قطر تحث حركتي فتح وحماس على الوقوف معاً في مواجهة دحلان
استبقت دولة قطر مؤتمر حركة فتح المزمع عقده في غضون أسابيع، بعقد ”قمة” فلسطينية في الدوحة لوضع عراقيل أمام محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح السابق، الطامح بخلافة محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة فتح.
وقد استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الخميس الماضي الرئيس عباس في قصر البحر بالعاصمة الدوحة، في حين التقى عباس كلا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ونائبه إسماعيل هنية، أثناء غداء عمل أقامه وزير خارجية قطر الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني، في إشارة إلى سعي قطر لحث حماس على مساندته.
وطالب عباس بوجوب تحقيق المصالحة، وإزالة أسباب الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات.
ويعدّ الاصطفاف مع حركة حماس في الداخل أحد أعمدة استراتيجية عباس لتعزيز شرعية تتآكل تدريجيا تحت وقع التهميش الدولي للقضية الفلسطينية، وعدم رضا الداعمين عن سعيه للاستئثار بالسلطة.
ويحظى دحلان بدعم دول عربية تسعى إلى إجراء مصالحة داخل حركة فتح، قد تفضي إلى عودته مرة أخرى إلى صفوف اللجنة المركزية، التي من المتوقع الإعلان عن استبعاده من صفوفها رسميا خلال المؤتمر.
ويقول محللون إن عباس يسعى جاهدا إلى كسب ود حماس، في مقابل ضغط إقليمي لإيجاد تسوية داخلية بين قيادات الحركة.
وإلى جانب ذلك، يحاول عباس في قطر العثور على دعم إقليمي مقابل لضغوط تمارسها الرباعية العربية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والأردن، وقد تسهم في إجبار عباس على الانسحاب من رئاسة فتح لحساب دحلان.
ويقول منسق مشروع إسرائيل-فلسطين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات إن ”الجميع يفكرون في مرحلة ما بعد عباس. ولدى الجميع مرشحوهم المفضلون”.
وتابع ”عباس يقوم بتعزيز مكانته، ويستبعد منافسيه المحتملين. لا يوجد شخص واضح في معسكره يمكن أن يقوم بخلافته، بعدما خلقت سياسة إفراغ الصف الثاني من الكوادر التي ينتهجها عباس ضبابية في مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية التي تشكل حركة فتح أهم أذرعها”.
وترى المستشارة السابقة للرئيس الفلسطيني ديانا بطو أن خطوات عباس لعزل المنافسين قد خلقت حالة من عدم اليقين بشأن خلافته، على النقيض من الانتقال السلس للسلطة بعد وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في عام 2004.
وقد خلق دخول قطر على الخط المزيد من حالة الاستقطاب الفلسطينية ، إذ ستؤدي رعايتها للجبهة المناهضة لدحلان المدعوم من مصر ودولة الامارات تحديداً، إلى تعميق الانقسامات بين الفلسطينيين، خصوصا بعد إلغاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتأجيل الانتخابات البلدية.
وسترتفع في المقابل أسهم حركة حماس التي شعرت بالخسران لدى إلغاء الانتخابات، التي كانت تعول عليها كثيرا بالتزامن مع الفتور الفلسطيني العام تجاه الجمود في أداء عباس.
وقالت مصادر في رام الله إن ”عقد مؤتمر فتح في هذا التوقيت، إجراء دفاعي من قبل عباس تجاه ما يعتبره تدخلا من قبل الرباعية العربية، وهو ما يشكل خطرا على موقعه في القيادة الفلسطينية”.