«جاسوس مكتب عريقات» يزود اسرائيل بمعلومات حساسة
ذكر تقرير لصحيفة “الخليج اونلاين” الالكترونية ان قضية القبض على “عميل” تم تجنيده منذ 20 عاماً للاحتلال وكان يعمل عند كشفه بمكتب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بدأت تأخذ منحى شديد الخطورة.
رأس الهرم في السلطة لا يفكر بقضية اعتقال “العميل” بقدر خوفه وقلقه الشديدين من ضُعف أجهزة السلطة الأمنية وسهولة اختراقها من قبل “رجال إسرائيل”، وكذلك قيمة وأهمية ونوعية المعلومات والملفات السرية التي تصل إسرائيل من خلال “عملائها” المنخرطين داخل مؤسسات السلطة المختلفة.
فبعد رقابة ومتابعة سرية استمرت لشهور، ألقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل أسبوعين القبض على فلسطيني متهم بالعمالة؛ كان يزود إسرائيل بمعلومات ووثائق من مكتب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة فتح ودائرة المفاوضات.
وهنا وضعت علامات استفهام حول هدف وتوقيت كشف قضية “العميل” في وقت الذي تشتد فيه الخلافات الفلسطينية الداخلية حول خليفة الرئيس محمود عباس والذي يعد عريقات الأقرب له في الوقت الراهن.
مسؤول فلسطيني رفيع المستوى كشف أن “السلطة الفلسطينية تنظر إلى قضية إلقاء القبض على العميل الذي كان يعمل بمكتب عريقات منذ عشرين عاماً، إلى ما هو أبعد من الخلافات السياسية الداخلية حول كرسي الرئيس أو نائبه”.
وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية منصبه أن “التحقيقات الأولية التي جرت مع “العميل”، والاعترافات التي أدلى بها خلال استجوابه, تؤكد مدى الخطورة الكبيرة التي تعيشها جميع مؤسسات السلطة الفلسطينية دون أي استثناءات بفعل العملاء”.
وأوضح أن “المعلومات التي وردتهم تؤكد أن إسرائيل زرعت رجالها في جميع مؤسسات السلطة المدنية والأمنية والسياسية منذ سنوات طويلة، ويقوم رجالها عبر فترات مختلفة بإيصال رسائل وملفات في غاية الأهمية إلى الجانب الإسرائيلي بصورة سرية”.
وأضاف المسؤول: “طبيعة المعلومات التي تُنقل لإسرائيل من خلال عملائها، تُشكل خطراً حقيقياً على دولة فلسطين وسكانها، واستمرار نقل المعلومات دون عملية ضبط أو إلقاء القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية، سيكون في غاية الخطورة”.
وأشار إلى أن “العميل اعترف بنقله معلومات أمنية وسياسية هامة للجانب الإسرائيلي، على مدار الـ 20 عاماً التي كان مرتبطاً فيها مع إسرائيل”، مؤكداً أن “تلك الملفات والمعلومات هي الخطر الكبير الذي يجب السيطرة عليه وتداركه قبل أن تستخدمه إسرائيل ضد الفلسطينيين”.
وكشف المسؤول الأمني أنه “وبعد إلقاء القبض على “العميل” بمكتب عريقات، باتت الآن جميع المكاتب والمؤسسات السياسية والأمنية التابعة للسلطة محط “شك” بالنسبة لنا وسنقوم خلال فترة وجيزة بحملة أمنية مشددة للغاية لفحص كل العاملين بتلك المؤسسات”.
وأضاف: “عمليات الفحص الأمنية ستتم بصورة سرية للغاية، دون إشعار أحد بذلك، ومن تحوم عليه أي شكوك حول ارتباطه بالاحتلال الإسرائيلي، سيُجلب بصورة سرية كذلك لمراكز التحقيق للتأكيد من المعلومات الواردة بحقه”.
ورفض المسؤول الأمني، الكشف عن المعلومات التي أدلى بها “عميل” مكتب عريقات بحجة أنها “سرية وأمنية”، لكنه أشار إلى أن نتائج التحقيق المستمر حتى اللحظة كشفت معلومات في غاية الخطورة عن أشخاص يعملون داخل مؤسسات السلطة المختلفة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، والبعض منهم يتبؤون مكانات مرموقة وهامة.
ولفت إلى أن “أجهزة السلطة الأمنية ستسير خلال الفترة المقبلة على ثلاث مراحل، أولها متابعة كافة الأسماء التي وردت في التحقيق مع “جاسوس” مكتب عريقات ووضعهم تحت الرقابة الأمنية المشددة للتأكد من صحة المعلومات التي وصلتنا”.
وأشار إلى أن “المسار الثاني يتمثل بـإخضاع كل مؤسسات السلطة الفلسطينية، لرقابة أمنية مشددة للغاية، وفحصها بصورة جذرية للتأكد من خلوها من أي رجال يعملون لصالح الاحتلال الإسرائيلي، أو نقل أي معلومات هامة لهم عبر الطرق السرية”، متابعاً أن “المسار الثالث سيبدأ بحملات وبرامج “توعية” للجمهور الفلسطيني وخاصة للموظفين حول “العمالة مع إسرائيل”، والدعوة للتوحد والتلاحم الداخلي في مواجهة الاحتلال ومخططاته، وتوضيح خطورة التعاون وتقديم أي معلومات”.