اسرائيل تحظر النشر حول عملية تفجير حافلة بالقدس
القدس المحتلة- قدس برس
أصدرت محكمة إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، امس، بناء على طلب من الشرطة، أمراً بحظر نشر أي تفاصيل حول عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية غربي القدس.
وذكرت شرطة اسرائيل في بيان لها، أنها تقدّمت بطلب إلى قاضي محكمة “الصلح” لإصدار أمر حظر نشر حول عملية تفجير حافلة “إيجد” الإسرائيلية مساء الإثنين الماضي، وأي من تفاصيلها المتعلّقة بهويات المشتبهين في هذا التفجير، وذلك حتى الـ19 من شهر أيار القادم.
وأضافت أن الشرطة ما زالت تجري تحقيقاتها في كافة الاتجاهات، في إشارة إلى التحقيق حول الرواية الأولى المتعلّقة بـ”الخلل الفني”.
يذكر أن 21 شخصاً أُصيبوا مساء أمس، عقب انفجار في حافلة كانوا يستقّلونها غرب مدينة القدس، وُصفت إصابتان من بين الحالات التي نُقلت للعلاج في المشافي الإسرائيلية، بـ”البالغة”، في حين وُصفت إصابات 7 آخرين بالمتوسطة، والباقي كانت إصاباتهم طفيفة، بحسب الرواية الإسرائيلية.
وقد أجمع مختصون ومتابعون للشأن الإسرائيلي، على أن عملية القدس المحتلة قد شكلت مفاجأة لدولة الاحتلال على كافة مستوياتها الأمنية والإعلامية والحزبية، وقرعت ناقوس الخطر من جديد، تخوفا من تصاعدها في المرحلة القادمة وإيقاعها خسائر بشرية بصورة أكبر، على شاكلة عمليات انتفاضة الأقصى الثانية قبل نحو 15 سنة.
المختص بالشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، قال إن العملية شكلت صدمة للمستويات المختلفة داخل دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن المستوى الأمني حذر المستوى السياسي من إمكانية تصاعد العمليات بحال استمرت الانتفاضة، إلا ان الحكومة الإسرائيلية لم تستجب لهذه التحذيرات.
وأضاف أبو عواد في حديث مع “قدس برس”، أن “المستوى ألامني الإسرائيلي كان واضحا في تقاريره، والتي أكد خلالها على أن الضغط المستمر على الفلسطينيين يمكن أن يولد انفجارا أكبر في المنطقة، وأن جهاز المخابرات الإسرائيلي، وضمن تجربته مع التنظيمات الفلسطينية كان يتوقع أن تستطيع هذه التنظيمات ترتيب أوراقها وتستعيد قوتها خلال ستة أو سبعة أشهر من الانتفاضة، وهذا فعلا ما حصل، وكانت عملية القدس مؤشرا واضحا لهذه الرؤية”.
فيما يخص أحزاب المعارضة الإسرائيلية، قال أبوعواد، إن هذه الأحزاب أكدت على أن عملية القدس دليل فشل في أداء الحكومة الإسرائيلية، ودعت إلى التوجه عبر مسارات سياسية معينة، والاستعانة بالمجتمع الدولي للضغط على السلطة الفلسطينية والعودة إلى مسار التسوية.
أما الأحزاب اليمينية الإسرائيلية مثل “البيت اليهودي” و “إسرائيلي بيتنا”، فقد دعت نتنياهو، وفق ما قال أبو عواد، إلى تشديد القبضة الأمنية على الفلسطينيين وزيادة الاستيطان للرد على العمليات، وتشديد الخناق عليهم، وتنفيذ سلسلة من العقوبات بجقهم، كإبعاد عائلات المنفذين إلى قطاع غزة.
بدوره، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنس ابوعرقوب، أن عملية القدس أثارت رعبا كبيرا في إسرائيل، وذكَرت الشارع هناك بالانتفاضة السابقة، والتي شهدت هجمات مماثلة أشد فتكا، وذكَرتهم أن هذا الرعب يمكن أن يعود مجددا.
وأضاف خلال حديث مع “قدس برس”، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حاولت التهدئة من روع الإسرائيليين، لتتهرب من المسؤولية مما حدث.
واعتبر أبوعرقوب، عملية القدس بأنها إخفاق جديد يُضاف إلى إخفاقات سابقة لجهاز “الشاباك” الإسرائيلي، وأجهزة الأمن المختلفة، لأن المنفذ تمكن من الدخول إلى القدس بالرغم من كل الإجراءات المشددة التي لم تحل دون تنفيذه للعملية.
من جهتها، وبحسب أبوعرقوب، فإن الحكومة الإسرائيلية ترى في الهجوم إحراجا كبيرا لها، خاصة أن رئيسها بنيامين نتنياهو زعم أن أجهزته الأمنية نجحت في كبح الانتفاضة، وخفض مستوى العمليات، وهذا ما دحضته العملية النوعية في قلب القدس.
وشدد على ان نتائج الهجوم وتأثيره المعنوي والنفسي اكبر على الإسرائيليين من نتائجه الفعلية، ويعتبر الهجوم الأهم منذ انطلاق الانتفاضة، وتحولا نوعيا فيها.