فلسطينيو الداخل يشاركون في حملة ”لقرانا نعود”

شارك عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل على مدار الشهرين الماضيين في حملة ”لقرانا نعود”، التي أطلقتها الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، لزيارة عشرات القرى الفلسطينية التي دمرت من قبل العصابات الصهيونية في أعقاب نكبة عام 1948، بمشاركة من تبقى من الأجداد والأبناء والأحفاد.
وقال مركز الحملة ومدير وحدة الآثار في ”مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” عبد الرازق متاتي، إن الهدف من الحملة، ربط فلسطينيي الداخل أصحاب الأرض الأصليين بالقرى والمدن والبلدات الفلسطينية التي هجرت عام 1948، وتعميق ذاكرة الأجيال الفلسطينية وتعريفها بأهم المحطات التاريخية التي مر بها الشعب الفلسطيني، وخاصة النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وتدمير اكثر من 530 قرية فلسطينية، وترسيخ معنى النكبة وتعريف الشرائح الفلسطينية المختلفة بها وربطهم بها.
وقال متاني في تصريحات خاصة لـ ”قدس برس”: ”إن النكبة ليست محطة عابرة، بل يجب أن نربط أنفسنا بها طوال الوقت، ومن هنا جاءت استمرارية الحملة، فكل اسبوع يخرج المئات بل الآلاف من فلسطينيي الداخل والقرى المهجرة لزيارة هذه القرى، والتي تشمل في كل مرة زيارة قضاء كامل حيث يتم زيارة المدينة وقراها”.
وأشار متاني إلى أن النكبة ليست مجرد عملية تهجير فقط، بل هي إبادة للوجود العربي الفلسطيني، حيث جرى محو كامل وشبه كامل للآثار الفلسطينية في القرى المهجرة.
يأتي ذلك في سياق مخطط إسرائيلي ممنهج، تحت اسم ”تسوية الأرض”، شاركت بها كل اذرع الاحتلال، وبدأت سلطات الاحتلال العمل فيه في عام 1965، لمحو الآثار الفلسطينية في الداخل، من خلال الاستيطان على أنقاض هذه القرى واستعمال ما تبقى فيها من ممتلكات فلسطينية.
وأضاف ميتاني: ”إن الاحتلال أقدم على زراعة مليون شجرة صنوبر على أراضي القرى المدمرة، وهذا أدى إلى اختفاء الأشجار العربية من رمان وتين وزيتون، كما جرى تحويل هذه القرى إلى مزابل وحدائق، وهذا أدى إلى اختفاء آثار عدد كبير من القرى الفلسطينية المهجرة، ولم يبق منها الا القليل القليل”.
وأشار إلى أن حملة ”لقرانا نعود” محاولة لزيارة ما تبقى، وأضاف: ”لكل قرية قصة ورواية ترويه ركامها وركام مقابرها ومساجدها بالكاد يستطيع الزائر أن يراها”.
ولفت إلى تعرض المشاركين في الحملة إلى مضايقات من جانب سلطات الاحتلال، رغم أنها كانت على يقين أنه لم يبق هناك ما يمكن مشاهدته، مشيرا إلى أن الحملة لقيت تجاوبا كبيرا من جانب فلسطينيي الداخل، وشارك فيها بعض من تبقوا من المهجرين في الداخل والذين قاموا بالتعريف بهذه القرى وقدموا شروحات عن عائلاتها وشوارعها ومقدساتها وحياتها الاجتماعية، فالنكبة ليست مجرد ارقام لقرى مدمرة بل حياة اجتماعية كاملة تم القضاء عليها خلف هذه الأرقام، كما قال.
وصاحب الحملة فعاليات أخرى كجولة للمصورين والتي شارك فيها اكثر من 50 مصورا قاموا بالتقاط الصور لما تبقى من آثار في القرى المدمرة، لتسليط الضوء على هذه القرى من خلال الصور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى