مفاعل ديمونا مهدد بالانهيار والتسبب بكارثة إنسانية

الناصرة - قدس برس

كشفت دراسة علمية حديثة أجريت على المفاعل النّوويّ الإسرائيليّ في مدينة “ديمونا” الواقعة في صحراء النقب (جنوبي أراضي فلسطين المحتلة عام 1948)، النقاب عن وجود مئات الأعطاب في قلب المفاعل، ما يدخله في مرحلة الخطر الإستراتيجي وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية.

ويأتي هذا الكشف، بعد اعلان يوسف شبيرا، “مراقب الدولة” الإسرائيلي (المشرف على أداء الحكومة ويخضع محاسبته من البرلمان)، في 11 نيسان الجاري، قراره نشر أجزاء من تقرير حول “عيوب خطيرة” في مفاعل ديمونا النووي، وذلك خلال شهر أيار المقبل.

وقالت صحيفة /هآرتس/ العبرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إن هذه المعطيات تم الكشف عنها خلال مؤتمر لعلماء الفيزياء الذّريّة، عُقد الشهر الجاري في مدينة تل أبيب المحتلة، حيث عبّر المشاركون في المؤتمر عن تخوّفهم من وضع المفاعل، بعد مرور أكثر من 40 عامًا على إنشائه.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ قلب المفاعل مصنوع من معادن صلبة ومتينة، مغلّفة بباطون، وتوضع داخل القلب أعمدة الوقود النّوويّ، حيث تتم عملية الانشطار النّوويّ.

وكانت فرنسا منحت المفاعل النّوويّ للاحتلال الإسرائيلي في نهاية خمسينات القرن الماضي، وتم تشغيله أواخر عام 1963.

ويمتص قلب المفاعل حرارة هائلة وإشعاعًا ضخمًا، من شأنها أن تؤثّر على بنيته بعد مرور سنين على عمله، ومن هنا جاء تحديد عمر مثل هذه المفاعلات بـ 40 عامًا فقط، تحسّبًا لأيّ تسريبات جرّاء تصدّع بنية القلب.

وأضافت الصحيفة، “إنّه لأسباب سياسيّة وعلميّة واقتصاديّة، لا تملك إسرائيل القدرة أو الرّغبة بتبديل قلب المفاعل، وهو نشاط يعني بناء مفاعل جديد”، وبسبب حالته هذه، فإنه يتمّ تشغيله أقلّ من السّنوات السّابقة، تحسّبًا لزيادة الأعطاب في قلبه.

ومن الجدير بالذّكر، أنّ خبراء ومؤسسات محلية ودولية، طالبت أكثر من مرة بإغلاق المفاعل بسبب كبر سنه من جهة، وبعد حدوث تصدعات فيه وخوفا من حدوث زلازل أو تعرضه لإطلاق صواريخ من جهة ثانية.

وفي حال حدوث خلل في المفاعل، فسيؤثر ذلك بشكل رئيسي على كل فلسطين والدول العربية المجاورة، بينها الأردن والسعودية ومصر، الذي يقع المفاعل بالقرب من حدودها، وسيحصد أرواح مئات الآلاف من الضحايا إن لم يكن الملايين.

جدير بالذكر أنّ مفاعل (ديمونا)، هو حجر الأساس في النشاط النووي الإسرائيلي واستخدم منذ إنشائه لتخصيب اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية, إلا أنه أصبح اليوم يشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة بأسرها، حيث تشير التقارير الإسرائيليّة إلى أنّ البنية المعدنية التي تغلف مفاعل ديمونا تآكلتْ بسبب مستوى الإشعاعات العالي، وذلك حسب الخبير النووي الأمريكي هارولد هاو، الذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أي لحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى