حركة النهضة “الاخوانية” التونسية مرشحة للانشقاق

المحت حركة النهضة الإسلامية التونسية برئاسة راشد الغنوشي الى تأجيل مؤتمرها العاشر الذي كان يُفترض أن يُعقد خلال الصيف الحالي, بعد تأجيل سابق رافقته أزمة داخلية ارغمت هذه الحركة “الاخوانية” على الدخول في مخاض عسير من الخلافات والحوارات المتعددة والمتشنجة.

وقد أظهر هذا المخاض الذي ما زال يعتمل في صفوف هذه الحركة، خلافات حادة بين قيادتها المتنافسة، يُرجح المراقبون أن تتفاعل أكثر فأكثر في ضوء الأوضاع المتوترة التي تعيشها تونس، والمتغيرات الإقليمية والدولية التي ساهمت في تحجيم الاسلام السياسي وتراجع مكانته ودوره في المنطقة العربية.

وأكد العجمي الوريمي, عضو المكتب السياسي لحركة النهضة، أن حركته “لن تتمكن من عقد مؤتمرها العاشر في صيف العام الحالي، مثلما كان مقررا”, غير انه تجاهل الأسباب التي تحول دون عقد هذا المؤتمر في موعده المُقرر سابقا، واكتفى بالإشارة في تصريحات صحفية، إلى أن المؤتمر “سيُعقد قبل نهاية العام الجاري”.

وكانت حركة النهضة قد أعلنت اوائل نيسان من العام الماضي تأجيل مؤتمرها العام العاشر إلى ما بعد الانتخابات التي جرت في شهر تشرين الاول الماضي.

ولم يصدر أي تعقيب رسمي على إعلان الوريمي، ما يعني أن قرار تأجيل هذا المؤتمر للمرة الثانية في غضون عام، قد اتخذ، حيث سعى البعض إلى تبرير هذا القرار بعدم تمكن الحركة من تنظيم المؤتمرات الجهوية والمحلية في موعدها لاختيار الأعضاء المشاركين، بالإضافة إلى عدم تمكنها حتى الآن من إيجاد مكان يتسع لنحو 1025 من المؤتمرين حسب قرار سابق لمجلس الشورى.

غير أن هذه التبريرات لم تُقنع المراقبين، حيث اعتبر المُحلل السياسي عادل الشاوش، أن تأجيل المؤتمر العاشر “يعني أن حركة النهضة تعيش مخاضا عسيرا وسط خلافات حادة حول جملة من المسائل السياسية والفكرية”.

وقال في تصريحات صحفية إن خلافات حركة النهضة لم تعد خافية على أحد، وإنما هي واضحة للعيان, رغم محاولات التعتيم والتقليل من شأنها، وهي خلافات بين جناحين تطورت بتطور المأزق الذي يعيشه الإسلام السياسي حاليا في سائر انحاء العالم العربي.

ورأى عادل الشاوش أن تلك الخلافات مرشحة لأن تتفاقم وتتسع دائرتها في ضوء التحولات التي تشهدها تونس، لذلك “تخشى حركة النهضة من انفجارها إذا ما عُقد المؤتمر العاشر في موعده”.

وتابع يقول : أن الصراع يدور حاليا بين جناحين, الأول مازال يحن إلى الماضي ارتباطا بالفكر الإخواني، والثاني يريد الخروج من عباءة ذلك الفكر، وتقديم الحركة على أنها حزب مدني تونسي الانتماء لا علاقة له بالتنظيمات الاخوانية الاخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى