اشهار اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور

عقدت اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور مؤتمراً صحفياً يوم الاثنين الماضي في مقر حزب الوحدة الشعبية بعمان، افتتحه عبد الله حمودة، عضو لجنة المتابعة بالترحيب بوسائل الاعلام والصحفيين، وأشار الى أن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو إشهار اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور التي ستعمل بالتنسيق والتعاون مع اللجنة الدولية لحملة مئة عام على وعد بلفور ومقرها لندن.
وقدم حمودة لوسائل الإعلام المشاركة الدكتور رياض النوايسة، منسق اللجنة الوطنية الذي قدم في بداية مداخلته ايجازا تاريخيا للأحداث التي مرت بها المنطقة العربية قبل وعد بلفور، مؤكداً أن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني لفلسطين قد جاء في سياق الأهداف والمطامع الإستعمارية الغربية، وبخاصة بريطانيا وفرنسا، ومن ثم في وقت لاحق أمريكا.
وأضاف الدكتور النوايسة لقد كان الهدف الرئيس لهذه القوى الاستعمارية، هو الأبقاء على حالة الغياب التاريخي لأمة العرب من خلال الحؤول بينها وبين تحقيق هويتها القومية وبناء دولة الوحدة على كامل تراب وطنها العربي، وزرع كيان طائفي في قلب الوطن العربي لتضمن فصل مشرقه عن مغربه، وحتى يشكل قاعدة استعمارية متقدمة في هذا الوطن، وفي وقت لاحق انموذجاً لكيانات طائفية ومذهبية تعج بها أمة العرب على حساب الهوية القومية الجامعةـ الأمر الذي حدث ويحدث فعلاً.
وتابع الدكتور النوايسة أنه وفي هذا السياق يُذكرنا التاريخ بمناداة نابليون بونابرت في آذار لعام (1799) بضرورة إنشاء دولة لليهود في فلسطين التي اندحر على أبوابها، وفي مطلع ثلاثينات القرن التاسع عشر نتذكر كيف هبت الدول الاستعمارية بريطانيا وفرنسا ومن التحق بهما للوقوف في وجه مشروع محمد علي باشا الوحدوي وأجبروا ابراهيم باشا على التراجع من شمال الشام ومن أرض الحجاز إلى حدود مصر الحالية، ليبقوا على الرجل المريض حتى تحين ساعة القسمة كما حصل في اتفاقية سايكس بيكو، وجاء انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام (1897) في بازل تتويجاً للجهود الاستعمارية السابقة عليه، كما كان نقلة نوعية في تلك الجهود باتجاه انشاء كيان تنظيمي له يقوم على منطلقات ايديولوجية وتعبوية ومالية وإدارية وعسكرية وكل ما يلزم لذلك.
واضاف الدكتور النوايسة أنه وبعد رحيل الرجل المريض (الدولة العثمانية)، أخذ حكماء العصر مكانه فانطلقت دولة الكيان الإستعماري (دولة الصهاينة) إلى الوجود على يد القابلة الإنجليزية، وبشهادة ولادة من وزير خارية الإمبراطورية العجوز أرثر بلفور من خلال وعد حكومة جلالته التي نطق بها بعد أن قدم له ولها الصياغة الفنية الصهيوني هربرت صمئول الوزير البريطاني – حيث تضمن الوعد بل التعهد والالتزام القاطع – تضمن (أن حكومة جلالته (ملك بريطانيا) تنظر بعين العطف والحنو لأجل إنشاء وطن (للشعب) اليهودي، وانها ستبذل مافي وسعها لتيسير الهدف..).
ولأجل تيسير الهدف ووفاء الالتزام فلقد تمكن المندوب البريطاني على فلسطين هربرت صمئويل من ادخال وعد وتعهد بلفور في وثيقة الانتداب حيث تمت الموافقة عليه من عصبة الأمم ليصبح العمل على تحقيق الوطن القومي لليهود مسؤولية أممية داخلة في إطار الشرعية الدولية في عام (1920)…
وهكذا نجد أن السياسة الاستعمارية وفي مقدمتها البريطانية كانت المسؤولة على قيام (دولة) الكيان الصهيوني، وأن وعد بلفور شكل نقطة الارتكاز لاضفاء المشروعية والقدرة الفعلية على قيام كيان الصهاينة، فكان أن أعطى من لا يملك لصالح من لا يستحق وعلى الضد من كل القوانين والشرائع الوضعية والسماوية والطبيعية، وما زال هذا الفعل العدواني الآثم مستمراً ومتفاقماً ومستشرياً في وطنا فلسطين العربية.
وأوضح الدكتور النوايسة أننا شكلنا اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئوية وعد بلفور للمساهمة واداء الواجب المتواضع مع الحملة الرئيسية التي تجري وقائعها الأساسية داخل المملكة المتحدة، وبجهود العرب الفلسطينيين ممن يحملون الجنسية البريطانية ويسعون بإخلاص وتفانٍ في عمل نضالي، يهدفون من خلاله تجريد المشروع الاستعماري الصهيوني من إطاره القانوني والدولي الذي استند إليه، مجسداً بكل المواقف والعهود والالتزامات البريطانية والاستعمارية. ووسيلتهم في ذلك استثمار الحقوق الممنوحة لهم كمواطنين بريطانيين والتي تؤهلهم للمطالبة بأن يعيد مجلس النواب البريطاني النظر في كل ما ارتكبته دولة بريطانيا بحق فلسطين العربية وبشعبها العربي وما تسببت فيه من احتلال وتهجير وضياع وتدمير وخراب وإلغاء لكل حق عربي في فلسطين.
وهؤلاء الأخوة المناضلون العرب الفلسطينيون الذين يتقدمهم قائد هذه الحملة الدكتور عصام حجاوي منسق الحملة الدولية يعملون على جمع أكثر من100الف توقيع على وثيقة تقدم لمجلس العموم البريطاني تلزم هذا المجلس بموجب القانون البريطاني بمناقشة موضوع الوثيقة الحاصلة على هذه التواقيع واتخاذ القرار الواجب في ضوء مبادئ العدالة والأخلاق وحقوق الانسان والسوابق الدولية.
واضاف أن اللجنة الوطنية الأردنية تتكون من الأحزاب والمنظمات والنقابات والفعاليات والقوى السياسية والاجتماعية والشخصيات الوطنية، ومنها: حزب الوحدة الشعبية، والمنتدى الناصري، والمنتدى العربي، ومنتدى الفكر الديمقراطي، ومنتدى موطني، والتجمع القومي، والنقابات العمالية المستقلة، واتحاد المرأة الأردنية، والحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة ”ذبحتونا”، ورابطة المرأة الأردنية، وتجمع القوى الشبابية والطلابية لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، ود. أحمد العرموطي نقيب الأطباء السابق، وتهاني الشخشير رئيسة اتحاد المرأة، وعبدالله حمودة رئيس منتدى الفكر الديمقراطي، ومحمد البشير نقيب مدققي الحسابات سابقاً، وفهمي الكتوت الشخصية الوطنية والمحلل الاقتصادي، وعزام الصمادي رئيس اتحاد النقابات العمالية المستقلة، وفايز الشخاترة رئيس المنتدى العربي، ومجلي نصراوين المناضل التاريخي ورئيس التجمع القومي، وجواد يونس المحامي والشخصية القومية، ود. طارق الكيالي شخصية وطنية مستقلة، واميل الغوري رئيس منتدى موطني، ود. رياض النوايسة نائب السابق والشخصية الوطنية، ود.حسان بدران رئيس لجنة دعم المقاومة، ويسرى الكردي رابطة المرأة الأردنية، ونواف الزرو الكاتب والباحث في الشؤون الفلسطينية، والمهندس محمد الطحاينة الشخصية القومية الوطنية، ود. أحمد القادري نقيب أطباء الأسنان السابق والأطباء العرب، وابراهيم الدلقموني اللجنة الشعبية لمخيم إربد، وخالد الديك اللجنة الشعبية لمخيم الزرقاء، وجهاد عبدالجبار اللجنة الشعبية لمخيم شلنر، وبسام العزة اللجنة الشعبية لمخيم البقعة، وابراهيم مخلوف رئيس اللجنة الثقافية لنادي الوحدات، ود.فاخر دعاس رئيس الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة، وفراس القصص حملة ”ذبحتونا”، ومحمد العبسي منسق القوى الشبابية والطلابية لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع ”اتحرك”، وأحمد مراغة حزب الوحدة الشعبية وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات العمالية المستقلة، وعماد المالحي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية، وعبدالمجيد دنديس عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية.
واشار الدكتور النوايسة الى السوابق القانونية والتشريعية ومبادئ العدالة التي تستند إليها الحملة وهي مبادئ العدالة وحقوق الانسان والتشريعات والمواثيق والقرارات الدولية (الجمعية العامة رقم (194) ذات الصلة كما تستند إلى السوابق السياسية كالعديد من الاعتذارات التي قدمتها الدول عن سابق اعمالها العدائية بحق الشعوب المعتدى عليها، ومن أهم ما تستند إليه الحملة في السوابق البرلمانية التشريعية الحديثة وذلك كما في:
1- اصدار البرلمان الاسباني للقانون الذي بدأ نفاذه في 2015/12/1 والذي تقّر اسبانيا بموجبه بأنها ارتكبت خطأ تاريخياً بطرد اليهود منها عام (1492)، وانها ترحب بهم الآن وأن لمن بقى من سلالتهم اليوم كامل الحق في اكتساب الجنسية الاسبانية وانهم محل الترحيب والحفاوة.
2- اقرار البرلمان الالماني لمشروع القانون الذي يعترف بدور تركيا بالابادة الجماعية للأمن بعدمائة عام على الواقعة.
3- البرلمان الاسترالي يعيد الأرض للسكان الأصليين بقراره الصادر في شهر نيسان (2015)،وبعد مصادرة الأرض بعشرات السنين.
وتابع النوايسة قائلاً ، ان مطالب الحملة الدولية تتجسد بالضغط على مجلس العموم البريطاني والحكومة البريطانية ومطالبتهما بالآتي:
– الإعلان رسمياً عن عدم شرعية وعد بلفور الذي لا يزال يجري توظيفه لتهجير الشعب العربي الفلسطيني وتجريده من حقوقه الوطنية الأصلية.
– الاعتذار الرسمي للشعب العربي الفلسطيني عن تبعات ونتائج وعد بلفور كافة.
– الاعتراف والاقرار بالمسؤولية التاريخية والقانونية والانسانية الاخلاقية عن الاضرار الجسيمة التي لحقت بالشعب العربي الفلسطيني وأفراده جراء وعد بلفور وممارسة الحكومة البريطانية القائمة على اساسه وبالاستناد إليه، وكذلك تلك التي لحقت ببقية العرب.
– الإقرار بوجوب جبر الضرر المترتب على وعد بلفور وفقاً لقواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة والإنصاف، وبما يضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم وتقرير المصير.
وفي ما يخص برامج عمل اللجنة الوطنية واهدافها، قال الدكتور النوايسة انها تتضمن ما يلي :
1- مساندة ودعم القائمين على الحملة داخل بريطانيا ووفقاً للرؤى والخطط الكفيلة بانجاح الحملة، وذلك كمنهج عام ودائم.
2- القيام بوقفة تأييد للحملة الدولية ومطالبها يوم 2/ 11 أمام السفارة البريطانية وتسليم مذكرة بمطالبات الحملة.
3- جمع مليون توقيع على مذكرة المطالب ”مذكرة الحملة” أو أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى