هكذا التقى الراحل كلاي مع الزعيم جمال عبدالناصر
“أريد أن أموت كرجل لم يبع شعبه أبداً”، بهذه الكلمات أجاب محمد علي كلاي، على سؤال “كيف تريد أن يتذكرك العالم؟”، ليأتي اليوم وقد تذكره العالم على الوجه الذي أراد.
مات كلاي، وتحققت رغبته، كرجل يشهد له دفاعه عن قضايا حقوق الانسان في العالم، و”قضايا السود” والمسلمين، ناهيك عن مواقفه الرافضة للمشاركة بحرب فيتنام.
فخلال مسيرته في عالم الاحتراف التي بدأت عام 1960، لم يتوقف كلاي عن التأكيد في كل مناسبة، وفوق خشب الحلبات، وفي مقابلاته الصحفية، على مواقفه الناقدة للسياسات المعادية للحريات الإنسانية.
كلاي المعروف على حلبة المصارعة، بالملاكم الذي “يطير كفراشة ويلسع كنحلة”، رفض الالتحاق في صفوف الخدمة العسكرية، في القوات الأمريكية، إبان حرب فيتنام عام 1967، الأمر الذي تسبب في القبض عليه وهو في أوج انتصاراته، وتجريده من لقبه العالمي وسحب رخصة مزاولته لرياضة الملاكمة بشكل احترافي لمدة 4 سنوات.
آخر مواقف كلاي، الذي أعياه مرض الشلل الرعاش (باركسون)، كان انتقاده للمرشح الجمهوري “دونالد ترامب” مؤخرا، وذلك عقب خطابات الأخير المعادية للمسلمين.
ورد كلاي عليه بالقول: “المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي الذي يمارسه من يطلق عليهم (الجهاديين) يتعارض مع مبادئ ديننا”، داعياً إلى “التصدي لأولئك الذين يستغلون الإسلام لمصالحهم الخاصة.”
وفي أوج الحرب الباردة وتوتر العلاقات بين الغرب وجمهورية مصر العربية، زار البطل محمد علي كلاي أرض الكنانة وأمضى فيها 15 يومًا, حيث جاءت هذه الزيارة بناءً على دعوة من الاتحاد العربي للملاكمة، ولم يكن مقررا خلالها أن يلتقي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لكنه طلب ذلك وكان له ما اراد.
وما أن وصل الملاكم العالمي إلى مكتب الرئيس عبدالناصر حتى شاهد تمثالا له، وسارع إلى تقبيله، قبل أن يلتقي عبد الناصر الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في العالم لقيادته حركة عدم الانحياز.
وقد جاءت تلك الزيارة بعد أن أشهر الملاكم العالمي إسلامه، وظهرت صور له وهو يؤدي الصلاة في أحد مساجد القاهرة، كما أدى عروضا في المدينة ذاتها رفقة شقيقه عبدالرحمن.
وشملت زيارة كلاي إضافة إلى القاهرة, آثار الأقصر وأسوان والإسكندرية والسد العالي.
وقال كلاي حينها: “الآن رأيت السد العالي الذي سمعت عنه.. والآن استطيع أن أقرر بحق أن هذا العمل ليس سهلا، وأنه دليل واضح وانموذج مجسم لعظمة الرئيس جمال عبدالناصر”.
وتحدث عن الآثار المصرية أنه قرأ عنها كثيرا، لكنه لم يتوقع أن تكون بتلك الروعة.