لا خيار امام الصهاينة.. فاما الاستجابة للمطالب الفلسطينية واما الاحتكام للميدان
علمت ”المجد” ان جولة جديدة وعنيفة من الصراع بين فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، وبين العدو الصهيوني في طريقها الى الاندلاع، فيما لو فشلت مفاوضات القاهرة في تحقيق تهدئة مطولة وفق مطالب الوفد الفلسطيني.
وقال مصدر موثوق ومقرب من الوفد الفلسطيني، ان الوفد قد لمس تعنتاً اسرائيلياً بخصوص مطالبه لجهة رفع الحصار عن قطاع غزة وباقي الاشتراطات، وان الوسيط المصري يجد صعوبة بالغة في التوفيق بين هذا التعنت الصهيوني وبين المطالب الفلسطينية.
واوضح المصدر ان الاحتكام الى الميدان اصبح ضرورة ملحة، من وجهة النظر الفلسطينية، لاجبار العدو الاسرائيلي على تليين مواقفه، ومساعدة الوسيط المصري على انجاح وساطته.. مؤكداً ان جولة الصراع المقبلة سوف تشهد، في حال وقوعها، عدة مفاجآت على ايدي ابطال كتائب القسام وسرايا القدس وباقي الاجنحة العسكرية الفلسطينية، من شأنها احداث تغيير نوعي في المعادلات العسكرية والسياسية الراهنة.
ومن جانبه اكد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء العدو الاسرائيلي، رفضه خوض أية مفاوضات مع الفصائل الفلسطينية ”طالما استمرت في إطلاق النار” .
ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو، قوله خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته امس الأحد :”يجب التحلي بالصبر إلى حين تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”، في إشارة إلى الجدل الكبير الذي أثاره إخفاق جيش الاحتلال في حسم المعركة هناك.
وكانت المصادر السياسية الاسرائيلية قد اكدت امس رفض الوفد الصهيوني العودة للمفاوضات في القاهرة ما لم يتوقف إطلاق النار من قطاع غزة.
وقالت الإذاعة الاسرائيلية العامة أن الغموض ما زال يكتنف فرص المضي قدماً في محادثات القاهرة نحو تثبيت تهدئة جديدة في قطاع غزة.
غير ان عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة ”حماس” وعضو وفد المفاوضات الفلسطيني في القاهرة، قد اكد أن الوفد الفلسطيني وافق على المقترح المصري بتهدئة مع الجانب الإسرائيلي، موضحاً بان وفد التفاوض الإسرائيلي قد وصل إلى القاهرة لبدء جولة جديدة من التفاوض دون شروط، بحسب ما اعلن الجانب المصري”.
وأوضح الرشق، أن موافقة الوفد الفلسطيني تمت بعد سلسلة لقاءات واجتماعات في القاهرة يوم امس الأحد، وأن التهدئة ستبدأ (بدأت) الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الأحد/الاثنين الماضية.
وتوقع الرشق، أن تكون جلسات التفاوض غير المباشر مطولة، وأن يتم استغلال كل الوقت المخصص للهدنة ومدته 27 ساعة في المحادثات الجدية، وأكد بأن الطرف الفلسطيني لن يسمح باضاعة الوقت كما حدث في الهدنة السابقة.
وقال الرشق : أن استئناف الوفد الفلسطيني للمفاوضات جاء على قاعدة التمسك بكل كلمة من المطالب الفلسطينية كونها حقوقا أساسية سرقها الاحتلال دون حق، مضيفاً بالقول: ان كل هذه الحقوق كان منصوصا عليها في اتفاقات سابقة صادرها أو دمرها الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الوفد الإسرائيلي قد انسحب من مفاوضات القاهرة يوم الجمعة الماضي بحجة الأعياد اليهودية، ولم يعد إلى العاصمة المصرية من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الفلسطيني.
وقال رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وعضو وفد المفاوضات بالقاهرة، عاموس غلعاد، في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن ”إسرائيل لن تتفاوض مع الجانب الفلسطيني ما لم يتوقف إطلاق القذائف الصاروخية من غزة”.
ومن جانبه اكد عزام الاحمد، رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة في القاهرة، عقب انتهاء اجتماع الوفد الفلسطيني مع القيادة المصرية رفض اي محاولة لفرض شروط مسبقة من الجانب الاسرائيلي.
وجدد الأحمد في تصريح صحفي، استعداد الوفد في مصر للاستمرار في التفاوض غير المباشر مع اسرائيل للتوصل إلى اتفاق هدنة دائم يؤدي لوقف اطلاق النار وتسهيل سرعة تدفق المساعدات للشعب الفلسطيني وإعادة إعمار غزة .
وأكد أن الوفد الفلسطيني مستعد للتجاوب مع التحركات والاتصالات المصرية من أجل منع انهيار المفاوضات بسبب التعنت الاسرائيلي، وثمّن الأحمد الجهود التي تقوم بها مصر من أجل حقن دماء شعبنا ومنع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ”ووقف الجرائم التي تمارس بحق شعبنا”.
وقال الأحمد إن ”كل ممارسات اسرائيل وتعنتها لن تثني شعبنا عن تحمل كل الصعاب وتقديم كل التضحيات لتحقيق أهدافه كاملة من اجل رفع الحصار والمضي قدما نحو إنهاء الاحتلال”.
وأكد أن ”جهود التهدئة مستمرة من قبل الجانب المصري مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبلورة صيغة يستأنف فيه الطرفان المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط المصري”.
اما ماهر الطاهر، عضو الوفد الفلسطيني عن ”الجبهة الشعبية ”، فقد اكد أن الوفد الفلسطيني سيظل متمسكاً بمطالبه حتى النهاية، مشيراً أنه لم يتلقَ حتى الآن أي رد صهيوني على أي منها.
وقال الطاهر في تصريحات صحفية : ”لقد ذهبت أوهام الاحتلال بأن تنقسم آراء الوفد الفلسطيني أدراج الرياح فالوفد موحّد، وسيبقى موحداً، وكان رده على الاحتلال بشكل جماعي”، مؤكداً أن الوفد الفلسطيني الموحد يريد التوصل لاتفاق ولكن على أساس تلبية مطالبه، فإن لم يستجب الجانب الإسرائيلي لهذه المطالب فعندها لن يتم توقيع أي اتفاق.
وكانت المفاوضات غير المباشرة، التي ترعاها مصر، بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، منذ نحو أسبوع، قد توقفت يوم الجمعة الماضي مع انتهاء هدنة الـ72 ساعة التي نجحت القاهرة في التوصل إليها.
ولم تنجح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق نهائي يضع حدا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولا حتى تمديد هدنة الـ72 ساعة؛ جراء خلافات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي حول مطالبهما.
وتضمنت مطالب الوفد الفلسطيني: وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى المواقع التي كانت فيها قبل الحرب (التي شنتها إسرائيل في الـ7 من الشهر الماضي)، وإعادة العمل بتفاهمات 2012 (التي أنهت حربا إسرائيلية)، وفك الحصار على قطاع غزة بكافة صوره، وإنشاء ميناء بحري ومطار بغزة.
كما تضمنت مطالب الفلسطينيين، السماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإزالة المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل، وإطلاق سراح النواب المعتقلين والأسرى الذين أعيد اعتقالهم، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنها، بالإضافة إلى تقديم ضمانات عربية ودولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي، والتزام تل أبيب بما يتم الاتفاق عليه.
وفي المقابل، تطرح إسرائيل مطلب نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخيرة بشدة.
اما على الصعيد الميداني فقد أكدت ”كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة حماس، رفضها لأي مبادرة للتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يكون هناك التزام برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة.
وقال أبوعبيدة، الناطق باسم ”القسام” في بيان متلفز ”إننا جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد”، مشددا على أنه ”لن نقبل أن تنتهي المعركة بدون رفع الحصار وتشييد الميناء”.
وأهاب الناطق باسم ”القسام” بالوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة ”أن لا يقبل وقف إطلاق النار والتهدئة إلا بعد الإلتزام برفع كامل الحصار عن غزة”، وطالب الوفد بالانسحاب في حال تم رفض تلك الشروط.
وحذر أبوعبيدة إسرائيل من ”حرب استنزاف طويلة المدى” مشيرا إلى استهداف اقتصاد الاحتلال ومطاراته وبنيته التحتية، مؤكدا على مقدرة ”القسام” على إحداث المزيد من الخسائر في صفوف الاحتلال.
ومن جانبها أكدت ”سرايا القدس”، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن الاحتلال الإسرائيلي أنهى التهدئة الإنسانية دون الموافقة على مطالب المقاومة الفلسطينية.
وحملت السرايا في بيان لها المسؤولية المترتبة على إنهاء هذه التهدئة، وقالت: ”لن يأخذ العدو منا بالسياسة ما عجز عنه في الميدان”.
وتطبيقاً لمقولة ”وشهد شاهد من اهلها” فقد اعتبر خبير إسرائيلي في مجال الأمن القومي، أن العملية العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة التي يطلق عليها الاحتلال اسم ”الجرف الصامد”، أسفرت عن انهيار القدرة العسكرية للجيش الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن البروفيسور أوري بار يوسف، قوله ”إن الرهان الإسرائيلي على ترميم قوة ردع الجيش في أعقاب الحرب على غزة في غير محله، فإسرائيل لم تفشل فقط في ترميم قوة الردع في مواجهة حماس؛ بل إن قوة جيشها انهارت باكثر ممّا كانت عليه قبل الحرب”.
وأضاف بار يوسف ”يجب أن نعترف أن القوة العسكرية الإسرائيلية غير قادرة على حسم المواجهة مع حماس على الرغم من أن تفوّق الجيش لم يكن موضع شك أو تساؤل”.