ارتباك شديد في “الحياة” و”الشرق الاوسط” وباقي الاذرع الاعلامية السعودية
اعلنت صحيفة «الحياة» السعودية التي تصدر من لندن، امس الأربعاء، إنه تقرر «تعيين رئيس تحرير جديد لها».
وقالت الصحيفة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن ناشر الجريدة الامير خالد بن سلطان قد قرر تعيين زهير قصيباتي رئيسا للتحرير، وإعفاء غسان شربل، بناء على طلبه، ابتداء من تاريخه.
وقد تم تعيين شربل في رئاسة تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية خلفا لرئيس تحريرها سلمان الدوسري، وذلك بعد أيام من اللغط الذي أثير حول تقرير أقرت الصحيفة أنه تضمن مغالطات بشأن العراق.
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» قد نشرت على الصفحة الأولى من عددها الصادر يوم الأحد الماضي، تقريرا بعنوان «تحذير أممي من حالات الحمل غير الشرعي في كربلاء»، ونسبته إلى متحدث باسم منظمة الصحة العالمية، ما استدعى تنديدا من رئاسة الوزراء العراقية, ونفيا قاطعا من منظمة الصحة العالمية التي وصفت الخبر بـ«الكاذب».
وفي اليوم التالي، نشرت الصحيفة بيان النفي الكامل لمنظمة الصحة، وأعلنت «إيقاف التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد».
وقد سارعت صحيفة «الشرق الأوسط»، إلى حذف الخبر من موقعها الالكتروني وحذف صورة نسختها الورقية المصورة من الموقع أيضا، ووضع صورة عدد اليوم الفائت بدلها.
كما نشرت لاحقا نص بيان التكذيب الصادر عن المنظمة الأممية، مرفقا بإعلان الاستغناء عن مراسلها في العراق لنشره «معلومات مغلوطة».
وفي إجراء عراقي ردا على الصحيفة، أصدرت محكمة «تحقيق الكرادة» في بغداد مذكرتي اعتقال بحق مراسلي صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية في بغداد، على خلفية تقرير مغلوط بخصوص الزواج غير الشرعي خلال المراسم الدينية في العراق نشرته الصحيفة.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، إنها قد بدأت خطواتها لمقاضاة صحيفة «الشرق الأوسط»، الصادرة في لندن عن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، واصفة إساءة الصحيفة بـ«المحاولة الرخيصة».
غير ان هنالك تفسيرات اخرى لهذه المناقلات الصحفية, حيث ارجع بعض المراقبين هذا القرار إلى اعتبارات شخصية مثل رغبة شربل البقاء في لندن، في حين أن صحيفة الحياة لديها خطة للانتقال الى دبي العام القادم، لذلك انتقل إلى “الشرق الأوسط” التي ستبقى في لندن.
ولكن هناك مراقبون أخذوا الموضوع إلى أبعاد أخرى، وقالوا إن الحديث في الأوساط السعودية يدور الان حول انتهاء دور صحيفة الحياة بالنسبة لأصحاب القرار في الرياض، وباتت عبئاً عليهم خصوصاً في مرحلة صعبة مالياً تمر على المملكة، لذلك سيتم الاستغناء عنها قريباً أو تحجيم تكاليفها.
وكانت صحيفة الحياة بدأت، منذ العام الماضي، تعاني، مثل كل المرافق والجهات التي تمولها السعودية، بسبب التخفيضات الكبيرة التي أقرتها الحكومة في خطوة لمواجهة انخفاض أسعار النفط والتكاليف الهائلة المترتبة على الحملة العسكرية في اليمن.
فقد بدأت الصحيفة منذ عدة أشهر بدفع ستين بالمئة من رواتب الموظفين في بيروت التي تدار معظم الصفحات منها, وكذلك بعض المكاتب الخارجية، ولكنها لم تستطع أن تلجأ لخطوة كهذه في لندن المركز الرئيسي لأن القوانين هناك لا تسمح بهكذا تصرفات.