عملية باردو.. افتتاح جبهة جديدة بتونس

لا وجود لأيّ نجاح، و حديث الحكومة التّونسيّة عن نجاح قوات الأمن في التّصدّي للعمليّة الارهابيّة هو إهانة لذاكرة الأموات قبل أن يكون إهانة لذكاء الأحياء.

تمكّن عناصر ارهابيّة من التّنكّر في أزياء عسكريّة و اقتحام متحف باردو المحاذي لمجلس النّواب بأسلحة كلاشنكوف هو بكلّ المقاييس فشل للدّولة و لقواتها المسلّحة.

اختيار متحف باردو هو في حدّ ذاته توقيع.

توقيع يعني أنّ العمليّة تندرج في سياق عمليّات باميان في أفغانستان و تومبكتو في مالي و عمليّات مواقع و متاحف سوريا و العراق.

هذه العمليّة سبقتها بروفة تدريبيّة حين قاموا بتحطيم تمثال الطّاهر الحدّاد في الحامّة و كان الردّ عليها من طرف الدّولة بمقولة “دعه يعمل دعه يفجّر”.

هي ليست استهدافا للاقتصاد التّونسي بقدر ما هي رسالة “إيديولوجيّة” و “سياسيّة” موجّهة إلى أصحاب السّلطة في باردو و أصحاب السّلطة في القصبة و في قرطاج بالإضافة إلى جميع الارهابيّين التّونسيّين لاعلامهم بتدشين جبهة جديدة في تونس على غرار جبهات ليبيا و سوريا و العراق. العمليّة لم تكن الغاية منها احتجاز رهائن أو قتل سوّاح، هي فقط كانت مجرّد إعلام للعموم عن افتتاح جبهة جديدة في تونس..

هذه العمليّة هي كذلك بداية مرحلة جديدة : مرحلة ينزل فيها الإرهاب من الجبال إلى المدن و لا يستهدف فقط “الطّواغيت” بل يستهدف عامّة النّاس دون تمييز.

المرحلة القادمة ستكون، بكل تأكيد، مفعمة بالسّيارات المفخّخة و القنابل المزروعة في الأماكن العامّة.

المسؤول عن هذه الوضعيّة ليسوا قطعا الإرهابيّين. الإرهابيّون مثل الأورام الخبيثة يوجدون حيثما يتسنّى لهم الوجود. المسؤول الحقيقي عن هذه الوضعيّة هي مختلف الحكومات المؤقتة و المنتخبة التّي تعاقبت على الأقلّ منذ 6 فيفري و التّي مكّنت الارهاب من التّغلغل في كلّ مكان.

المسؤول الحقيقي هم رجال السّياسة الذّين قاموا و يقومون بتبييض زملائهم من “رجال سياسة” مورّطين في الإرهاب.

إذا لم تتمّ محاسبة جميع من تورّط سابقا في الإرهاب من رجال سياسة ورجال أمن فسيأتي يوم يذبح فيه التّونسيّين في بيوتهم. وما يقوم به السّبسي و الصّيد و الغنّوشي بوصاية وتوجيهات أمريكيّة وأوروبيّة سيعجّل بذلك اليوم، يوم يُذبح التّونسيّين في بيوتهم…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى