إسرائيل والأردن، واصفًا إيّاها بـالعلاقة السلمية المبنية على أسس إستراتيجية بين الجانبين.
وقال موقع ”ازخ العبري” إنّه في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيليّة، ذكر نتنياهو أنّ العلاقات بين إسرائيل والأردن تتعاظم وتُعدّ أكثر حيويةً، على ضوء ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، ولفت رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى المرحلة المتقدّمة التي تجاوزها الطرفان في الأسبوع الماضي، نحو تجسيد مشروع قناة البحرين، بين البحر الأحمر والميت.
وقال نتنياهو للوزراء: لقد تجاوزنا في الأسبوع الماضي مرحلةً أخرى في طريق تجسيد مشروع قناة البحرين، والتي ستربط البحر الأحمر بالبحر الميت. وتابع: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان تموّل المشروع المشترك لإسرائيل وللأردن وللسلطة الفلسطينيّة، الذي يهدف إلى تحلية المياه لمصلحة مستوطنات غور الأردن الإسرائيليّة والبلدات الأردنيّة على حد سواء، وتحويل المياه المالحة من البحر الأحمر إلى الميّت.
وتابع الموقع الإخباريّ-العبريّ قائلاً إنّ نتنياهو صرحّ أيضًا بأنّه وفقًا لهذا المشروع سيتّم عام 2020 توفير مياه عذبة لسكّان غور الأردن، وسيتّم تحويل مياهٍ مالحةٍ من البحر الأحمر إلى البحر الميت. كما لفت نظر وزرائه إلى أنّ هذا المشروع يتطابق مع رؤية مؤسس الحركة الصهيونيّة تيودور هرتسل، كما وردت في كتابه ”أرض قديمة حديثة”، حينما تنبأ بإقامة مشروع قناة البحرين.
وخلُص نتنياهو إلى القول: ها نحن الآن نتشرّف ولدينا الفرصة بتجسيد تلك الرؤية. وأضاف: هذا المشروع يُشكّل أيضًا مرساة إستراتيجيّة أخرى في العلاقات السلميّة القائمة بين الأردن وإسرائيل، متابعًا: أودّ أنْ أُقدّم الشكر لنائب الوزير لشؤون التعاون الإقليميّ في الحكومة الإسرائيليّة أيوب قرا، الذي يُدير المشروع نيابة عنيّ.
يُشار إلى أنّ قرا، هو من أبناء الطائفة الدرزيّة في إسرائيل، ويُعتبر من صقور حزب (الليكود) بقيادة نتنياهو.
وقد وقعّت إسرائيل والأردن على اتفاق للبدء في المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع ربط البحرين الأحمر والميت بقناة، وإقامة مجمع لتحلية المياه شمال مدينة العقبة الأردنية، وصفها الإسرائيليون بأنها أهم اتفاقية مع الجانب الأردنيّ منذ معاهدة السلام عام 1994، وتمّ التوقيع على الاتفاق العام الماضي بعد 11 عامًا من المفاوضات.
وينص الاتفاق على إقامة نظام للضخ في خليج العقبة في أقصى شمال البحر الأحمر لجمع حوالي 200 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، ونقلها إلى البحر الميت، وتحلية أجزاء أخرى من مياه البحر الأحمر وتوزيعها على الأطراف الثلاثة.
وهدفت المفاوضات بين الأطراف الثلاثة أيضًا إلى إيجاد سبل لتأخير جفاف المياه في البحر الميت المغلق، الذي ترتفع فيه نسبة الملوحة.
وبحسب دراسةٍ للبنك الدوليّ بمشاركة الأطراف الثلاثة، فإنّ كلفة المشروع الكلية ستقارب 11 مليار دولار.
وأعلنت الأردن، في 28 تشرين الثاني الماضي، أنّها اختارت 5 ائتلافات عالمية لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، الذي يُحذّر الخبراء من احتمال جفاف مياهه بحلول العام 2050، حيث أوضحت وزارة المياه والريّ انّ كلفة المشروع الإجمالية تبلغ حوالي 1,1 مليار دولار.
وذكرت الدراسة أن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن بناء محطة تنقية وتحلية للمياه ونظاما لنقل المياه ومحطات ضخ وخطوط أنابيب ومحطات لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 32 ميغاواط سنويًا، على أنْ تبدأ الأعمال في الربع الأول من العام 2018 وتنتهي في نهاية العام 2020.
ويُعتبر مشروع ”قناة البحرين” تتويجًا لدفءالعلاقات بين تل أبيب وعمّان، فقد صادقت هذا العام سلطة الطيران المدنيّ في إسرائيل على طلب تقدّمت به الاردن بزيادة عدد الرحلات عبر مطار بن غوريون، وإضافة رحلتين جويتين اردنيتين على خط مطار تل ابيب- عمان، وذلك ضمن إطار توسيع علاقات الطيران بين الجانبين.
جدير بالذكر أنّه في التاسع عشر من شهر شباط المنصرم تمّ في عمان، التوقيع على اتفاق تزويد الغاز من إسرائيل إلى الأردن، والذي تبلغ قيمته مئات ملايين الدولارات.
وقال موقع القناة الثانية على الإنترنت إنّ حفل التوقيع بين شركة (نوبل) الأمريكية وشركة الغاز الأردنية جرى في عمان، وان انبوب الغاز سيصل إلى مصانع البحر الأحمر على الجانب الأردنيّ، وأضافت أنّ الأمر يتعلّق باتفاقٍ تجاري بكل ما للكلمة من معنى، لكن مع ذلك الولايات المتحدة ساعدت من وراء الستار في تحقيق الاتفاق.
وبحسب الموقع، فإنّ نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين أجرى 14 لقاءً خلال العام ونصف العام الماضيين من اجل المساعدة في انجاز الصفقة.