صلاح المختار ينفي نبأ استشهاد عزة الدوري

نفى المناضل والكاتب العراقي المعروف صلاح المختار الانباء المغرضة التي تواترت امس عن استشهاد الرفيق والقائد البعثي الكبير عزة الدوري “ابو احمد”.

وقد جاء نفي الزميل صلاح المختار ضمن سياق مقال تعبوي شديد اللهجة جاء فيه ما يلي حرفياً..

مرة اخرى يطيّر نغول الاحتلال خبرا كاذبا عن استشهاد القائد المناضل عزة ابراهيم ، وبسرعة ليست غريبة احتل هذا الخبر صدارة الفضائيات ومواقع الانترنيت في اشارة الى اعتراف رسمي وعملي بان البعث هو الرقم الاصعب في معادلة الصراع الجبار الدائر في وطننا العربي, والا لم هذا الاهتمام الاستثنائي بخبر الاستشهاد المفترض للرفيق عزة ابراهيم لو لم يكن البعث هو قطب الرحى ومركز الصراع ورافع علم العروبة الرئيس ؟ فالجميع ترك كل الاحداث الساخنة في الوطن العربي رغم هولها وكوارثها واهتم بمتابعة الخبر، حللوا بانفسكم مغزى ذلك .

ان هاتفي لم يتوقف عن الرنين للاستفسار عن صحة الخبر، ونغول الفرس رقصوا طربا وفرحا، اما ابناء العراق والامة العربية البررة فقد وقف الطير على رؤوسهم يتسابقون لمعرفة الحقيقة، ولعل افضل مكالمة وردتني كانت من المغرب العربي حيث قال لي شخص حرفيا : ( لم اكن بعثيا في حياتي ولكنني اعشق البعث وشهيده صدام وقائده عزة ابراهيم ، وكما كان استشهاد صدام حسين شرفا عظيما لكل العرب لبطولته ونقاوته وتعاليه على زينة الحياة الدنيا فان خبر استشهاد القائد عزة ابراهيم شرف لنا جميعا ويضاف الى امجاد امتنا العربية التي تواجه الخيبات والانكسارات واستشهاد عزة ابراهيم دليل اخر على عظمة الامة العربية وحيوتها) .

قلت له : ( مشاعرك النبيلة تعبير عن شرف الانتماء للامة العربية ولكنك لم تنتطر لاخبرك بالحقيقة وهي ان القائد عزة ابراهيم لم يستشهد وانما هو يقاتل الاحتلال الايراني للعراق كما قاتل الاحتلال الامريكي رغم انه في الثالثة والسبعين من عمره) فتوقف الاخ المغاربي وقال ( اذن عزة ابراهيم لم يستشهد ؟ ) قلت له نعم انه حي يرزق مع بقية المجاهدين.

اما اسوأ ما قرأته فهو تعليق صحفي درس في العراق وعلى نفقة حكومة البعث, لكنه اختار ان يعتاش على حساب شرف الكلمة فقد قال ( اخبرني قيادي بعثي بان عزة ابراهيم حي يرزق ) . ولكنه اضاف ( عزة ابراهيم يعيش في كردستان العراق ) ! في دس حقير هدفه انكار ان القائد عزة ابراهيم يقاتل في مدن العراق ضد الفرس، وتلك الفقرة تعد وبلا اي شك اسهاما مباشرا في شيطنة البعث بتجريده من كل فضائله وفقا للخطة الصهيوامريكية .

نحن البعثيون كنا ومازلنا وسنبقى حزب رسالة خالدة ويخلد حزبنا بقدر مهامها التاريخية ، لذلك فاننا لسنا حزبا مرحليا يرتبط بشخص مهما كان عظيما ويزول بزواله بل هو حزب لديه واجبات متتابعة ومتكاملة تبدأ من زرع البذور وتصل مرحلة انتاج الثمر الناضج وهو تحقيق اهداف امتنا العربية الكبرى وهي الوحدة العربية والحرية والاشتراكية. وكل هدف من هذه الاهداف الثلاثة صعب وامامه عقبات كبيرة ولكن الاصرار على النضال وعدم تقبل فكرة استحالة تحقيقها يجعل البعثي ومهما كان عبقريا وبطلا ومبدعا رجل مرحلة تاريخية محددة زمنيا بعمره المقرر من الله سبحانه وتعالى، فهو بهذا المعنى عبارة عن حجر زاوية في بناء كبير يحتاج لمئات احجار الزاوية ولعشرات الاف الاحجار العادية كي يكتمل وعندما يكتمل تأتي مرحلة المحافظة على البناء وصيانته وتطويره ليبقى ملائما لكل مرحلة ومنسجما مع كل تقدم الى امام في كل عصر ومصر .

هذا هو معنى الرسالة الخالدة ، انه مفهوم واقعي وليس حلما رومانسيا ، لا يتحقق الا بالبناء والتضحيات ووضوح الهدف المرحلي واعتباره جزء من اهداف اخرى . بهذا المعنى فان البعث يحتاج لاجيال لانجاز تلك المهام العظمى وتستغرق تلك التحولات عقودا وقرونا تزخر بالعمل وتحقيق التقدم . فهل يوجد انسان ومهما اطال الله عمره يستطيع البقاء لمواكبة تحقيق كل تلك الاهداف ؟ بالطبع كلا فالانسان, كل انسان, زائل والبقاء لله وحده، ولهذا فان البعث بصفته حزب رسالة خالدة تميز بانه ينتج القادة العظام والمبدعين والقادر على الاعداد لملء الفراغ القيادي قبل ان يحدث.

هل الصورة واضحة ؟ لنأخذ امثلة واقعية : من اسس الحزب كان القائد المؤسس المرحوم احمد ميشيل عفلق وضع الاسس ورعاها حتى نمت وكبرت ونشأ البعث عملاقا حقيقيا ، وعندما حضرته الوفاة مثل اي كائن حي كان الحزب نبعا للقادة الذين يواصلون الواجب التاريخي ، برز سيد شهداء العصر صدام حسين ليتولى هو ورفاقه مهمة بناء الانموذج البعثي المشرف في العراق رغم كل التحديات ، وبنوه واثبت البعث انه ليس حزب شعارات وهتافات وحماس فقط بل هو جهاز بناء حضاري وانساني فريد في عصرنا .

وعندما اغتيل الشهيد صدام حسين بعد غزو العراق تصدر القيادة رفيقه في العقيدة والسلاح عزة ابراهيم ، فكان وبحق قائد الجهاد والمجاهدين ، وعندما سيأتي اجله طال الزمن ام قصر فان البعث بتقاليده وضوابطه يعرف كيف يسد الفراغ قبل ان يحدث ويقدم كواكب من القادة الجدد كما قدم كواكب الشهداء .

مسيرة البعث ليست مسيرة حزب عادي بل مسيرة مهمات تاريخية كبرى هدفها تغيير الواقع العربي وانقاذ الانسان العربي من الفقر والامية والتخلف وتمكينه من المشاركة في التقدم الانساني في كافة المجالات وبالاخص توفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية للانسان العربي ليكون حرا ومكتفيا ماديا وروحيا .

اذن نحن لسنا نجزع حينما يستشهد لنا قائد فتلك طبيعة الجهاد ، والبدلاء جاهزون وهم رفاقه الذين انتخبهم الحزب مسبقا في سلم الكادر الحزبي ، وبما ان الانسان فان والبقاء لله وحده فاننا نتقبل الموت كقدر لنا ونهاية مشرفة لمسيرة انجازات عظمى . هل عرفتم الان سر تفاؤل البعثي حتى وهو يودع قائدة الشهيد صدام حسين؟ انه حزب الرسالة غير المقيدة بفرد مهما كان عظيما وعبقريا ، وكل قائد هو عبارة عن جزء متميز من عملية الابداع والتقدم ، قائد يتولى المسؤولية يقوم بدوره يأخذه القدر يتقدم الصفوف قائد اخر ليواصل مشوار اعادة بناء الانسان والمجتمع . هذا هو البعث وهذا هو مصدر عظمته وخلوده .

ايها الرفاق : ونحن نستمع لتلك الاشاعة الوسخة كوساخة ضمائر مطلقيها كنا على يقين بان حياة الرفيق عزة ابراهيم- ومهما طالت ونسأل الله ان يطيلها ويحميه- فانيه في النهاية وان البقاء لوجه ربك العظيم .

علينا في ضوء ما تقدم ان لا نجزع عندما نسمع اشاعة او حتى حقيقة مؤلمة فهذه هي الحياة ولكنها ايضا حياة تتدفق منها ينابيع القدرة والتجدد ، فكما انتجت الامة احمد ميشيل عفلق وصدام حسين وعزة ابراهيم وغيرهم فانها ولدت قادة اخرين يخوضون معركة تحرير العراق الان وقادرة على ولادة قادة اخرين يحلون محل قادة هذه المرحلة الاكفاء والذين تحملوا اشرس التحديات في تاريخ الامة والحزب .

ايها البعثيون ارفعوا رؤوسكم عاليا ، قلت ذلك لكم في عام 2004 وكررت ذلك واتقيد به الان : ارفعوا رؤوسكم فخرا وعزا وانتم تتبعون خطى قائدكم العظيم عزة ابراهيم ، حفظه الله ورعاه ، انتم حراس الامة كلها وانتم صحابيو العصر الحديث ، كل واحد منكم عزة ابراهيم وصدام حسين وميشيل عفلق ، وكل واحد منكم مرشح ليقود مسيرة الشرف والعزة ، فلا تقلقكم اشاعات او حتى حقائق مؤلمة ، واصلوا مسيرة البعث لتصل بكم الى بغداد المحررة والحرة والمبدعة ، طريق البعث هو طريق الالام والتضحيات الجسام وانتم اهل لها ، واجعلوا من عنوان هذه المقالة شعارا لكم : ( البقاء لله وحده ولصناع التاريخ من بعده ) ، نعم نحن نصنع تاريخ امتنا بالصبر والتضحيات الغالية لاننا نرى الغد المشرق امامنا ، يقودنا رفيقنا العزيز عزة ابراهيم وهو مؤمن بقضاء الله وقدره وانه فان في يوم ما والله هو الباقي الوحيد ومن يبق مرحليا هو المبدع الذي يبني ليترك لمن بعده دولة ومجتمعا يصلح لكرامة وحرية الانسان .

تحية حب ووفاء لقائدنا عزة ابراهيم ولرفاقنا قادة معركة تحرير العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى