قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم امس ان بنيامين نتانياهو، رئيس الحكومة الاسرائيلية، قد طلب من جديد مساعدة واشنطن للتوسط في وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
واضاف كيري “الليلة الماضية تحدثنا، وحدثني رئيس الوزراء (نتانياهو) عن فكرة واحتمال لوقف اطلاق النار. واثار تلك المسالة معي كما فعل باستمرار”، مضيفا ان نتانياهو قال انه “سيتبنى وقفا لاطلاق النار يتيح لاسرائيل حماية نفسها في مواجهة الانفاق، وان لا تتضرر بعد الخسائر الكبيرة التي قدمتها حتى الان”.
من جانبها نقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن كيري قوله “إن نتنياهو اتصل بي خمس مرات وطلب مساعدة واشنطن في التوصل إلى هدنة في غزة”.
ومن جانبه قال الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس, يوم امس، إن الحرب على قطاع غزة استنفدت نفسها وينبغي وقفها
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيرس قوله خلال زيارة جنود جرحى في مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، “أعتقد أن الحرب استنفذت نفسها، وينبغي الآن إيجاد طريق لوقفها.”.
وتأتي أقوال بيرس هذه قبيل انعقاد اجتماع الكابينيت للبحث في الخطوات المقبلة لجيش الاحتلال في قطاع غزة، ووسط أنباء تتحدث عن عدم اتفاق بين الوزراء وأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتحسب من تزايد عدد الجنود القتلى في حال توسيع الحرب على غزة.
من جانبه، قال بيرس إنه “لا يوجد صوت واحد في غزة، وسيتطلب الأمر عدة أيام لكن الحرب ستنتهي، والجيش الإسرائيلي سيخرج منها ببطولة”.
وأضاف قائلا أنه يجب إعادة قطاع غزة إلى سلطة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). و إن “غزة تابعة إلى أبو مازن من الناحية السياسية, وهو الوحيد الذي لديه سلطة شرعية لأن الاتفاق أبرم معه، وغزة اختطفت منه وأكثر شيء صحيح هو إعادة غزة إليه.. وقد أثبت أنه يعرف كيفية إدارة الأمور في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفي غزة أيضا”.
وتحدثت تقارير عن ان الجيش الاسرائيلي وصل الى درجة الافلاس العسكري، وان هذا ما بدأت تكشف عنه وتنقله الدوائر السياسية والاعلامية في تل أبيب، واستنادا الى مصادر مطلعة، فان القيادة الاسرائيلية تدرك هذا الوضع تماما، وبدأت منذ أيام اتصالاتها مع العديد من الجهات في الاقليم والساحة الدولية للبحث عن حل سياسي.
وتقول هذه المصادر أن الدول ذات التأثير تتجه لفرض حل سياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي في المرحلة القادمة، واسرائيل تتحرك من أجل أن يكون هذا الطرح السياسي يميل لصالحها، وكشفت المصادر عن اتصالات يديرها مسؤولون اسرائيليون مع أطراف مؤثرة في المنطقة والعالم، لتحقيق هذا الهدف
وجاء في التقارير أن اسرائيل لم تجهز نفسها لمواجهة عسكرية طويلة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأن هذه المقاومة فاجأت اسرائيل بامتلاكها لقدرات عسكرية ملفتة, مؤكدة ان الخطة الاسرائيلية كانت تقوم على اثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وخلق حالة من “البلبلة” والتذمر داخل القطاع وبين مواطنيه لتحريضهم ضد المقاومة من خلال قصف عشوائي بريا وجويا وبحريا للمنازل والمساجد والمستشفيات، وقتل أعداد كبيرة من أهل القطاع، كذلك، تضمنت خطة العدوان على القطاع القيام ببعض الاستعراضات البرية على حدوده، حيث استندت الخطة المذكورة على تقديرات استخبارية اثبت الميدان أنها غير دقيقة وخاطئة، وعلى رؤية مليئة بالشوائب لجهات شجعت اسرائيل على ضرورة “تلقين” حركة حماس وفصائل المقاومة الدروس واضعافها.
من جانب اخر قالت التقارير أن قدرات المقاومة الفلسطينية المسلحة في القطاع صدمت المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي، وأحدثت حالة من التخبط داخل المستويين، كانت نتائجه الاندفاع والانجرار دون رغبة حقيقية الى عمق القطاع، وهذا الأمر تسبب في وقوع خسائر كبيرة في صفوف الوحدات العسكرية المختارة في جيش الاحتلال، وحسب هذه التقارير فان هناك حوالي ثلاثمئة جندي اسرائيلي سقطوا بين قتيل وجريح، وآخرون يحتاجون لعلاج نفسي ومتابعة طبية متخصصة, كما أن قصص الصدامات والمواجهات في الميدان انعكست سلبا على القوات التي كانت تستعد للدخول الى ساحة المواجهة، وقد دفع حادث تفجير المجنزرة الاسرائيلية في حي التفاح بغزة ومقتل واصابة من فيها وأسر احد الجنود، الكثير من الجنود الى التمرد على الاوامر ورفض التسلل مع القوات المقاتلة الى داخل القطاع.
وتقول هذه التقارير أن قادة الجيش الاسرائيلي حاولوا التكتم على ظاهرة عصيان الاوامر، ومنع الحديث عنها أو تداولها الا أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من هذه المحاولة أمرا غير واقعي بالمرة. فالمعلومات التي كانت تتسرب الى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تثبت هشاشة موقف الجيش الاسرائيلي وبسالة فصائل المقاومة الفلسطينية, مؤكدة ان الجيش الاسرائيلي تورط في القتال دون رغبة منه، ما وضع اسرائيل في موقف لا تمتلك معه القدرة على فرض الاملاءات على الطرف الاخر. كما أن القتال في الميدان وما تحققه المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد اسرائيل، سيكون له تأثيرات خطيرة في المرحلة القادمة على طبيعة التعامل من جانب اسرائيل مع تلك الفصائل، كذلك، فان المعادلة العسكرية في القطاع ستكون من الان فصاعدا معادلة صعبة توازي الى حد ما المعادلة المؤلمة التي عانى منها الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان على أيدي حزب الله.
.