بعد 47 عاماً.. حريق المسجد الاقصى لا يزال مشتعلاً
في اليوم الحادي والعشرين من شهر آب عام 1969 بدأت فصول الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك بالقدس، وذلك عندما أقدم المتطرف اليهودي البريطاني مايكل روهان على حرق المسجد ومنبر صلاح الدين.
وهكذا فبعد مرور47 عاماً على إحراق هذا المسجد المبارك ، ما زال جُرحه ينزفُ، وما زالت الاعتداءات الصهيونية عليه تتكرر يوما بعد يوم، فما كان الحريق الأوّل إلّا شرارة أشعلها الصهاينة في الساحة المقدسيّة لتحقيق أهدافهم الاستيطانية والتهويدية اللئيمة.
وبهذه المناسبة اعلن الشيخ ناجح بكيرات, مدير الأملاك الوقفية في مدينة القدس والمسجد الأقصى, إن الاحتلال الإسرائيلي عندما استهدف الأقصى بهذا الحريق، قد استهدف رمزية موجودة في نفوس الشعب الفلسطيني فقام بحرق المسجد الأقصى وهو كان يُريد أن يوصل رسالة للعالم أجمع بأن لا تفكّروا في “التحرير” أبداً.
وفي مؤتمر صحفي عقده في القدس المحتلة امس الأحد، أكد بكيرات أن “الاحتلال أراد أن يُنشئ قضية جديدة تبدأ بإحراق الأقصى ثم تستمر بعد ذلك بسلسلة من الاعتداءات”.
وأشار إلى أن هذه الاعتداءات استمرت إلى يومنا هذا ليصبح الخطاب الإسرائيلي لا ينادي فقط بالرواية الخرافية اليهودية ووجود الهيكل, وإنما بدأت الرواية اليهودية تحت الأرض من خلال الحفريات لتنشئ شيئاً جديداً هو الاستيطان وإعداد المدارس والكُنُس.
وقال: “أصبحنا أمام مشروع خطير جدًا يهدف من خلف هذا الحريق بعد 47 عامًا لخروج جماعات متطرفة هي من تحكم دولة الاحتلال وتنادي اليوم بهدم المسجد الأقصى علناً”.
من جهته، أكد الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن “انتهاكات الاحتلال ما زالت مستمرة بعد 47 عاماً على الجريمة، من خلال الاستيطان والحفريات ومضايقات المقدسيين المستمرة من هدم واعتقالات”، معتبراً بأنها “أخطارٌ تحدق بالمسجد الاقصى في هذه الذكرى الأليمة التي يكنّها الاحتلال”.
وأوضح أن هناك “حملة مسعورة تشنّ في هذه الأيام ضد المسجد الاقصى تتمثل في الاقتحامات والاعتداءات، وهي حرائق تشعلها الجمعيات اليهودية المتطرّفة بأشكال مختلفة، لتصل الأمور لتصريحات من سياسيين إسرائيليين تطالب بتقسيم المسجد بل وهدم قبة الصخرة المشرّفة أيضاً؛ لإقامة هيكل مزعوم لا سند له في التاريخ”.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى إلى جعل القدس العاصمة الأبدية لـ”الدولة اليهودية”، وأن تخلو من أي مشهد أو صورة من الحضارة العربية والإسلامية، “لكنّ كل أثر في المدينة يشهد بأنها عربية إسلامية، كما أن شعبها يلتف حولها ويحميها بكل ما أوتي من إمكانيات، ولن يفرّط بهوية القدس ومقدّساتها”.
ودعا مفتي القدس منظمة التعاون الإسلامي – التي أنشئت على إثر حريق المسجد الأقصى- أن تنهض بمسؤولياتها من قبل الدول الأعضاء فيها لحماية الأقصى ودفع هذه الحرائق المستمرة عنه حتى يومنا هذا”.
بدوره، دعا المجلس الوطني الفلسطيني لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي حول الأقصى، باعتماد المسمى العربي الإسلامي للمسجد الأقصى ورفضها للمسمى الإسرائيلي، وفقًا لإعلان منظمة اليونسكو.
وشدد المجلس الوطني في بيان له امس ، على أن جرائم الاحتلال ومحاولات تهويد القدس والأقصى “ما تزال مستمرة بعد جريمة إحراقه قبل 47 عامًا”، مطالبًا الأمتين العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي بتقديم الدعم الفعلي الكافي لتثبيت صمود أهل القدس وتمكينهم من الدفاع عنها.
وأكد أن المسجد الأقصى غير قابل للقسمة أو المشاركة مع الاحتلال، لافتًا النظر إلى أن قرار اليونسكو يوضح بُطلان محاولات التزييف والتزوير الإسرائيلية للتراث العربي والإسلامي في مدينة القدس المحتلة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اتخذ قرارًا (قرار رقم 271)، طالب فيه إسرائيل بإلغاء جميع التدابير التي من شأنها المساس بوضعية مدينة القدس التي تقع تحت احتلالها، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي، والتوقف عن إعاقة صيانة وإصلاح وترميم الأماكن المقدسة.