وفد حمساوي برئاسة مشعل يزور موسكو قريباً
علمت ”المجد” ان وفداً حمساوياً برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيقوم قريباً بزيارة مطولة الى موسكو، تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الروسية.
وقال مصدر فلسطيني مطلع ”للمجد” ان الدعوة الروسية التي لقيت ترحيباً حمساوياً فورياً تستهدف تبادل وجهات النظر بين موسكو وحماس في عدد من الموضوعات التي من شأنها تطوير العلاقة بين الجانبين، في اطار الجهود التي تبذلها موسكو لاستعادة دورها القديم في الشرق الاوسط ايام كانت عاصمة الاتحاد السوفياتي.
ولم يستبعد المصدر ان تقوم موسكو التي تتوسط حالياً بين الحكم والمعارضة السوريين، بدور الوساطة بين مصر وحماس اللتين تدهورت علاقاتهما بشكل حاد مؤخراً جراء القرار القضائي المصري باعتبار كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس منظمة ارهابية.
وقال ان روسيا التي توطدت علاقتها بمصر كثيراً عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة الاسبوع الماضي، تستطيع القيام بدور فاعل في المقاربة بين مصر وحماس وفق اجندة واضحة ومحددة تتيح لموسكو لعب دور الحكم بين الجانبين حتى لو اقتضى الامر ايفاد خبراء عسكريين روس الى خط الحدود الفاصل بين سيناء وقطاع غزة، والذي تقول السلطات المصرية ان اعداداً من الارهابيين يتسللون عبره – بمعرفة وحتى مشاركة حماس- للعبث بامن سيناء اولاً وباقي الاراضي المصرية ثانياً.
وكانت حماس قد نفت مراراً وتكراراً المزاعم التي تتهمها بالتدخل في الشؤون المصرية الداخلية، بناء على اوامر من تركيا وقطر واخوان مصر، كما اكدت حماس ان انتسابها الى جماعة الاخوان المسلمين لا يعني تقديم اية اجندة اخوانية مصرية او غير مصرية على اجندتها الوطنية الفلسطينية المكرسة بالكامل لخدمة قضية فلسطين وحشد اوسع تأييد عربي لها باعتبارها قضية العرب المركزية.
وفيما تشهد العلاقة الروسية – الحمساوية تطوراً ملحوظاً عشية زيارة الوفد الحمساوي الى موسكو، تباطأت عملية تجديد وتعزيز العلاقة بين حماس وايران، وتعثرت الزيارة التي كان مقرراً ان يقوم بها خالد مشعل الى طهران بهدف وصل ما انقطع بين الجانبين طوال السنوات الثلاث الماضية.
وقد حمل أسامة حمدان، رئيس العلاقات الخارجية في حركة حماس، جهات لم يسمها مسؤولية عرقلة الجهود المبذولة لاعادة العلاقات بين الحركة وإيران، مؤكداً أن حماس حريصة على علاقة متوازنة وإيجابية مع إيران.
وقال حمدان في تصريحات لموقع ”الرسالة”: ”لا شك أن الخصوم لا يرغبون بعلاقة سوية بيننا، ولا شك ان محاولات التشويش التي تحدث من بعض الجهات تساهم في تعزيز خطوات هؤلاء”.
فللمرة الأولى منذ بداية الحديث عن زيارة مشعل، إلى طهران، يخرج مسؤولون إيرانيون ليكشفوا سبب تأخر الزيارة؛ فبعدما كانت التوضيحات مقتصرة على مصادر ومسؤولين فلسطينيين من ”حماس” نفسها أو فصائل أخرى، أكد مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، حسين شيخ الإسلام، أن مشعل مرحب به في أي وقت يريد فيه زيارة الجمهورية الإسلامية، لكن ”قرار قدوم مشعل يجب أن تتخذه حماس بنفسها، لأن ما جرى بيننا يعود إلى القضية السورية”، كما نقلت عنه صحيفة ”الاخبار” اللبنانية
وقال شيخ الإسلام، أن ترتيبات الزيارة هي مسؤولية أصحاب البلد، وأفضل استقبال لمشعل، ولكننا لا نقبل أي شرط لقدومه”.
وأضاف: ”في ثقافتنا من العيب أن يشترط الضيف أين سيجلس أو يذهب…هذا جرى مع كثيرين من القيادات الفلسطينية”، مؤكدا في الوقت نفسه أن تأخر الزيارة غير مرتبط بلقاء قائد الثورة أو رئيس الجمهورية، ”بل باشتراط تقديم جدول أعمال مسبق لها من طرف حماس”.
كما شن موقع ”تابناك” الذي يتبع للحرس الثوري الإيراني، ويشرف عليه الجنرال محسن رضائي القائد السابق لهذا الحرس ومستشار خامنئي الحالي، هجوما شرسا على مشعل، وقال الموقع ان ”خالد مشعل وقيادات حماس وقفوا واصطفوا قبل عامين إلى جانب الإرهابيين الدوليين في سوريا، مطالبين بإسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد، بينما نراهم الآن يضعون الشروط لعودة العلاقات بين حماس وإيران، وكأن إيران ليست لديها أي شروط!”.
وأضاف ”تابناك” قائلا: ”عندما غادر خالد مشعل؛ دمشق إلى الدوحة لم يتصور أن الزعماء والرؤساء الذين طالبوا بإسقاط الرئيس بشار الأسد قد تغيروا، من مصر حتى الدوحة. ولم يخطر ببال خالد مشعل أنه سيُجبر يوما ما على الرجوع إلى أكبر داعم وحليف للنظام السوري وبشار الأسد، ويلجأ إلى طهران من جديد”.
وأوضح ”تابناك” أن ”محمد مرسي سقط في مصر، ويرأسها اليوم عبد الفتاح السيسي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع بشار الأسد. وفي تركيا ترك هاكان فيدان رئيس الإستخبارات التركية منصبه دون أن يسقط بشار الأسد. وفي السعودية، لم يرحل الملك عبدالله فقط، بل إن المسؤولين الأساسيين عن الملف السوري تمت إزاحتهم. وفي قطر، أصبح الشيخ تميم بن حمد أميرا لقطر.. وكل هذه التحولات ساهمت في إضعاف حماس، ما جعل قيادتها تفكر بالهجرة إلى تركيا”.
وفي إشارة إلى موقف حركة حماس من الثورة السورية، اعتبر ”تابناك” أن تحليل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق عن مستقبل المنطقة كان خاطئا جدا، ولكن هناك الآن بعض اللقاءات السرية التي حصلت بين قادة حماس وإيران للتوقيع على ورقة عمل وتفاهم بين الطرفين. لكن هذه الورقة تتضمن تعهد حماس بتغيير موقفها من الأحداث في سوريا.
وختم ”تابناك” تعليقه قائلاً: ”حركة حماس اليوم في وضع لا يسمح لها بأن تضع شروطاً لعودة مجرى علاقتها بشكل طبيعي مع طهران، وليس من عادة إيران أن تعتمد على أي طرف بعد أن ينكشف معدنه الحقيقي”.
هذه الازدواجية الايرانية المتمثلة في الترحيب باعادة التعاون مع حماس والتهجم على رئيسها، فسرها المراقبون السياسيون في بيروت بانها دعوة حركة حماس لابعاد مشعل عن رئاستها مقابل فتح ابواب ايران امامها.. الامر الذي ترفضه الحركة جملة وتفصيلاً باعتباره تدخلاً خارجياً في شؤونها الداخلية.