البنك العربي مستبشر بانهاء قضية نيويورك خلال تموز المقبل

اوشك البنك العربي الذي يشكل معلماً فلسطينياً تاريخياً، وركناً بارزاً من اركان الاقتصاد الاردني، ان يطوي باقل قدر من الاضرار ملف القضية ”الابتزازية” التي اقامتها عليه لدى محكمة في نيويورك، منذ اثني عشر عاماً، مجموعة واسعة من حملة الجنسيتين الامريكية والاسرائيلية، بتهمة التعامل مع حركة ارهابية، هي حركة حماس.
وقالت اوساط مقربة جداً من قيادة البنك، ان اتفاقات التسوية مع هؤلاء المدعين توشك ان تجد نهاياتها قريباً، وهو ما يتيح للبنك التوجه الى محكمة الاستئناف الامريكية للتصديق على هذه التسويات، وطي ملف هذه الدعوى تماماً، بل واغلاق الباب في وجه اية قضايا مماثلة، ولا سيما ان محكمة الاستئناف العتيدة سوف تتشكل، هذه المرة، من هيئة قضائية، وليس من محلفين وقاضٍ واحد، مثلما كان عليه الحال في المرة السابقة التي ارتأى فيها المحلفون ان البنك مسؤول عن تحويل اموال لحركة حماس.
وافادت هذه الاوساط ان البنك قد رصد ملياراً ومئتي مليون دولار لغايات التعويض على المدعين بموجب اتفاقات التسوية، وقالت ان قيادة البنك قد عمدت الى ادخار هذا المبلغ الكبير بشكل تراكمي منذ عدة اعوام، وربما مباشرة بعد رفع دعوى المدعين عام 2004، تحسباً لاي طارئ، ورغبة في انهاء هذه القضية عبر التسويات المباشرة، وليس عبر الجرجرة في المحاكم التي قد تستغرق سنين طويلة.
وتوقعت هذه الاوساط اسدال الستار على هذه القضية خلال شهر تموز المقبل، وهو ما سيحرر البنك نهائياً من كابوس ثقيل عانى منه لجملة اعوام، فضلاً عن انه سيؤدي تلقائياً الى مضاعفة سعر سهم البنك في اسواق التداول المالي، قبل نهاية العام الحالي، حيث يبلغ سعر السهم الآن حوالي ستة دنانير.
غير ان نجاح البنك في احتواء هذه القضية العويصة لم يحل دون نشوب ازمة طارئة داخل جدران البنك على خلفية تعيين باسم عوض الله نائباً لرئيس مجلس الادارة، حيث انقسم الصف القيادي والكادري في البنك ما بين معارض ومرحب بهذا الوافد الجديد.
ابرز المرحبين بانضمام عوض الله الى قيادة البنك، صبيح المصري، رئيس مجلس الادارة، والتيار الموالي له، حيث يعتبر هذا الفريق ”المصراوي” ان انضمام عوض الله يشكل مكسباً كبيراً للبنك، نظراً لثقله الاقتصادي الوازن وعلاقاته المالية العربية والخليجية الواسعة، وتحديداً مع المملكة السعودية التي سيتولى عوض الله تشجيعها على شراء اسهم آل الحريري الذين تسببوا ”بصداع” مزمن لقيادة البنك، ليس جراء مشاكلهم البينية فقط، لكن لان حجم ديونهم قد يزيد على ثمن اسهمهم.
اما ”الشومانيون” من قرامي البنك القدامى وتلاميذ آل شومان، فقد عارضوا هذا الانضمام، واعربوا عن خشيتهم من هيمنة السعودية- عبر عوض الله- على البنك العربي، شأن ما كانت مشيخة قطر قد حاولت الهيمنة على بنك الاسكان، كما اعاد هؤلاء الشومانيون الى الاذهان قصة مشروع تعاون سلبي لم يكتب له النجاح بين البنك وعوض الله، قبل نحو سبع سنوات !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى