لسنا لاجئين ولكننا سنذهب الى الزعتري..؟

بقلم : نوال عباسي

هكذا دون مقدمة سأدخل في الموضوع مباشرة.
لقد تعرفت على عائلة أردنية مكونة من ستة أشخاص.. ثلاث بنات وولد زائد الأم والأب.. يسكنون في منزل متواضع.. الأم تعتني بالبيت وبتربية الأولاد.. والأب موظف في دائرة حكومية، راتبه الشهري ثلاثمائة دينار فقط.. لو وزعنا الثلاثمائة دينار على أفراد العائلة، يكون نصيب الفرد منهم ديناراً واحداً في اليوم.. من هذا الدينار سيأكل ويشرب ويتدفأ ويشعل لمبة الكهرباء ويلبس على الأقل ثياباً جديدة في العيد.. ويحتاج إلى حذاء ليذهب إلى المدرسة.. ويحتاج إلى دفاتر وأقلام وغيرها من لوازم المدرسة، وأشياء أخرى من مستلزمات الحياة.
تلك العائلة تشتري كيلو لحم مستورد في أول الشهر.. ودجاجة في منتصفه.. وبيضة لكل ولد في الأسبوع.. وأربع حبات تفاح للأولاد.. وحين ينتصف الشهر لا كهرباء ولا تدفئة، والإفطار عبارة عن خبز وشاي..!
لو عدنا إلى حكومتنا الرشيدة وإلى رواتب الذين كانوا وزراء أو شغلوا مواقع عالية في الحكومة أو إلى رواتب الأعيان والنواب والوزراء الحاليين لوجدنا بأن رواتبهم بالآلاف .. ناهيك عن بدل المؤأزرة والسفريات والهبات وثمن المحروقات..
وبما أنه يوجد عندنا عشرات الآلاف من أبناء الوطن يعانون وجع الجوع ورواتبهم الشهرية لا تسد رمق جوعهم مع أطفالهم حتى منتصف الشهر.. بينما أصحاب الرواتب العالية يعانون من التخمة وإلقاء كميات كبيرة من الطعام في النفايات.. والخادمة في المنزل والبواب تكلفهم أكثر من ستمائة دينار في الشهر، ناهيك عن رحلات الإستجمام والأكل في المطاعم الفاخرة.. والبذخ في شراء الملابس هم وزوجاتهم واولادهم من أغلى الماركات العالمية وبأسعار عالية.. لذا يتوجب على حكومتنا الرشيدة الالتفات إلى المواطنين الغلابى الجياع واقتطاع مبالغاً من رواتب المسعدين العالية ومن المنح والمساعدات، وإضافة مبلغ خمسين ديناراً لذوي الرواتب المتواضعة علنا نطبق في الوطن قليلاً من العدالة الإجتماعية.
سأعود إلى عنوان مقالتي الذي سرقته من كلام الغلبان الذي مرتبه ثلاثمائة دينار..وقوله: أنا لست لاجئاً ولكن سأذهب إلى الزعتري.. هنالك على الأقل لن نجوع.. سيأكل أولادي كل يوم الطعام المغذي .. والبرد لقد إعتدنا عليه.. ولن يحتاجوا أي شيء حتى يفرجها علينا رب العالمين.. ونتأمل من الحكومة بأن ترفع رواتبنا لنكمل الشهر غير جائعين ولا بردانين ولا على العتمة سهرانين ولكننا سنذهب إلى الزعتري، أجل ناوين الرحيل إذا وافق المسؤولون هناك ..!
تساؤل: مئات الألاف من المواطنين في الوطن رواتبهم متدنية أين أبسط حقوق الإنسان والمسؤولين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى