ستة اسباب تقف وراء هزيمة المسلحين في حلب
بعد ساعات قليلة على الإعلان عن تشكيل “جيش حلب” كبديل عن “جيش الفتح” من عناصر الفصائل المسلحة الموجودين داخل المدينة، تداولت أوساط المسلحين كلاماً منسوباً لـ “أبي عبد الملك”، القاضي الشرعي في جيش الفتح يقول فيه إن “جيش حلب هو جيش إعلامي فقط، لا ترجمة له على أرض الواقع أبدا، وقد أعلنته بعض الأطراف لترقّع سوءة تخاذلها وخيانتها ولتتاجر وتفاوض على مجاهدي حلب”.
لا يعكس كلام القيادي المحسوب على جبهة “النصرة” مأزق المسلحين في حلب فقط، بل هو يختصر كل الأسباب التي أوصلتهم الى هذه المرحلة، بعد ان كانت حلب منذ العام 2012 خنجرًا في خاصرة النظام السوري، ثم تحولت في غضون خمسة اشهر فقط الى نقطة بداية انكسارات المسلحين على امتداد الجبهات السورية.
عمليًا، يمكن إيجاز أسباب هذه الهزيمة المدوية بالتالي:
– ارتفاع مستوى التنسيق بين حلفاء الجيش السوري، خاصة بعد اقامة تواصل مباشر بين الجيش الروسي وحزب الله، بعد ان كان هذا التواصل يتم عبر قناة ايرانية.
– التكامل في أداء الجيش السوري وحزب الله بفعل رؤية العقيد سهيل الحسن.
– تذبذب الموقف التركي عقب التقارب التكتيكي مع روسيا، والحديث عن صفقة “الباب مقابل حلب”. بغض النظر عن دقة هذا الكلام، فقد كان له عميق الأثر على معنويات المسلحين داخل حلب في ظل انسحاب العديدين منهم للقتال الى جانب قوات “درع الفرات” شمالا.
– المرحلة الانتقالية للرئاسة الأميركية، حيث بنى جميع خصوم واشنطن حساباتهم على حالة “الفراغ” النسبي الذي تشهده عملية صناعة القرار الأميركي بانتظار استلام الرئيس المنتخب.
– الخلافات المستمرة بين الفصائل وانعدام الثقة بينهم، بالرغم من محاولة رتق هذه الخلافات تحت مسميات عديدة؛ تارة باسم “جيش الفتح”، وطورا “مجلس قيادة حلب”، وأخرى “جيش حلب”.
– تشتت المجهود العسكري للمسلحين في السنة الأخيرة تحديدا نتيجة محاولة القتال على جبهات عديدة في آن، من دون الأخد بعين الاعتبار تدني أعدادهم بسبب الخسائر في صفوفهم منذ العام 2011 على اقل تقدير.
– عدم نجاح الجماعات المسلحة في اقناع البيئات المحلية في المناطق التي تسيطر عليها بقدرتها على إقامة أشكال دنيا من الحكم أو تأمين خدمات بشكل لائق، على عكس النظام الذي تابع إدارة الخدمات للسوريين في أماكن سيطرته، حتى في اصعب اللحظات.