من قتل عرفات؟.. سؤال لم يجب عليه مؤتمر “فتح” السابع
رام الله - قدس برس

سجّل هذا السؤال حضوره مرارًا وتكرارًا في أروقة ومؤسسات ولجان حركة “فتح” على مدار 12 سنة أعقبت اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تشرين ثاني 2004، دون أن يتم الكشف عن نتائج التحقيق الذي دام طويلا لمعرفة هوية قتلته.
وتحدّثت تقارير إعلامية، في وقت سابق، عن أن مؤتمر “فتح” الحركي السابع منذ تأسيسها عام 1965، سيشهد الإعلان عن قتلة عرفات الذي صرّح رئيس السلطة الفلسطينية في مهرجان إحياء الذكرى الـ 12 لاغتياله، بأنه يعلم هوية قتلته، قائلا “لجنة التحقيق ستكشف قريبا عن النتائج التي توصلت إليها (…)، في أقرب فرصة ستأتي النتيجة وستدهشون منها ومِن الفاعلين”.
وبالرغم من ذلك لم يُدرج ملف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على جدول أعمال مؤتمر “فتح”، لتبقى نتائج التحقيق حتى الآن غير معلنة.
على صعيد متصل نشرت القناة العاشرة في التلفزيون العبري، الليلة الماضية، تقريرًا أشارت فيه إلى أن لجنة التحقيق في ظروف وفاة عرفات ذكرت بأن القيادي السابق بالحركة محمد دحلان، هو من يقف خلف تسميم عرفات، وذلك وفق “وثيقة سرية” قالت القناة إنها حصلت عليها من رئاسة السلطة برام الله.
من جانبهم، نفى مسؤولون في اللجنة المركزية لـ “فتح” صحة المعلومات التي جاءت في تقرير القناة العبرية؛ حيث قال عضو اللجنة توفيق الطيراوي لصحيفة “هآرتس” إن لجنة تقصي الحقائق لم تتوصل بعد إلى نتائج محددة، وإن التحقيق لا زال متواصلًا.
كما نقلت الصحيفة العبرية، عن مسؤول في جهاز المخابرات الفلسطيني قوله “إن التقرير ليس موثوقًا والموضوع لم يناقش بتاتًا في اللجنة”.
وبحسب الوثيقة الفلسطينية الرسمية التي تدّعي القناة العبرية حيازتها؛ فقد “قام دحلان، خلال خضوع عرفات للعلاج في فرنسا، بتمرير دواء مسموم إليه بواسطة وفد أجنبي زار عرفات، وبعض رجال دحلان الذين كانوا على صلة بالوفد اعترفوا بذلك”.
من جانبه، أكد محمود أبو الهيجا، الناطق باسم المؤتمر العام السابع لحركة “فتح”، في حديث لـ “قدس برس” أن ملف الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يكن مدرجًا منذ البداية على جدول أعمال المؤتمر، نافيًا أن يكون المؤتمر تعمد تغييب هذا الملف.
ويعتبر خليل شاهين، الباحث في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية “مسارات”، أن ملف اغتيال عرفات لا زال غامضًا، كما لم يعلن عن الأسباب التي دفعت لتأجيل هذا الموضوع.
ورجح شاهين في الوقت ذاته عدم وجود أي تطورات جديدة يمكن إضافتها للتقرير الذي كان من المقرر أن يعرض على أعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح.
ويرى شاهين في حديث لـ “قدس برس” أن ذات العوامل التي أدت إلى إطالة فترة التحقيق في وفاة ياسر عرفات خلال السنوات الماضية دون الكشف عن النتائج، هي ذاتها المؤثرة والتي تدفع لعدم فتح هذا الملف خلال المؤتمر السابع.
واعتبر عبد المجيد سويلم، أستاذ العلوم السياسية في “جامعة القدس”، أن طرح ملف وفاة عرفات على جدول أعمال المؤتمر السابع لفتح من عدمه، يخضع لأعراف وتقاليد حزبية.
ونفى أن يكون هذا الأمر مرتبطًا بموقف سياسي، “لأن هذا الملف على درجة كبيرة من الأهمية لدى الشارع الفلسطيني وحركة فتح”.
وأوضح سويلم في حديث لـ “قدس برس”، أن عدم توفر معطيات جديدة لدى لجنة التحقيق في وفاة الرئيس عرفات هي أحد الأسباب التي منعت مناقشة هذا الملف.
وأشار إلى أن قضايا أخرى مهمة لم تطرح أيضًا على جدول أعمال المؤتمر؛ من بينها تعيين نائب الرئيس، حيث لم يقدم أحد من داخل المؤتمر اقتراحًا بهذا الخصوص، لذلك تم استبعاده.
وحول التسريبات التي نشرها اول أمس الإعلام الإسرائيلي عن وثيقة تدعي علاقة دحلان بوفاة الراحل عرفات، شدد سويلم أن هذه المسالة لها أبعاد قانونية وضوابط.. مؤكدًا أن الاحتلال يسرب ويصطنع معلومات لأسباب تتعلق به وبهدف زرع الفتن والانشقاقات والخلافات داخل الحركة، ومحذرًا من الانجرار خلف التفكير الإسرائيلي.