“ذبحتونا” تحذر من العنف الجامعي والطبقية في التعليم
اكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”, في بيان لها بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاقتها، على استمرارها في النضال من أجل تأكيد حق الطلبة في التعليم، وخفض الرسوم الجامعية للبرنامج التنافسي على رأس أولوياتها في المرحلة القادمة.
وقالت “ذبحتونا” في بيانها انها تحتفل اليوم بالذكرى التاسعة لانطلاقتها, وهي تشهد إنجازاً تاريخياً للحركة الطلابية تمثل في انتزاع طلبة الجامعة الأردنية قراراً بخفض قيمة الرفع على رسوم الموازي والدراسات العليا في الجامعة الأردنية، وذلك بعد اعتصام مفتوح نفذه الطلبة أمام مبنى رئاسة الجامعة، واستمر لأكثر من 18 يوماً.
ولايزال الطلبة المعتصمون يمارسون حقهم السلمي في الاعتصام في إطار جهودهم للضغط على إدارة الجامعة الأردنية لاستكمال مطالبهم بالعودة الكاملة عن قرار رفع الرسوم الجامعية.
واضافت تقول في بيانها : في الحادي والثلاثين من آذار لعام 2007، انطلقت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”، حملة وطنية طلابية تضم قوى حزبية وطلابية وشبابية وشخصيات وطنية، رفضاً لسياسات خصخصة الجامعات الرسمية التي تجلت –آنذاك- بتوصية قدمتها لجنة شكلها وزير التعليم العالي في ذلك الوقت الدكتور خالد طوقان تمثلت برفع رسوم البرنامج العادي –التنافسي- وإلغاء البرنامج الموازي.
وقد استطاعت الحملة في ذلك الوقت خلق رأي عام ضاغط من خلال فعاليات ومؤتمرات واعتصامات إضافة إلى حملات جمع تواقيع والتفاف شعبي وإعلامي كبير حولها، ما أدى إلى وقف الوزير طوقان لقرار رفع الرسوم والتخلي عنه بشكل كامل، ما اعتبر أول إنجاز لحملة لم يمضِ على انطلاقتها آنذاك أشهراً معدودة.
وجاء في بيان “ذبحتونا” : منذ ذلك اليوم وحملة ذبحتونا تتابع وتناضل من أجل حق الطلبة في التعليم، حيث اتسع نطاق عمل الحملة ليشمل ملفات العنف الجامعي والحريات الطلابية وحق الطلبة في إنشاء اتحاد عام لطبة الأردن، وملف مخرجات التعليم واستراتيجياته، إضافة إلى فتح ملفات التعليم الثانوي والتوجيهي ورسوم المدارس الخاصة.
وقالت “ذبحتونا” ايضا : تأتي الذكرى التاسعة لانطلاقتنا فيما تشهد الجامعات تراجعاً كبيراً على صعيد الحريات الطلابية، فقد أصبح توجيه العقوبات للطلبة الناشطين أمراً طبيعياً وأضحت انتخابات اتحادات الطلبة ورقة بيد إدارة الجامعات تستخدمها متى تشاء وكيفما تشاء. فها هي إدارة الجامعة الأردنية تقوم مرة أخرى بتأجيل انتخابات اتحاد الطلبة دون أي أسباب مقنعة باستثناء خوفها من سيطرة الاتجاهات المعارضة لسياساتها على الاتحاد القادم في ظل التفاف الطلبة حول القوى الطلابية التي شاركت في الاعتصام المقتوح. وها هي اغلب الجامعات الخاصة تحرم الطلبة من حقهم في أن يكون لهم مجلس منتخب للطلبة يتبنى همومهم ويدافع عن قضاياهم.
كما تشهد جامعاتنا تحولاً نحو الطبقية في التعليم في ظل سياسات القبول الجامعي التي أدت إلى جعل الاستثناء قاعدة والقاعدة استثناء. فقد استمرت الجامعات الرسمية بالتوسع الكبير في القبول على البرنامج الموازي، حيث وصل الأمر بكلية الهندسة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية إلى قبول أكثر من 728 طالب وطالبة في تخصص الهندسة المدنية، كان عدد طلبة التنافس لا يتجاوز ال50 طالباً فقط أي أن نسبة التنافس لم تتجاوز ال7%.
والحال نفسه ينطبق على كلية الطب في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا. ووصل الأمر بوزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا ليقر بأن 70% من الطلبة في الجامعات الرسمية لا يدخلون وفق الطرق التنافسية.
وختمت “ذبحتونا” بيانها بالقول : ان العنف باشكاله لا يزال ينخر في جامعاتنا. فعلى الرغم من التراجع في منسوب العنف الجامعي في العام الماضي، إلا أن إدارات الجامعات والحكومة لا تزال عاجزة عن وضع حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تضرب جامعاتنا وتعمل على تشويه العملية التعليمية. وقد حذرت الحملة مراراً من أن موجات من العنف الجامعي متوقع لها أن تحدث بين الفينة والأخرى في ظل غياب استراتيجية حكومية جادة لمواجهة هذه الظاهرة.