الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان تحتفل بالذكرى العشرين لتأسيسها
احتفلت الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان بالذكرى العشرين لتأسيسها بحضور عدد كبير من ممثلي منظمات المجتمع المدني الأردني ونشطاء حقوق الإنسان والمواطنين، وفي ظل غياب ملحوظ لممثلي الجهات الرسمية.
وقد ترافق مع الإحتفال الذي جرى في قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي الملكي، إشهار كتاب “عشرون عاماً من النضال” الذي يسرد ويحلّل نشأة الجمعية وتاريخها والنشاطات والمواقف والأعمال التي قامت بها خلال العقدين الماضيين.
خلال الاحتفال، الذي كان عريفه أشرف شطناوي، قدّم عدد من مسؤولي منظمات المجتمع المدني الحاليين والسابقين “شهادات” حول إسهامات الجمعية وعلاقاتها معها طوال السنين الماضية ودورها في الدفاع عن حقوق المواطنين في المجالات المختلفة.
كما تحدثت السيدة آمنة الزعبي، الرئيسة السابقة لإتحاد المرأة الأردنية والعضوة السابقة لمجلس الأعيان عن التعاون الذي نشأ بين الاتحاد والجمعية منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي, إذ عملا معاً للتحضير وعقد برلمانات الأطفال التي كانت معنية بتطوير الوعي بحقوق الأطفال والمطالبة بسن قانون يحمي حقوق الطفل الأردني والمطالبة بمعالجة قضية عمالة الأطفال، إضافة للتعاون في مجال حقوق المرأة والحريات العامة. كما أخذت المنظمتان معاً المبادرة لشن حملة للمطالبة بتعديل القوانين الناظمة للحق في التجمع والتنظيم، وبخاصة قانون الجمعيات الذي ينطوي على قيود كثيرة على عملها.
عزام الصمادي، رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة أشاد في مداخلته بإهتمام الجمعية المتواصل بالحقوق العمالية والنقابية، إذ تصدر الجمعية في الأول من آيار من كل سنة تقريراً يوضح حالة هذه الحقوق. ونوّه الصمادي بشكل خاص بمطالبة الجمعية بتعديل المادة 31 من قانون العمل وبضرورة زيادة الحد الادنى للأجور بما يؤمن للعمال مستوى لائق من الحياة الكريمة. كما ذكّر بأن الجمعية كانت تطالب بإستمرار بانضمام الأردن إلى الأتفاقية رقم 87 الخاصة بحرية التنظيم النقابي.
ام السيدة لميس ناصر، رئيسة الملتقى الإنساني لحقوق المرأة فقد تحدثت عن العمل المشترك الذي تم بين الملتقى والجمعية خصوصاً في إطار اللجنة الوطنية الأردنية لتعليم حقوق الإنسان التي شكلتها الحكومة عام 1999. كما تعاونت المنظمتان في فترات مختلفة في مجال دعم حقوق المرأة وفي التدريب على الإتفاقية الدولية للقضاء على التمييز ضد المرأة. وأشارت الى التعاون والتنسيق الوثيق الذي كان يتم بين ممثل الجمعية وممثلة الملتقى في مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان خلال الفترة الأولى التي اعقبت تشكيل المركز.
كما تحدث الإعلامي محمد الفاعوري عن الفوائد الجمة التي جناها العشرات من الصحفيات والصحفيين الذين تدربوا في الدورات التدريبية التي نظمتها الجمعية منذ بداية هذا العام في إطار مشروع “إدماج مفاهيم حقوق الإنسان في وسائل الإعلام الأردنية”.
وفي معرض تقديمه لكتاب الجمعية الجديد، تطرق حسني عايش للحديث عن عالمية حقوق الإنسان في مواجهة اولئك الذين يدعون إلى نسبيتها أو خصوصيتها قائلاً إن من يدعو إلى نسبية حقوق الإنسان هو في الحقيقة والواقع لا يرغب في تطبيق واحترام جميع حقوق الإنسان على كل البشر.
واضاف يقول: هناك مئة وثيقة تتعلق بحقوق الإنسان صدرت عن الأمم المتحدة ولذلك يجب عدم الإقتصار على بضعة اتفاقيات منها. وقال أن كتاب الجمعية هو توثيق مهم لمسائل حقوق الإنسان في الأردن خلال العقدين الماضيين وسوف تستفيد منه الأجيال الجديدة.
بعد ذلك جرى تكريم أعضاء في الجمعية قدموا مساهمات متميزة خلال حياة الجمعية في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وكان رئيس الجمعية، د. سليمان صويص قد ألقى كلمة رحّب فيها بالحضور وتحدث فيها عن إسهامات الجمعية في تطوير حركة حقوق الإنسان في البلاد طوال السنوات العشرين الماضية، وأبرزها الاهتمام بالتربية على حقوق الإنسان منذ عام 1997، واللجوء إلى آليات الرقابة الدولية وتقديم التقارير الموازية منذ عام 1998 وتنمية الوعي بالحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية ومتابعة شكاوى المواطنين المتعلقة بتجاوزات على حقوقهم مع الجهات الرسمية المعنية ونشر الوعي بحقوق الإنسان وتقديم المذكرات المتعلقة بمشاريع القوانين وأوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة الى السلطتين التشريعية والتنفيذية ونشر التقارير والبيانات. كما تحدث د. صويص عن التحديات التي لا تزال تواجه حقوق الإنسان والحريات العامة في البلاد بالرغم من الإنجازات التي تحققت في مجالات مختلفة.
وأخيراً تحدث راعي الاحتفال د. محمد الحموري عن أهمية المناضلين في سبيل الحرية والذين هم أكثر أهمية من السياسيين ـ على حد تعبيره، مستشهداً بمثال فرنسا في هذا المجال.
كما تحدث عن التعديلات الدستورية لعام 2011، وأكد بأن واحدة منها يجب أن نفخر بها وهي الفقرة الأولى من المادة 128 التي يجب أن تطبق على جميع القوانين ذات العلاقة بالحريات العامة.
وأشاد بنضال الجمعية على مدى عشرين عاماً وقال أن هذا ليس بالشيء السهل في بلد كالأردن، وأثنى على الكتاب الذي أصدرته بهذه المناسبة.